اخبار ذات صلة

الأربعاء، 9 مايو 2018

عدوان عربي محتمل على سورية !! بقلم د/محمد سيد أحمد

تدور هذه الأيام حوارات هامسة تتصاعد تدريجياً في أروقة قصور بعض الحكام العرب ووزراء خارجيتهم بشأن إمكانية تنفيذ أوامر رئيس العدو الأمريكي المدعو دونالد ترامب، التي صرح فيها بأنه سيقوم بسحب قواته الموجودة على الأرض السورية -والتي تشكل عدواناً واحتلالاً فاجراً على أرض دولة عربية مستقلة ومعترفاً بها عضواً في الأمم المتحدة- وسوف يستبدلها بقوات عربية، إذ وجد الحكام العرب أنفسهم في مأزق شديد بعد تصريحات الرجل المتهور الذي يريد أن يدفع بهم إلى نار جهنم التي اكتوت بها الجماعات التكفيرية الإرهابية على مدار سبع سنوات كاملة وعلى كامل الجغرافيا السورية ولم تتمكن من الفكاك منها، وكان مصيرها المحتوم الموت سحقاً تحت أقدام بواسل الجيش العربي السوري، أو الفرار والهروب عبر الباصات الخضراء التي أصبحت علامة من علامات النصر خلال سنوات الحرب الكونية على سورية.
الحكام العرب يعرفون جيداً أنهم أصبحوا بين نارين، إما مخالفة أوامر سيدهم الأمريكي الذي هددهم علانية قبل أيام بأنه يحمي عروشهم وعليهم أن يدفعوا ثمن هذه الحماية وإلا سقطت هذه العروش خلال أسبوع واحد فقط، أو السقوط في بئر العدوان على سورية العربية، وهي بئر سحيقة لا يمكن النجاة منها ولاسيما أنهم مازالوا يخوضون في مستنقع العدوان على اليمن ولا يجدون وسيلة للخروج منه بعد أن تجرّعوا مرارة الهزيمة في هذا المستنقع المهلك، ووجدوا أن الشعب العربي اليمني لا يمكن أن يستسلم رغم كل ما يعانيه على أيدي العدوان العربي الفاجر عليهم على مدار ما يزيد على ثلاث سنوات، فاليمن مقبرة للغزاة تاريخياً، ومهما كانت قدرة العدوان فمصيره الهلاك، فالشعب العربي اليمني قادر على الصمود ودحر المعتدين مها طال الزمن.
وقبل حسم الخيار العربي لابد من التأكيد أن العدوان العربي المحتمل على سورية قد وقع بالفعل منذ ما يزيد على سبع سنوات، هي عمر العدوان الكوني على سورية، فالأيدي العربية ملطخة بالدماء منذ اليوم الأول، فمن وافق على دخول الإرهابيين إلى الأراضي العربية السورية مشارك في العدوان، ومن موّل وسلّح الجماعات الإرهابية مشارك أيضاً، كذلك من احتضن المعارضة السورية المزعومة في فنادق بلاده وعلى نفقته مشارك في العدوان، ومن أخرج سورية من الجامعة العربية -التي هي عضو مؤسس فيها- مشارك، ومن صمت وخرس على العدوان الصهيوني المتكرر على الأرض العربية السورية مشارك، أيضاً من صمت وخرس على احتلال الأراضي العربية السورية من العدو التركي فهو مشارك في العدوان، ومن صمت وخرس على العدوان الأمريكي- البريطاني- الفرنسي على سورية العربية مشارك في العدوان.
إذاً، ما يدور الآن، سواء همساً أو صراخاً داخل أروقة بعض قصور الحكام العرب ووزراء خارجيتهم لن يقدّم أو يؤخر بالنسبة لسورية التي تعلم علم اليقين أن هؤلاء الحكام العرب لا يملكون قرارهم لأن القرارات التي تخص بلدانهم تتم صناعتها في واشنطن وتل أبيب، ومن لا يملك قرار بقائه على كرسيه لا يملك قرار خوض الحرب أو التدخل العسكري بقواته داخل سورية، فصاحب القرار هو سيدهم الأمريكي، وإذا قرر فعلى الحكام العرب الخانعين والخاضعين له أن ينفذوا من دون تردد وإلا نالوا العقاب، فمن تلقّى أوامر تمويل وتسليح الإرهابيين في الحرب على سورية، ومن تلقى أوامر احتضان المعارضة السورية والإنفاق عليها في فنادق الخمس نجوم، ومن تلقى الأوامر بالصمت والخرس على كل أشكال العدوان على سورية، سوف يتلقى الأوامر بإرسال القوات العربية إلى سورية إذا قرر العدو الأمريكي ذلك.
والمهم الآن ليس حضور القوات العربية المزعومة إلى الأرض السورية، فمصيرها معلوم للجميع، فالدولة التي تمكّنت من هزيمة المشروع الأمريكي– الصهيوني عبر الوكلاء الإرهابيين على مدار السنوات السبع الماضية، والتي تمكنت من فرملة الأصيل (الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي) عبر تحالفها الاستراتيجي القوي مع الحلفاء الإقليميين والدوليين، قادرة على دحر القوات العربية المزعومة، ولاسيما أن هذه القوات ستتكون من بعض القوات المرتزقة التي تؤجر عبر المال الخليجي كما هو حادث في اليمن.
ولن يشارك فيها بالطبع الجيش المصري البطل الذي يدرك أن سورية هي الامتداد الطبيعي للأمن القومي المصري، وأن معركتهما واحدة وعدوهما مشترك ومن بدأ بسورية سوف يثني بمصر، هذه هي حقائق التاريخ والجغرافيا، لذلك لا يمكن أن يشارك الجيش المصري في أي عدوان على سورية العربية، فالجيش العربي السوري هو جيشنا الأول في الإقليم الشمالي، يكمله الجيش المصري الثاني والثالث في الإقليم الجنوبي، ولم نسمع يوماً أن جيش دولة واحدة يخوض حرباً ضد نفسه، لقد خاض جيشنا البطل في الإقليمين كل المعارك عبر التاريخ القديم والحديث معاً، ولا يمكن أن تتزعزع هذه العقيدة مهما حاولت قوى الشر، فالجيش الأول في سورية سوف يلتحم مع الجيشين الثاني والثالث في مصر ليحرروا كامل التراب العربي المحتل، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق