اخبار ذات صلة

الاثنين، 1 يونيو 2015

نكشف القوى الخفية لــــــــإعلام داعش وأحدث طرق لتجنيد الشباب


كشفت دراسة أكاديمية بحثية بأن تنظيم "داعش"المتطرف قد كسب أعدادا كبيرة من المنتمين له ممن يحملون جنسيات غربية أو شرق آسيوية جراء سياسته في مواصلته لنشاطه الإعلامي، من خلال العمل في المدونات، التي لقيت رواجا واقبالا في عدد من الدول المستهدفة، ومن أهمها مدونات باللغتين الروسية والإنجليزية؛ إذ تقوم الهيئة الإعلامية للتنظيم بترجمة الإصدارات الإعلامية إلى لغات أجنبية عديدة، كالإنجليزية والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأوردو، وغيرها إضافة إلى مجلات بلغات متعددة وهو ما أكسبه الكثير من الأفراد من مختلف الجنسيات.

وأوضحت الدراسة بعنوان: "القوى الخفية لداعش في الإعلام الجديد"، والتي أعدها فريق بحثي في الإعلام الرقمي من جامعة الملك سعود، بإشراف الدكتور مطلق المطيري، وإعداد كل من مبارك القحطاني، ومحمد القحطاني، وعبدالرحمن العابسي، ونشرتها صحيفة الرياض، أن التنظيم بات يستهدف الشباب السعودي عبر غرف الدردشة، لمحاولة تجنيدهم في صفوف الإرهابيين، بالإضافة إلى قيامهم باستغلال موقع "تويتر" لمناقشة أحدث القضايا على الساحة الفكرية والإسلامية ومنها حث العامة على المشاركة في المظاهرات بنية الجهاد مع استغلالهم للمرأة وتوظيفها في نشر أطروحاته الشاذة لتحريكها بشكل أفضل وسط المجتمعات.

وأشارت الدراسة بأن التنظيم يلجأ إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر - فيس بوك - انستقرام" لتدبير الهجمات الإرهابية، وتنسيق الأعمال والمهام لكل عنصر إرهابي بلغة مفهومة لهم، وغالبا تكون عبارة عن رموز لها دلالات معينة، كما أوضحت إلى أن عناصر "داعش"يلجأون إلى الحصول على المعلومات للمنشآت التي يسعون إلى استهدافها من خلال شبكة الإنترنت، حيث أن 80% من مخزونهم المعلوماتي معتمدا في الأساس على مواقع إلكترونية متاحة للكل دون خرق لأي قوانين أو بروتوكولات الشبكة.

وأكدت بأن تنظيم "داعش" لديه فريق من الخبراء التقنيين، مهمتهم الرئيسة تتمحور حول اختراق البريد الإلكتروني للآخرين، وهتك أسرارهم والاطلاع على معلوماتهم وبياناتهم التجسس عليها لمعرفة مراسلاتهم ومخاطباتهم والاستفادة منها في عملياتهم الإرهابية، مبينة أن هذه الطريقة باتت وسيلة سهلة وآمنة للتواصل بين الإرهابيين وتبادل المعلومات فيما بينهم والتخطيط لعملياته، كما يستخدمونها أيضا لدى بعض المتطرفين دينيا أو سياسيا في نشر أفكارهم والترويج لها وكسب تعاطف الآخرين، كما يقومون أيضا باختراق البريد الإلكتروني للآخرين لتتبع مراسلاتهم والاطلاع على بياناتهم وأسرارهم للاستفادة منها في التخطيط لعملياتهم الإرهابية، وقد تحولت وسائل التجسس من الطرق التقليدية إلى الطرق الإلكترونية خاصة مع استخدام الإنترنت وانتشاره عربيا وعالميا.

وأبانت المعلومات التي تحصل عليها الفريق البحثي، إلى أن التخطيط والتنسيق للعمليات الإرهابية يتم بواسطة الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" والتي تعتبر وسيلة للاتصال بالغة الأهمية بالنسبة ل"داعش"حيث تتيح لهم حرية التنسيق الدقيق لشن هجمات إرهابية محددة وبالطبع استخدام لغة معينة أو رموز ذات دلالات خاصة يسهل لهم مهمة التواصل دون سقوط أعضاء التنظيم.

وتوصلت الدراسة إلى أن الأعداد الكبيرة للمجندين في صفوف "داعش" جاءت عن طريق التعبئة وتجنيد إرهابيين جدد عبر الشبكة العنكبوتية، إذ إن ذلك يعتبر أهم غرض لهم ليقينهم التام بأن استقدام عناصر جديدة داخل المنظمات الإرهابية، يحافظ على بقائها واستمرارها حيث يواصل التنظيم نشاطه الإعلامي من خلال العمل في المدونات، ومن أهمها مدونات باللغتين الروسية والإنجليزية؛ إذ تقوم الهيئة بترجمة الإصدارات الإعلامية إلى لغات أجنبية عديدة، كالإنجليزية والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأوردو، وغيرها وهو ما أكسبه الكثير من الأفراد من مختلف الجنسيات.

وأضافت الدراسة بأن الأشرطة والمواد الدعائية التي تصدرها المؤسسات الإعلامية التابعة للتنظيم كمؤسستي "الفرقان" و"الاعتصام"، تؤكد على التحول الكبير في بنيته وقدراته الفائقة، وتكتيكاته العنيفة، واستراتيجيته القتالية المرعبة؛ فقد أصدر سلسلة من الأفلام المتقنة، أطلق عليها "صليل الصوارم". وأفادت بأن التنظيم يسيطر على عدد كبير من المواقع والمنتديات الإلكترونية، التي تحتوي على مكتبة هائلة وواسعة تختص بالأيديولوجيا والخطاب وآليات التجنيد والتمويل والتدريب والتخفي والتكتيكات القتالية وصنع المتفجرات وكل ما يلزم "الارهابيين" في عمليات المواجهة في إطار حرب العصابات وسياسات الاستنزاف.

وأوضح الفريق البحثي بأن عناصر "داعش"يقومون بإنشاء وتصميم مواقع لهم على شبكة المعلومات العالمية الإنترنت لنشر أفكارهم والدعوة إلى مبادئهم بل وإلى تعليم الطرق والوسائل التي تساعد علي القيام بالعمليات الإرهابية فقد أنشأت مواقع لتعليم صناعة المتفجرات وكيفية اختراق وتدمير المواقع وطرق اختراق البريد الإلكتروني وكيفية الدخول على المواقع المحجوبة وطريقة نشر الفيروسات وغير ذلك. وكشفت المعلومات بأنه بعد سيطرة تنظيم "داعش" على الموصل في 10 يونيو/حزيران 2014، قام بنشر سلسلة من الأشرطة الترهيبية تختص بعمليات "قطع الرؤوس" وذلك ضمن حملاته الإعلامية لزرع الخوف في نفوس الآخرين.

وأظهرت الدراسة بأن عناصر "داعش" باتوا يستغلون تعاطف الآخرين من مستخدمي الشبكة العنكبوتية مع قضاياهم، ويجتذبونهم بعبارات براقة وحماسية من خلال غرف الدردشة الإلكترونية، مع علمهم بأن تسلية الشباب والمراهقين السعوديين وغيرهم هي الجلوس بالساعات الطويلة أمام الشبكة العنكبوتية خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، للحديث مع جميع أنواع البشر في مختلف أنحاء العالم ولعل تجنيد الشباب عن طريق الوسائل الحديثة أسهل بالنسبة لهذه المنظمات؛ لأن الشخص لا يظهر إلا بالصورة المثلى التي يريدها .فيقع الآخر في شباكه بسهولة.

وقد شهدت الهيئة الإعلامية لتنظيم "داعش" تطورًا كبيرًا بالشكل والمحتوى، وتتمتع بدعم وإسناد كبيرين، وتعتبر مؤسسة "الفرقان" الإعلامية الأقدم والأهم، وقد ظهرت مؤخرًا مؤسسات إعلامية عديدة تتبع التنظيم، مثل: مؤسسة "الاعتصام" ومركز "الحياة"، ومؤسسة أعماق، ومؤسسة البتار، ومؤسسة دابق الإعلامية، ومؤسسة الخلافة، ومؤسسة أجناد للإنتاج الإعلامي، ومؤسسة الغرباء للإعلام، ومؤسسة الإسراء للإنتاج الإعلامي، ومؤسسة الصقيل، ومؤسسة الوفاء، ومؤسسة نسائم للإنتاج الصوتي، ومجموعة من الوكالات التي تتبع المناطق التي تسيطر عليها، كوكالة أنباء "البركة" و"الخير" وغيرها، كما أصدر"داعش" عددا من المجلات بالعربية والإنجليزية، أمثال: "دابق" و"الشامخة"، وأنشأت الهيئة إذاعات مثل: إذاعة "البيان" في مدينة الموصل في العراق، وإذاعة أخرى في مدينة الرقة في سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق