اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 19 يوليو 2022

القمة الثلاثية الموسعة في طهران ومعركة المحاور ستنهي أحادية القطب الواحد وتثبت متغيرات إقليمية ودولية قادمة وللمدى البعيد....

 


    في إجتماع قمة جدة إعترف بايدن وهدد أثناء وبعد لقائه القادة العرب وسماعه لخطاباتهم التي كانت صفعة له ولفريقه ولكل الصهيوأمريكيين في المنطقة والعالم، وبالذات بما يتعلق بالعلاقة مع إيران الإسلامية ودولة الكيان الصهيوني، فبايدن كان يرجو من زيارته أن تحقق أهدافها كاملة وقد فشل بذلك بكل ما تعنيه الكلمة من فشل، وقد قالها علنا بعد أن تأكد بفشل أهداف جولته في المنطقة بأنه لن يترك فراغا في المنطقة لروسيا والصين وإيران،  وللعلم منذ إعلان بوتين عن زيارته إلى طهران للقاء الرئيس الإيراني والتركي وعقد قمة ثلاثية بينهما كان الإعلان عن فشل جولة بايدن في المنطقة...

 

      لأن ذلك الإعلان وجه عدة رسائل للصهيوأمريكيين بأنه لم يعد لكم أي دور في المنطقة ولا لعصابات الكيان الصهيوني والتي تعملون ليلا ونهارا لتسيطر على المنطقة كاملة وتنهب خيراتها وثرواتها وتقسموها فيما بينكم، وأن تلك المنطقة لدولها وشعوبها وفيها أقطاب عربية وإسلامية  قوية، ورسالة دعم وتأييد موجه لقادة العرب في قمة جدة بأننا معكم حتى يتم لم شملكم عربا وعجما وتتخلصوا ولو مبدئيا من السيطرة الصهيوأمريكية غربية على دولكم وشعوبكم ويكون لكم قرارا مستقلا وذو سيادة بعيدا عن تدخلات وإملاءات هؤلاء المتكبرين والمتغطرسين بقوتهم الزائفة، وقادة العرب فهموا هذه الرسائل عبر إتصالات سرية ومخفية بينهم وبين الروس والصينين والإيرانيين لذلك كان رد القادة العرب على إملاءات وأوامر ومقترحات بايدن مفاجئا له ولفريقه ولكل الصهيوغربيين في العالم، وبايدن وفريقه تأكدوا من ذلك الأمر بعد سماعهم الرد العربي بخصوص العلاقة مع الأخوية مع إيران الجارة والتي تربطهم بها علاقات دينية وتاريخية وإجتماعية وأنها لا تمثل أي تهديد للأمن القومي للدول العربية ورفضهم وعلى لسان مسؤوليهم بعمل أي ناتو عربي مع عصابات الكيان الصهيوني ضد إيران الإسلامية...


    لذلك كان رد بايدن فوري على القادة العرب خلال مؤتمره الصحفي في جدة حينما سأل أنه هل غير تصريحاته عن جعل السعودية منبوذة وعن مقتل خاشقجي...؟ فأكد للصحفيين بأنه لم يغير تصريحاته وغير نادم عليها، وبعد عودته لأمريكا بدأ فريقه بإصدار بعض التهديدات لقادة الدول العربية الذين حضروا القمة بمواضيع حقوق الإنسان فبدأت الماكينات الإعلامية الصهيوأمريكيية تتحدث عن مقتل خاشقجي والإعدامات المتكررة في السعودية وهي طبعا مرفوضة رفضا تاما من قبل محورنا المقاوم لأن من أعدموا كانوا معارضيين سياسيبن لإبن سلمان، وأيضا بدأت الحملة الإعلامية ضد مصر بأن هناك إنتهاك لحقوق الإنسان في السجون المصرية والمعتقلات وطريقة التحقيقات، وستهدد الدول العربية الأخرى بمثل تلك الأمور التي تلجأ إليها أمريكا لتسيطر على القادة والدول والشعوب، وهي أمور محقة لكن أمريكا تريد من ورائها باطل لتعيد دول الأمة للفتن والإقتتال الداخلي مرة أخرى ونرجوا أن تفشل بذلك...


    وروسيا وإيران وكل محور المقاومة وحتى عقلية أردوغان العنيدة والمحبة للسيطرة لن يسمحوا لكيان العصابات الصهيونية أن يكون هو الدولة الوحيدة المسيطرة على المنطقة برمتها ونهب ثرواتها النفطية والمالية والمائية والغذائية...وغيرها، وفقا لما يخطط الصهيوأمريكيين خاصة وبعض الصهيوغربيين عامة، لذلك كان هذا اللقاء الثلاثي الذي سيعقد اليوم الثلاثاء في طهران وسيكون هناك إتصالات مباشرة بين القادة العرب الذين حضروا قمة جدة وبين قادة روسيا وتركيا وإيران حسب حلفاء كل طرف منهم للعمل على حل كل الخلافات التي إفتعلها الصهيوأمريكيين في المنطقة بينهم في العشرية السوداء الماضية، وهذه هي سياسة روسيا والصين وإيران ونرجوا من الله أن يهدأ أردوغان عن تصرفاته السياسة وآلاعيبه المذبذبة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، واليوم يجب عليه أن يحدد موقفه إتجاه معارك المحاور فهل يعيد تركيا لأمتها  ومحيطها ومحورها وقطبها العربي والإسلامي المتجدد الذي بدأت ملامحه تظهر وتطبق على أرض الواقع ويتخلى عن الناتو وخططه الصهيوغربية وعن كل اعماله التي إرتكبها بحق سورية وغيرها من الدول العربية خلال الدور الوهمي الذي منحه  الأمريكان له في المنطقة وشمال إفريقيا في العشرية الماضية مستغلين طموحاته وحبه للسيطرة والتوسع لإعادة الخلافة العثمانية، ويعترف للأمة بأنه أخطأ وأن وحدة دول الأمة لم ولن تكون إلا بالإخوة والتعاون والشراكة الصادقة والصدق وصفاء النية ووضوحها بشكل كلي بين القادة والدول والشعوب ويعمل على ذلك في الأيام القادمة مع محيطه وينسحب من سورية والعراق إنسحابا كاملا فالكرة اليوم سيتركها الروس والصينيون والإيرانيون وبالتنسيق الكامل مع قادة العرب في ملعب أردوغان، وتركوا له حرية الإختيار بعد تقديم كل الدعم له ليوجه بوصلته ويختار مع أي الفريقين سيكون، وهو يعلم بأن أمريكا وأوروبا وحلفهم الناتوي الصهيوغربي في حالة إنهزام وفشل دائم والأشهر والسنوات القادمة ستعمل على تفكيكه وبشكل نهائي ليتخلص العالم من شرور حروبهم وفتنهم وإبادتهم للدول والشعوب....


     والقمة الثلاثية الموسعة التي ستعقد في طهران اليوم ومعركة المحاور ستنهي أحادية القطب الواحد وتثبت متغيرات إقليمية ودولية قادمة، لأن هذه القمة الثلاثية إذا حقفت أهدافها المرجوة وتم حل كل الخلافات بين العرب والعرب وبين العرب والعجم المسلمين فإنها ستتوسع أكثر وأكثر في الحاضر والمستقبل ليكون في المنطقة قطبا عربيا وإسلاميا قويا له قرارا موحدا ومستقلا وذو سيادة حقيقية يتم من خلاله تحديد العلاقات والمعاملات الإقليمية والدولية في الأشهر والسنوات القادمة وعلى المدى البعيد بالتعاون والأخوة والشراكة والسادة مع السادة وليس مجرد تبع وعبيد كما تعامل الصهيوأمريكيين خاصة والصهيوغربيين عامة عبر سنوات مضت مع قادة ودول وشعوب منطقتنا والعالم...


  احمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي....

 كاتب وباحث سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق