اخبار ذات صلة

السبت، 10 يونيو 2023

متى تنتهي الحرب في السودان بين العسكر، ومن يحمي الشعب السوداني البريئ، وما هو الهدف الأمريكي من إطالة أمد الحرب؟!!!

 


    منذ زمن بعيد والسودان يعيش في حروب أهلية بين الشمال والجنوب وكانت هذه الحروب تمتد لسنوات طويلة وذهب ضحيتها الآلاف من الشعب السوداني البريئ والطيب والبسيط والمتسامح والذي يعيش حياته بكل بساطة وتواضع ومحبة للجميع ولوطنه ولكل مقيم على أرض السودان المباركة، وبالرغم من حصول إتفاقيات سلام ولقاءات بين المتنازعين سواء العسكريين أو المدنيين والإتفاق على هدن متعددة  منذ ٢٠٠٥ لغاية أيامنا الحالية لأنهاء تلك الحروب العبثية والمفتعلة والتي لا يوجد فيها رابح لأي مكون عسكري او فصائلي أو  حزبي أو مدني إلا أن هذه الإتفاقيات واللقاءات والهدن  لم تكن تصمد كما كان يتوقع الشعب السوداني وشعوب الأمة  والعالم...


     وكان الشعب السوداني ما أن يتنفس الصعداء من إنتهاء حرب هنا أو هناك ويتأمل خيرا للم الشمل العائلي إجتماعيا وإنسانيا  وعودة المهجرين وتحسين الأوضاع ماليا وإقتصاديا وإعادة الإعمار وتنفيذ مشاريع التنمية لينهض الشعب السوداني من كبواته المتلاحقة حتى تدور رحى حرب أخرى الأمر الذي زاد من التوترات العسكرية والفصائلية والحزبية والقبلية والطائفية، فمنذ إشتعال  نيران حروب دارفور مرات عدة مرورا بتقسيم السودان وإستقلال الجنوب ليصبح دولة مستقلة عبر إتفافيات عربية ودولية، مرورا بما سمي بالثورات العربية المفتعلة من الصهيوغربيين  والتي أسقطت أنظمة ودول وإستنزفت قوتها العسكرية والسياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية الأسرية...وغيرها من الأركان الرئيسية لبقاء أية دولة قائمة، ومن ثم الإنقلاب العسكري من قبل البرهان على حكم عمر البشير، وما لحق بها من أحداث وخلافات متكررة بين العسكر والأحزاب السياسية وتوقيع إتفاقيات مصالحة بينهم إلى تشكيل حكومة حمدوك ومن ثم إستقالته أو إقالته لتدخل العسكر بالحكومة إلى إعلان البرهان بعودة الجيش إلى ثكناته العسكرية ووضع الكره في ملعب الأحزاب السياسية عدة أشهر ولم تتوافق تلك الأحزاب على تشكيل حكومة وعمل إنتخابات رئاسية وبرلمانية وحجتهم تدخلات العسكر ببعض الأحزاب وإملائاتهم من تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة، ومعاناة الشعب السوداني لم تنتهي وضحايا تلك الحروب في إزدياد  

لحظة بعد لحظة ويوما بعد يوم...

   

      وبقيت الأمور كما هي حتى وقعت تلك الحرب المآساوية التي لم تمر بتاريخ حروب السودان بين القوات المسلحة السودانية الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي فأزداد الطين بلة،  وهي أقسى أنواع الحروب على الشعب السوداني البريئ والذي يقتل يوميا في الشوارع وفي بيوتهم وأسواقهم وولاياتهم بالمئات والآلاف وبعض الجثث في الشوارع منذ إندلاع تلك الحرب القذرة ولا أحد يستطيع أن يصل إليها لدفنها،ودون أن يسمحوا للمنظمات الإنسانية السودانية والدولية للقيام بعملهم الإنساني ودفن الجثث ومعالجة المصابين والجرحى وتقديم المساعدات الطبية والغذائية للمحتجزين داخل الخرطوم وفي غيرها من الولايات السودانية....


     وتدخلت الدول العربية والدولية والإتحاد الإفريقي  لإيقاف تلك الحرب دون جدوى وإتفق على أكثر من عشرة هدن وتم إختراقها، ووقعت إتفاقيات في جدة برعاية سعودية أمريكية من قبل الطرفين دون جدوى فصوت السلاح هو الطاغي على المشهد السوداني لعدم وجود عقلاء من الطرفيين العسكريين والذين يتبادلون الإتهامات بذلك وبشكل يومي عند فشل أية هدنة،والطرفين يدعون أنهم قاموا بتلك الحرب لحماية الشعب السوداني الذي يعاني منهم الأمرين قتل في الشوارع بالآلاف وتهجير بالآلاف وسرقة لممتلكاتهم ومحلاتهم وثرواتهم ومؤسساتهم الحكومية المدنية وتدمير ممنهج لها من حرب العصابات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع وكلها تسمى القوات المسلحة السودانية، والواجب عليهم معا حماية الشعب وليس قتله وإبادته للصراع على الكراسي والمناصب...وغيرها من أمور الدنيا الفانية...


    وكما ذكرت في مقالات سابقة إذا لم يوقف العسكر البرهان وحميدتي تلك الحرب والتي لا رابح فيها فإن أمريكا ستجعلهم مجرمي حرب ويتم تقديمهم للمحاكم الدولية للسيطرة على السودان دون أن تدخل جيوشها وقوات حلف الناتو لإحتلال السودان كما جرى في ليبيا وغيرها من دولنا العربية للسيطرة على ثرواته الكثيرة والمتنوعة والمتعددة وهذا هو الهدف الأمريكي، وها هي أمريكا المصلح الدولي التي تشعل الفتن هنا وهناك في منطقتنا والعالم وتدعم الطرف الذي يؤمن مصالحها ومصالح كيانها الصهيوني في المنطقة برمتها تعد بلوائح إتهام بجرائم حرب للطرفين وهذا ما كانت تسعى له منذ إشعال الفتنة بشكل مباشر أو عبر أدواتها الحزبية السياسية داخل السودان وخارجه للسيطرة على السودان ومساحته الكبيرة وزراعته وثرواته المتعددة الحيوانية والنفطية والذهب والفضة...وغيرها ليكون لها ولكيانها الصهيوني مستقر وتثبت قواعدها العسكرية إلى يوم البعث للسيطرة على أطول حدود بحرية والتي تجعلها فيما بعد لو نجح ذلك تسيطر على كل دول إفريقيا....


    لذلك يجب أن لا يسمح العرب بذلك ولا إتحاد الدول الإفريقية ويجب على السعودية أن تشرك الجامعة العربية وإتحاد الأفارقة وبالذات مصر والجزائر لإيجاد حلا سريعا لتلك الحرب حتى تنتهي مآسي الشعب السوداني المتلاحقة من هذه الحروب والأزمات المفتعلة، والتي عصفت بالسودان وشعبه في الماضي البعيد والقريب ولغاية كتابة هذه السطور، وعلى الدول العربية والإفريقية أن يمنحوا مصر والجزائر صلاحية كاملة للتحرك السريع لإنهاء تلك الفوضى العسكرية الخلاقة لبدئ المفاوضات المباشرة والجادة لإيقاف صوت السلاح نهائيا والوصول إلى حلول سريعة يتم تنفيذها قبل ضياع الوقت وإحتلال السودان من قبل أمريكا وحلفها الناتوي،  ليبقى السودان للسودانيين ويبقى عربيا مسلما حرا مستقلا بإستقراره ووحدة شعبه وأراضيه وتحقيق أمنه وآمانه ونشر التسامح والعدل والمساواة بين أبناء ذلك الشعب الطيب والبريئ ليعيش بحياة مدنية وحرية حقيقية تبدا بتشكيل حكومة مدنية ومن ثم ووضع دستور جديد يحمي السودان من التدخلات الصهيوغربية وتحديد موعد للإنتخابات البرلمانية والرئاسية وغيرها من الأمور، قبل أن يتحقق الهدف الصهيوأمريكي الناتوي بإحتلال ذلك البلد العربي الأصيل بشعبه والبريئ مما يرتكبه العسكريون على أرضه المباركة كثيرة ومتعددة الموارد والخيرات والممرات البحرية والأرضية والجوية...  


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق