اخبار ذات صلة

الاثنين، 7 مارس 2022

العلاقة الإسلامية والمسيحية...ووحدة المصير...

 


   إن القرآن الكريم معجزة علم بكل شيئ لذلك لا يوجد فيه ترادف في الكلمات والأسماء، فلا يجوز أن نخلط بين إسم (بني إسرائيل) وبين إسم (اليهود) لأن الله عز وجل ميز بينهما في القرآن الكريم فمثلا ذكر الله (فيا بني آدم)  نداء في القرآن الكريم يشمل جميع بني آدم ومنهم (بنو إسرائيل) وذكر ذلك النداء خمس مرات في القرآن الكريم، فلماذا خصهم في النداء؟ وذكرت يا بني إسرائيل في القرآن الكريم 6 مرات للعلم فقط، قال تعالى في سورة المائدة 78 (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى إبن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) صدق الله العظيم...


     وهنا نريد أن نوضح العلاقة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ، ونظهر حقيقة اليهود الذين كانوا بين الفينة والأخرى يقومون بمحاولات لتعكير صفوها، مستخدمين كل الوسائل الشيطانية والخطط والأكاذيب والخزعبلات والنبوءات المزورة والفتن والحروب ليظهروا للمسيحيين في العالم وبالذات في عالمنا العربي والإسلامي بأنهم الأقرب لهم من ناحية دينية وعقائدية من المسلمين، وبأن المسيحيين مدينون لهم بالكثير وقد تأثر الكثير من المسيحيين الغربيين قديما وحديثا بمعتقدات هؤلاء المرضى النفسيين ونبؤاتهم المدبلجة في توراتهم المزورة بأيديهم وأفكارهم المجرمة حسب أهوائهم ومصالحهم وأحلامهم الهستيرية والكاذبة، ومن هؤلاء  آرثر بلفور صاحب الوعد المشؤوم الذي أعطاه لليهود وبتأييد بريطانيا العظمى آنذاك لإقامة وطن لليهود في فلسطين تحت مقولة (أرض بلا شعب، وشعب بلا أرض) وهذا يؤكد بأن آرثر بلفور كان نتاج مدرسة وثمرة منهج وحصيلة تراث طويل، أعد له ذلك الجيل منذ بداية حياته إلى أن وصل إلى ذلك المنصب المهم في بريطانيا، الأمر الذي سمح له بتحقيق ما يطمح له ولمدرسته ولمدربيه الذين زرعوا فيه عقيدة مزورة ونبوءات مفبركة صنيعة عقولهم الملوثة، وهو أخذ فلسطين من حكم العرب والمسلمين، فكان موقفه من إعطاء ذلك الوعد المشؤوم لإخوانه اليهود ديني وليس سياسي وذلك بحكم أن الإنجليز وإمبراطوريتهم كانوا يحكمون العالم ويتحكمون به آنذاك...


    وقد أكدت ذلك إبنة آخيه ومؤرخة حياته دوجريل وقالت بأن عمها بلفور تأثر منذ نعومة أظفاره بدراسة التوراة في الكنائس وكلما إشتد عوده زاد إعجابه بالفلسفة اليهودية،وبأن الدين المسيحي والحضارة المسيحية مدينة بالشيئ الكثير لليهود، ولو نظرنا عبر التاريخ في أوروبا سابقا وأمريكا حاليا لوجدنا بأن اليهود الصهاينة كانوا وما زالوا يسيطرون على أفكارهم الدينية وعلى كنائسهم وبشكل كامل حتى أنسوهم الدين المسيحي الحقيقي للأسف الشديد، وهذا ما أدى إلى جعل اليهود الصهاينة في الماضي والحاضر يسيطرون أيضا على صانعي القرار وقادة وحكومات الدول الأوروبية والأمريكية بتلك المؤثرات والآيادي الخفية في الماضي والعلنية حاليا والتي لوثت المسيحية الحقيقية بمعتقدات وأحلام وأكاذيب ونبوءات اليهود الصهاينة، وقال  الله سبحانه وتعالى للمسيحيين عربا وعجما في سورة المائدة 77 (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل) صدق الله العظيم...


    حتى أن هذه المؤثرات الفكرية اليهودية الصهيونية الخفية قديما والعلنية حاليا لوثت وعبر التاريخ بعض القبائل والعشائر العربية الذين أوصلتهم بريطانيا في الماضي إلى الحكم في منطقتنا وأدخلت معهم أفكار صهيونية وهابية وغيرها مندسة والإسلام والمسلمين والسنة النبوية السمحة وكل الطوائف التي إنبثقت منها بريئة منهم ومن أفكارهم الشيطانية القاتلة للأمة وللإنسانية جمعاء، وما زال هؤلاء متآثرين بفكر الصهيونية اليهودية العالمية ليومنا الحالي للأسف الشديد، وهذا ما جعل فلسطين التاريخية لغاية يومنا الحالي لم تتحرر لأنهم لا يريدون لها أن تتحرر من آيادي إخوانهم في العقيدة اليهود الصهاينة بل وتآمروا قديما ويتآمرون حاليا على كل من يفكر بتحرير فلسطين ويحاربون كل قيادة عربية وإسلامية أو حكومة أو جيش أو فصائل مقاومة تعمل ليلا ونهارا على تحرير فلسطين كاملة وغيرها من الأراضي العربية المحتلة إرضاء لإخوانهم في الفكر التلمودي وفي الصهيونية العالمية....


    وأيضا يحاربون المسيحيين الحقيقين كروسيا وشعبها وقيادتها وجيشها والذين يقفون معنا في قضايانا العربية والإسلامية وبالذات قضية فلسطين وأيضا وقوفهم مع سوريا ضد المؤامرة الكونية التي فرضت عليها وعلى غيرها من الدول العربية التي دمرها الربيع العبري الصهيوني والثورات المفتعلة، ولا ننسى كازاخستان التي حاولوا السيطرة عليها وقلب نظامها لتعين نظام تابع لليهود الصهاينة والمسيحيبن الغربيين المتصهينين في أمريكا وأوروبا والسيطرة عليها ونهب خيراتها التي حباها الله لها والتي لا تعد ولا تحصى، وما زالوا يتآمرون على روسيا لأنها وقفت مع قضايانا ودولنا العربية والإسلامية وأفشلت مخططاتهم الشيطانية في فكرهم التلمودي الصهيوني لحكم الأرض وما عليها، وما يجري حاليا من دعم لوجستي كامل من سلاح وعتاد ومتطرفين مجرمين متصهينين غربيين دوليين من قبل حكام أمريكا وأوروبا المتصهينين لزيلينسكي اليهودي الصهيوني   رئيس أوكرانيا والذي نادى قبل يومين يهود العالم ليقفوا معه ضد روسيا بوتين لأن مخطط اليهود في الصهيونية العالمية ومن يتبعهم بفكرهم  من حكام أمريكا وأوروبا بالسيطرة الكاملة على أوكرانيا وتهويدها كاملة كما جرى لفلسطين من تهويد قد فشلت فشلا ذريعا بكل ما تعنيه الكلمة، وقال تعالى للمؤمنين كافة من المسلمين والمسيحيين في سورة المائدة 51 (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) صدق الله العظيم...


    أما عن مدى العلاقة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين فهي قديمة جدا منذ أن بشر سيدنا عيسى المسيح عليه السلام بنبي يأتي من بعده إسمه أحمد وهو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومعرفة الراهب بحيرة والذي كان يحمل المسيحية الحقيقية التي جاء بها سيدنا عيسى عليه السلام وكان محارب من قبل اليهود وكان ذو علم من الله سبحانه وتعالى فعرف سيدنا محمد وأن هذا الطفل هو النبي الخاتم للبشرية جمعاء وأوصى عمه أبا طالب بإبن أخيه محمد وحذره من مكر اليهود به، لأنهم إن كشفوا أمره فسيقتلوه...


    وبعد النبوة المحمدية تواصلت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين لدرجة أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إختار ملكا مسيحيا نصرانيا في الحبشة لا يظلم عنده أحد ليلجأ إليه أصحابه من ظلم وعذاب ومؤامرات الجهلة من قومهم وبالتعاون مع اليهود، ولا ننسى وصية الرسول لأصحابه إذا فتحوا مصر بأن يكون الأقباط في ذمتهم كباقي المسيحيين والنصارى الحقيقين في منطقتنا والعالم، وتواصلت العلاقات والتعاون بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي والإسلامي بالحب والإخوة والتعاون والإحترام المتبادل منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام لغاية يومنا الحالي وستبقى بإذن الله تعالى...


     وهذه العلاقات الأخوية يعلم بها اليهود الصهاينة والصهيونية العالمية جيدا وأنها علاقات دينية وتاريخية قريبة جدا من بعضها لذلك يعملون على عدم صحوة أبنائها لإعادة اللحمة بينهم لأنهم إذا إتفقوا وتوحدوا بالمصير فإن حقيقية الصهيونية اليهودية العالمية المجرمة والمزورة للكتب السماوية ستظهر وتكشف أمام العالم وسيتم الخلاص منهم ومن أفكارهم المتوحشة الشيطانية وللأبد كما قال السيد المسيح عليه السلام في إنجيل يوحنا 22/4 (إن الخلاص هو من اليهود) ولا ننسى مقولة الممثل البابوي في بطريركية الروم الكاثوليك عام 1973 وهو عدد خاص بحرب تشرين التحريرية صفحة (44) دمشق كانون الثاني 1974 حيث قال ( عندما يغادر العرب والمسلمين القدس ترحل المسيحية في ركابهم)، وقال تعالى وهو أصدق القائلين في سورة المائدة 82 ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) صدق الله العظيم...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق