اخبار ذات صلة

الاثنين، 27 يونيو 2022

مرثية أمل تعود من جديد لتتربع على ديوان بوح الشعور للشاعر سعود الفرج

 


كتبت/ سها البغدادي 


دائما نتفاجىء بجواهر خالدة وسط أمواج الشعر المتدفقة على شواطىء عالم الثقافة والفن ونادرا أن نجد قصيدة تعبر عن ما بداخلنا من شعور يترنح بين السعادة والأحزان .


تفاجئت وأنا أتصفح وسائل التواصل الإجتماعي بقصيدة "مرثية أمل"، جذب فضولي أسم القصيدة فأخذت أتعمق فيها فوجدت أسم سها بين الأبيات والشاعر يوجه لها العتاب خلال سؤاله لها، لماذا يا سهى الهجر بدا ويناشدها بأسم الحب أن تنظر إلى حال الطيور المحبة ،كيف هى سعيدة فى أعشاشها؟ ، فسهى بطلة القصيدة التى تسببت فى ظهور هذه الحالة الشعورية ذات الإيحاءات المضنية عام 2004 .


وأعجبنى كثيرا الحب العذري الذي ندر وجوده فى هذا الزمان والذي عبر عنه الشاعر فى صورة كلية تضمنت الصوت والضوء والحركة واللون وكأنك تقرأ رواية تحمل أسلوب وصفي يشعرك كأنك تشاهد الحبيبين أمام عينيك رغم غياب الحبيبة عن المشهد  .


السؤال الذي يطرح نفسه الآن ، هل ستحظى سها بنفس نجاح ليلي التى غناها الفنان العراقي المتألق ، كاظم الساهر والتى مازالت تعيش بداخلنا إلى الآن .

صدر ديوان الشاعر السعودي سعود الفرج " بوح الشعور" عام 2004م عن دار البيان العربي المحدودة بالقطيف السعودية  واحتوي 106 صفحات بداخلها 90قصيدة متعددة الاتجهات لكن احتلت قصيدة مرثية أمل مكان الصدارة.


حيث أخذت القصيدة منحنى عاطفي صادق برز فيها الشعور الانساني مداه والأحاسيس حرارتها أنها العاطفة الانسانية التي لا تعرف التكلف أبدا. ورغم النداء المتكرر  للمحبوبة التي رمز الشاعر لها باسم سها إلا انها كانت شبه غائب حركيا عن المشهد فكل النداءات المتكررة التي أدمت قلبه لم نرى لها رد إيجابي تطفي لواعج العشق والغرام عند الشاعر الذي ذاب منها صبابة ووجد.


 أنه الحب العذري الذي نذر وجوده في زماننا هذا.  ففعل هذا الحب فعل العجب عنده واصبح مهيما معذبا. واستسلم لقضاه وقدره الذي ليس له مفر منه وبقي مستسلما امام حبيبته التي أذاقته طعم البعد والهجران فكلما حاول الاقتراب من خبائها بعدت عنه مسافات فجن جنونه كما يتضح في نهاية القصيدة.


خاصة عندما قال الشاعر أسدل الستر ولا ترجو اللقا...فالهوى قدمات والشوق بقى والقصيدة تختال بالصور الفنية الجميلة والإيحآت  المضنية عبر دفقها العاطفي العالي ونبرتها الدامية التي تجعل المتلقي يشاركه هذا الشعور متعاطفا مع مأساته التي تمخض عنها هذا الشعر الذي يعد من أساليب الشعر  السهل الممتنع...











هناك تعليقان (2):

  1. رائع وهذا يدعو للإستمرار والعطاء .. وفقك الله ياأستاذ سعود لكل تميز وعطاء. تحياتي 👍🏻🌿

    ردحذف
  2. وفقك الله شاعرنا الكبير سعود الفرج

    ردحذف