اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 8 مايو 2018

الكشف عن اسرار وخفايا التنظيم الإرهابى الهارب الى ليبيا بقيادة ضباط الإخوان




سها البغدادى
بدأ تأسيس التنظيم  داخل مصر وقد أعلن عن تحالفه مع التنظيم الإرهابي الرئيسي  “أنصار بيت المقدس” بسيناء ، وتردد اسم الضابط السابق هشام عشماوي- المتورط في عدة عمليات نوعية على رأسها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم واغتيال النائب العام السابق هشام بركات- كقائد له، وكان شكل مجموعة من المقربين منه ممن التقى بهم خلال اعتصام جماعة الإخوان في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، منتقلا بهم بعد فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013 إلى سيناء ومنها إلى ليبيا متخذا اسم “العائدون ”.
 أن التنظيم الإرهابى الذى تم تأسيسه فى ليبيا باسم «العائدون»، جميع قياداته عناصر مصرية، على رأسهم صلاح عبد الرحمن، ينتمى لجماعة الإخوان، هرب إلى ليبيا.
 وانضم لتنظيمات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة فى ليبيا، ثم انضم لتنظيم «العائدون»، الذى يضم عناصر متطرفة هاربة من مصر بعد اعتصام رابعة.
 وهذا التنظيم يحصل على أموال كبيرة، يتم إدخالها له بليبيا، من خلال وسطاء أتراك وليبيين وتوانسة، وبها يشترى كميات كبيرة من الأسلحة، مؤكدا أن هذا التنظيم خطط منذ أسبوعين لتهريب كميات كبيرة من الجرينوف والأسلحة الثقيلة والألغام ومواد صنع المتفجرات إلى مصر، ولكن تمكنت الأجهزة الأمنية الليبية بالتنسيق مع مصر، من القبض على هذه العناصر الإرهابية قبل وصولها للحدود المصرية، وتم إبلاغ مصر بأنه تم القبض على تلك العناصر، ومنع تهريب شحنة أسلحة لمصر، وأخبرت السلطات المصرية أن هذه العناصر الإرهابية هرّبت أسلحة كثيرة لإرهابيى سيناء خلال الفترة الماضية، وتمكنت القوات المسلحة المصرية أيضًا من الكشف عن أنفاق تحت الأرض يتم استغلالها لعبور السيارات والكميات الكبيرة من المتفجرات والأسلحة، بالإضافة إلى توجيه ضربات استباقية من الجيش للإرهابيين قبل تهريب أى أسلحة ثقيلة لسيناء مرة أخرى خلال الفترة المقبلة.
 ويقوم التنظيم على إعداد الانتحاريين والمهاجمين المحترفين والعمل على تهريبهم إلى الداخل المصري للقيام بعمليات نوعية كبيرة ضد مؤسسات ورموز الدولة وضد الأقباط، ويكون لها الصدى الواسع وتحقق النتائج المرجوة، لذلك عمد هشام عشماوي إلى استنساخ فكرة أنفاق غزة بمسعى حفر أنفاق بمنطقة الواحات غرب مصر عام 2015، وهو ما أفشلته الأجهزة المصرية.التنظيم أسس 5 معسكرات، فى مدينة «مصراتة» الليبية، وفيها تدرب العناصر الإرهابية على حمل السلاح، وصناعة المتفجرات، وكيفية صناعة الأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى كيفية تفخيخ السيارات.ولفت البعض من خبراء الأمن إلى تشابك تنظيمي بين حادث المنيا وما تبعه من قصف لمواقع تدريب وتسليح التنظيم ومعسكراته بمدينة درنة الليبية، وما وقع الأربعاء من تفجير لسيارة مفخخة تركتها عناصر إرهابية أثناء مطاردة قوات حرس الحدود لهم بصحراء الباويطي بالواحات البحرية (غرب مصر)، مما أدى إلى مقتل ثلاثة ضباط ومجند.
كما  أن مسؤول التدريب فى التنظيم، مصرى الجنسية، يدعى أشرف أبو مروان، وهو المسؤول عن تدريب العناصر الإرهابية، وله تعاملات مع عناصر ليبية وتونسية فى عمليات تهريب السلاح، لافتا إلى أن تنظيم «العائدون»، أصبح المسؤول عن عمليات تهريب السلاح من ليبيا إلى مصر.
 واما عن نوعية الأسلحة المضبوطة أثناء محاولات تهريبها عبر الحدود الغربية والكثير من العمليات الإرهابية النوعية التي تمت خلال السنوات الماضية، والمفترض أن تكون بعض محاولات التهريب والتسلل وحفر الأنفاق نجحت بالنظر إلى امتداد الحدود مع ليبيا إلى نحو ألف وخمسين كيلومتر من الشمال عند البحر المتوسط إلى الجنوب حيث الحدود مع السودان.ومن تلك العمليات هجوم كمين النقب الحدودي، وهجوم كمين وادي الفرافرة الحدودي الذي أدى إلى مقتل 25 من جنود قوات حرس الحدود في يوليو 2014، وبعدها في نوفمبر من نفس العام وقع هجوم نوعي على لنش صواريخ تابع للبحرية المصرية بواسطة أسلحة نوعية وصواريخ محمولة على الكتف ونفذها نحو 65 إرهابيا، ثم عمليات الأعوام الثلاثة الماضية التي تنوعت بين استهداف الكنائس والتمركزات الأمنية واغتيال الشخصيات العامة.التجربة أثبتت محدودية التصورات الأيديولوجية للحركات الإسلامية التي حاولت التمدد في جسم الدولة وتغليب النزعة الطائفية
 بالاضافة أن الأسلحة والمتفجرات المستخدمة في غالبية تلك العمليات النوعية مماثلة لتلك التي تم ضبطها على الحدود الغربية، منها الجرينوف والأسلحة الثقيلة والألغام ومواد تصنيع المتفجرات، والبعض منها نجح التنظيم الإرهابي في تهريبه عبر مدقات في الصحراء الغربية لمصر وعبر بعض الأنفاق التي نجح في حفرها، وهي التي مكنته من إدخال بعض سيارات الدفع الرباعي إلى داخل الأراضي المصرية.ويؤشر الشريط المصور الذي أصدره قائد التنظيم هشام عشماوي قبل انتقاله إلى ليبيا على تنافس مصري-عراقي مرتبط بسباق صدارة قيادة الجهاد وتحديد مركز ومقر دولة الخلافة، أكثر من كونه انشقاقا أو انقساما قاده مرتبطون بالقاعدة في مواجهة داعش، لذلك حرص عشماوي على تنقية تنظيمه من المقاتلين الأجانب واقتصاره على الأعضاء المصريين.
 وهذه قائمة بأسماء قيادات هذه الخلية الموجودة فى ليبيا، وعلى رأسهم أشرف الغرابلى، عماد الماكنى وسيد أحمد عمران، وهذه العناصر كانت موجودة فى سيناء لفترة طويلة قبل أن تغادر إلى ليبيا، وهناك أصبحوا مسؤولين عن تهريب السلاح والتجارة فيه، من خلال استغلال المدقات الجبلية، بالإضافة إلى الاشتراك مع هشام عشماوى فى تهريب العناصر التكفيرية إلى مصر، لتنفيذ عمليات إرهابية.ويتم تجنيد هذه العناصر والأموال التى يحصلون عليها مقابل تنفيذ أعمال إرهابية، موضحا أن هذه العناصر انتقلت إلى ليبيا من السودان، ويحصل الفرد الواحد منهم على 50 دولار يوميا، وتلك الأموال تنفقها دولتا قطر وتركيا عن طريق وسطاء، بينما تحصل العناصر التونسية التى تنقل العناصر الإخوانية من تركيا إلى ليبيا مقابل 1000 دولار شهريا، ويتم ذلك عن طريق تزوير أوراقهم الرسمية .وهناك منظمات تابعة للإخوان، منها هى إنسانية وأخرى للإغاثة الإسلامية تمول الإرهاب فى ليبيا، وهذه المنظمات موجودة فى لندن وقطر وتركيا، وتعمل تحت ستار الإغاثة وحقوق الإنسان؛ لإبعاد شبهة دعم الإرهاب عنها، وهناك منظمات أسست مؤخرا فى تركيا تدعم الإرهاب سرا.حيث انها موجودة بليبيا واليمن وسوريا ومصرويتشكل التنظيم من مختلف أطياف الإسلام السياسي والجهادي المصري وأبرز المنتمين له ينحدرون من فصائل “حازمون” و“الجبهة السلفية” و“القاعدة” ومنشقون عن تنظيم “ولاية سيناء”، علاوة على أعضاء من جماعة الإخوان، وجميعهم يعتنقون الأفكار الجهادية القطبية، ومرجعهم الفكري يتمثل في أدبيات المنظر الجهادي المصري رفاعي سرور التي أعاد صياغتها بإسقاطات على الحالة المصرية المعاصرة نجلاه عمر ويحيى وأحدهما يتولى مسؤولية الإفتاء في مجلس شورى مجاهدي درنة، وهما بالإضافة إلى صلاح عبدالرحمن ومبارك سالم وعماد عبدالحميد من أهم معاوني هشام عشماوي.والفكرة الأساسية التي ينطلق منها مشروعهم هي العمل على زحزحة الفوضى بليبيا في الاتجاه المصري والتقليل من أدوار تنظيم داعش المبايع للخليفة المزعوم أبوبكر البغدادي بتقليص حضور تنظيم أنصار الشريعة الموالي له، والعمل على تعزيز حضور كيان جهادي بديل يمتلك الجغرافيا المصرية والليبية، ومنها يتمدد نحو الشمال الأفريقي.
ويتركز نشاطه في مصر بمحافظة الوادي الجديد التي تشترك في الحدود الدولية مع ليبيا غربا والسودان جنوبا، وفي ليبيا بمدينتي مصراتة ودرنة بعدما اضطر داعش لقصر نشاطه على مدينة سرت، وفي الوقت الذي يعرض قادة داعش وقادة في الجماعة الليبية المقاتلة على باقي التنظيمات فكرة تجاوز الخلافات والاندماج لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة، يسعى هشام عشماوي ومن معه للتهرب من التزام كهذا بمحاولات استمداد القوة من الضرب بالداخل المصري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق