اخبار ذات صلة

الأربعاء، 3 يونيو 2015

" لن تسقط مصر أيها الساقطون ". مقال للكاتب الصحفي محمد هزاع .

الطمع في السلطة ، و العمالة لحساب جهات خارجية ، و السبوبات المادية ، و البطولات الوهمية ، و الجهل و سوء التقدير والاحكام المسبقة المحنطة ، هي أهم مظاهر المرحلة الحالية ، من الحرب المحلية الإقليمية الدولية ، التي يخوضها أعداء مصر و المصريين ، من أقصي اليمين ، إلى أقصى اليسار ، ضد مصر بدعوي ( الوتنية ) و الحرية و العدالة و ( حكوك ) الأنسان و خلافه .
هذا عن الأسباب ، أما عن الوسائل فهي كثيرة ، و تتراوح بين القتل و التخريب ، و بين الإصطياد في الماء العكر ، و إطلاق الشائعات ، و ترويج المغالطات ، و تهويل أمرالصغير ، و تهوين شأن الكبير ، و تجاوز كل حدود الأدب و الذوق ، و ممارسة الإنحطاط و الصَغار، و القفز على كل حقائق الواقع المعاش .
أما الأهداف فهي ، اسقاط مصر و تحويلها إلى سوريا ، أو عراق أو ليبيا أو يمن أخرى .
لا أعرف كيف يجتمع المتأسلم مع العلماني ، والليبرالي مع الشيوعي ، و الأستاذ الجامعي مع الطبال ، و القاضي مع الزمار، على هدف واحد وأسلوب واحد و لغة منحطة واحدة ؟!
لقد سقطت أقنعة كبيرة ، عن وجوه كثيرة ، أعرفها بالاسم ، ولم أعد احترمها على المستوي الشخصي ، فضلا عن المستوي العام , لا لأنها تختلف معي في وجهة النظر ، ولكن لأني سمعتهم و رأيتهم يقولون و يفعلون أشياء ، بالأمس ، ثم هاهم يقولون ، و يفعلون ، عكسها الآن !!!
والغريب أن جل هؤلاء ، إن لم يكن جميعهم ، هم من شاركوا في صنع الأحداث ، التي أوصلتنا لما نحن فيه بحلوه و مره ، بل منهم من قاد ووجه هذه الأحداث ، هم من شاركوا في وضع التعديلات الدستورية ، و أيدوها في 19 مارس ، بينما كان أمثالى يطوفون القري والنجوع من أسوان إلى مطروح إلى رفح المصرية ، نحذر من مغبة ذلك ، وهم الذين عقدوا إتفاقية ( فيرمونت ) و أختاروا مرسي مرشحًا للثورة ، وهم من شاركوا في وضع دستور 2012 ، ثم هم الذين انقلبوا على حكم الإخوان بعدما إكتشفوا سعارهم للإنفراد بالسلطة ، و الإطاحة بكل من ساعدوهم على الوصول للسلطة ، وهم الذين دعوا لخروج الشعب ، ونزول الجيش ، و السيسي تحديدًا ، لعلهم يجدون عنده ، مالم يجدوه عند مرسي , فلما لم يجدوه ، هاهم ينقلبون عليه ، عساهم يسقطونه ، و يجدون لأنفسهم مكانا على أنقاض الوطن .
مرة ثانية أقول : أعرفهم ، فقد كنت في قلب الأحداث يومًا بيوم ، بل ساعة بساعة ، و لا أحد منهم بوسعه إنكار ذلك فهو ، كما الفرق بين موقفي و موقفهم , مسجل بالصوت و الصورة ، الفرق أنهم يبحثون عن أنفسهم وأمثالي يبحثون عن الوطن .
أما الذين كانوا يناضلون من غرف نومهم ، على الفيس و تويتر ، ويتمثلون اليوم دور الثوار ، والمنظرين للثورة ، من داخل و خارج مصر ، فهم أقل من الكتابة عنهم لأنهم ببساطة أدعياء .
وكل ما أستطيع تأكيده الآن ، أن حرب العملاء و الجهلاء و الأدعياء لإسقاط مصر ، لن تؤدي إلا لسقوطهم ، واحدا تلو الآخر و واحدة تلو الأخرى في مزابل التاريخ ، فمصر لن تسقط ، أيها الساقطون ، ويوما ما ستتكشف الحقائق بالصوت والصورة ، و ستدفعون ثمن خيانتكم وجهالتكم و إدعائكم
حينما تصل الأمور إلي دعوة علنية ، من نكرة تافه ، لتفتييت جيش مصر أو إسقاطه ، فأمثالي ممن لايملكون شيئا في هذا الوطن ، ولايطمعون في شيئ من هذا الوطن ، و لكنهم يقدسون هذا الوطن ، لايستطيعون السكوت .
مرة أخرى و أخيرة ، مصر لن تسقط أيها الساقطون .
أنتم ببساطة لاتعرفون مصر ، لأنكم مصريون بالإسم فقط ، صدقوني : لن تسقط مصر ، أنتم الساقطون ، الآن و غدا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق