اخبار ذات صلة

السبت، 25 يونيو 2022

أزمة الحكومة العراقية والتدخلات الخارجية....

 


     يبدوا أن تشكيل الحكومة العراقية قد وصل إلى أفق يحاول البعض في الخارج أن يعيد من خلالها خلط الأوراق من جديد والعودة للمربع الأول ليبقى العراق في حالة من الخلافات والفرقة والتوهان والإقتتال على المناصب الدنيوية الفانية، مع أن الألآعيب الخارجية أمورها واضحة ومعروفة لدى كل العراقيين السياسيين وحتى المواطن العادي والكل يعلم أن هناك من هم على حق ويعملون لمصلحة وحدة العراق والعراقيين ووحدة الأمة ومنهم من ما زال يراهن على الغرب ويسهل تدخلاته في تشكيل الحكومة العراقية القادمة تماما كما يجري في معظم دولنا العربية والإسلامية والعالمية وبالذات في الدول التي ترفض الهيمنة الغربية والتدخلات الغربية أو الصهيوغربية في شؤونها الداخلية السيادية وإستقلالها الحقيقي الخالي من الشبهات والتشوهات السياسية والإعلامية الدخيلة على دولنا وشعوبنا ومجتمعاتنا وأحزابنا وحتى قادتنا....


     فالأزمة الحالية في العراق سببها التدخلات والتي تحمل ابعاد محلية وخارجية متفاعلة مع بعضها البعض ومتصلة خدمة لتنفيذ المشاريع الخارجية الصهيوغربية في العراق والمنطقة برمتها وهي ليست مشكلة عراقية وطنية والدليل أن السيد مقتدى الصدر آثر على نفسه لمصلحة العراق وطلب من نوابه تقديم إستقالاتهم من البرلمان العراقي كما قدم آخرون أو رفضوا أن ياخذوا مكان المستقلين من الكتلة الصدرية،ولكن هناك من يحاول اللعب على الوقت بين الفينة والأخرى ليبقى مؤثرا قويا في الشأن العراقي الداخلي للسيطرة على الحكومة وتنفيذ أجندات الصهيوغربيين وخططهم المعدة مسبقا للعراق لمساعدتهم فيما بعد على تنفيذ مخططاتهم خارج العراق أي في المنطقة برمتها وفي إيران بالذات وكل تشكيل حكوماتنا في المنطقة مرتبط بنفس اللاعبيين الصهيوغربيين وتبعهم في كل دولة ولكنهم فشلوا في لبنان وسيفشلون في العراق....وغيرها من الدول العربية الأخرى ولن يكون العراق المجيد كليبيا التي أصبح فيها حكومتين متنازعتين للأسف الشديد...


    فكل الأمور التي تجري في منطقتنا هي متشابكة مع بعضها البعض ومن نفس اللآعبين الصهيوغربيين وتبعهم والذين لا يراؤون فينا إلا ولا ذمة كما قال عنهم الله سبحانه وتعالى ويعملون ليلا ونهارا على بقاء الأزمات وفي كل المجالات في دولنا لكسب الوقت الذي يتيح لهم تنفيذ ما عجزوا عن تنفيذه في الماضي البعيد والقريب في منطقتنا والعالم أجمع، وللضغط على إيران ومحور المقاومة الرافضين لتدخلاتهم وبقاء جنودهم ومستشاريهم في العراق وفي المنطقة برمتها وأيضا الرافضة لعمليات التطبيع المخزية التي تسهل لها بعض الدول المستعربة علنا ومن تحت الطاولة مع أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء عصابات الكيان الصهيوني لذلك محور المقاومة العربي والإسلامي والعالمي يعملون معا وبتنسيق مشترك لإفشال مشاريعهم ومخططاتهم في برنا وبحرنا وجونا وكل منطقتنا وفي العالم، ويعملون أيضا على تكوين تكتل قوي ليكون للأمة العربية والإسلامية دور كبير في المتغيرات الدولية القادمة والتي تعمل عليها مباشرة مع حلفائها في المحور العالمي روسيا والصين وتكتلاتهم العالمية الكبرى، بعد أن عجز قادة محور المقاومة من لم شمل الأمة وتوحيدها لأن بعض قادة الأمة  ما زالوا يراهنون على الصهيوغربيين المهزومين مرات عدة في منطقتنا وفي العالم والمنهارة دولهم داخليا وبكل المجالات وما جرى في الإنتخابات الأمريكية سابقا والفرنسية والبريطانية وتخبط حكومة الكيان الصهيوني حاليا دليلا على ذلك وشعوب الغرب في الأشهر والسنوات القادمة ستثور على قادة الاحزاب الذين أوصلوهم إلى ما يعانون منه حاليا من غلاء معيشة وفقر وبطالة ودفع ضرائب عالية لتذهب خدمة لمشاريع اليهود الصهاينة في منطقتنا وفي اوكرانيا...وغيرها وما سيعانون منه في القادم من الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات القادمة إذا بقي دعمهم مستمر لعصابات الصهاينة والمتطرفين الغربيين في كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة....

   

   والحديث يطول عن السيناريوهات الصهيوغربية وتبعهم المستعربيبن والمتأسلمين وتدخلاتهم التي تنتشر في منطقتنا عند إجراء أي إنتخابات نيابية أو تشكيل حكومة أو رئاسة سواء في العراق أو غيرها من دولنا العربية والإسلامية والعربية بالذات، وكما تم تكليف ميقاتي في لبنان لتشكيل حكومة لبنان المقاوم وفشل مشروعهم في تكليف من آرادوه من تبعهم داخل لبنان، سيفشلون أيضا في العراق وستنتهي الأزمة العراقية وسيشكل الحكومة العراقية حسب الدستور العراقي القائمة الحالية ذات الأغلبية وكل ما جرى هو خلاف سياسي وليس قانوني من تدخلات الخارج الصهيوغربي والمستعرب والمتأسلم، والذي حاول وما زال يحاول الإلتفاف على هذا الحق الدستوري القانوني والخروج عليه ليصل إلى ما يريده من العراق خدمة لمشاريعه الحالية والمستقبلية، والعراقيين جميعا سواء من ضحى من اجل وحدة العراقيين  وإنسحب أو من ما زالوا موجدين ويعملون على تشكيل الحكومة وتكليف احد الشخصيات العراقية ذات الأغلبية يعرفون جيدا العمل على بقاء إستقلالهم وسيادتهم ووحدتهم وقوتهم برفضهم لمحاولات الهيمنة الصهيوغربية والمستعربة والمتأسلمة نهائيا ليعود العراق شامخا لدوره المحوري والمهم والضروري لأمته العربية والإسلامية في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، وسينجح العراقيون في تشكيل حكومتهم ومن ثم رئاسة الجمهورية وستفشل كل المؤامرات والتدخلات الخارجية وسيرميها العراقيون في مزابل التاريخ كما رمي غيرها عبر تاريخ العراق العظيم بإذن الله تعالى وعونه لعباده المقاوميين والصالحين من أبناء العراق والأمة والإنسانية جمعاء...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق