اخبار ذات صلة

السبت، 30 يوليو 2022

ما الذي يجري في العراق...وهل ما جرى في سيريلانكا أصبح نموذج لشعوبنا العربية الذين يلحقون السياسيبن ورجال الدين المتصارعينن على الكراسي والعروش؟.

 


     حقيقة أننا وكلما قلنا بأن الأمور في دولنا العربية بدأت بالتعافي والإستقرار والوحدة والإستقلال الحقيقي الخالي من أي تدخل خارجي وبالذات التدخل الصهيوغربي، كلما عاد بعض السياسيين ورجال الدين بخلط الأوراق للحصول على بعض المكتسبات السياسية هنا أو هناك وللحصول على تلك المكاسب يتم وضع الشعوب في مقدمة الأحداث لعودة الفتنة الطائفية والقتل والحروب الأهلية من جديد...


     وهذا ما يخطط للعراق هذه الأيام ليعود للمربع الأول الأمر الذي يفتح الأبواب مشرعة للصهيوغربيين وأمريكا بالذات للتدخل بشؤون العراق وتحويل القضية إلى الأمم المتحدة ومن ثم ترسل الأمم المتحدة شخصية صهيوغربية فاسدة في بلدها ليأمر ويرسم خطط ليتفق السياسيبن العراقيين تماما كما جرى وما زال يجري في الكثير من الدول العربية التي تستخدم شعوبها وقودا للوصول لمكتسباتهم السياسية الدنيوية الفانية والتي سيحاسبون عليها أمام الله ورسوله الكريم عليه لصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين وأمام الأمة جمعاء يوم الدين....


    فيوم أمس الجمعة صرح السيد الحكيم بأنه قدم خطة عراقية بحتة كحل للأزمة العراقية بين كل الأطراف المتنازعة على الكراسي والعروش وبالذات بين المالكي وبين السيد مقتدى الصدر ولكن للأسف الشديد لم يرد أحد عليه ولا على غيره والمشكلة هنا أن الأزمة العراقية الحالية قد تتوسع لتصبح كارثة كبرى تعيد العراق إلى زمن الإحتلال الأمريكي وما بعده...


     والمشكلة هنا أن بعضا من شعوبنا العربية تلحق بهؤلاء السياسيبن ورجال الدين الذين يسعون وراء مكاسبهم السياسية دون تفكير بمصلحة الوطن وباقي الشعب العراقي الذي أصبح يعيش حالة فقر مطقع بعد أن كان سيدا بين الأسياد محافظا على وحدته وثرواته والتي كانت توزع على الشعب ولم يكن هناك فقرا ولا جوعا ولا تدخلات صهيوغربية أو مستعربة ومتأسلمة ولا إحتلال أمريكي أو تركي أبدا....

     

     ومن خلال مشاهدتنا اليوم للأحداث الجارية في العراق وسيطرة البعض على مجلس النواب العراقي والتهديد بالذهاب للقضاء وغيرها من المؤسسات التي بنيت بدماء العراقيين وعرقهم وجهدهم وتضحياتهم وصمودهم وصبرهم عبر سنوات مضت، يبدوا أن النموذج في سيرلانكا  كان خطة صهيوأمريكية لتنتشر فيما بعد على دولنا العربية لتعود دولنا وشعوبنا للمربع الأول، وتلحق الشعوب السياسين ورجال الدين المتصارعين منذ الإحتلال الأمريكي وليس فقط الآن ويسيطروا على المؤسسات الحكومية والرئاسية وتعود الفتنة في البلاد وبين العباد من جديد لا سمح الله ولا قدر...


     لذلك يجب التدخل وفورا من قبل الحكماء والعقلاء في العراق الشقيق ومن قبل الدول العربية والإسلامية لحل تلك الأزمة المتجددة قبل أن يبدأ التدخل الأمريكي بشكله المعروف ليعود للعراق وينهب خيراته وثرواته النفطية وغيرها من الثروات التي حباها الله للعراق وشعبه، كما يجري من نهب لخيرات دول الأمة وشعوبها في ليبيا وسورية وغيرها من قبل المحتلين عصابات الجيش الأمريكي والتركي...


         ولحل الأزمة العراقية يجب أن يتم ترشيح السيد مصطفى الكاظمي لتولي رئاسة الحكومة العراقية مرة أخرى وبتوافق كل الأطراف لأن هذا الرجل في عهده أنجز الكثير للعراقيين داخليا وخارجيا وعادت وحدة العراقيين الحقيقية بطوائفهم وقومياتهم ومذاهبهم وأحزابهم وعلى تنوع إنتمائاتهم الدينية والفكرية والحزبية، والكاظمي أعاد العراق لأمته العربية والإسلامية وكان وسيطا نزيها في لقاءات السعودية وإيران لحل كل الخلافات بينهم وقد نجحت وساطته، وهو رفض رفضا قاطعا التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفض أي ناتو عربي خطط له من قبل الصهيوأمريكيين في زيارة بايدن الأخيرة ضد إيران، ووقف ضد تركيا وقفة رجل في كل إعتداءاتها على العراق وأراضيه ومياهه وثرواته ولا ننسى موقفه الأخير ضد تركيا عندما قصفت أكراد العراق، وأن يعود برهم صالح لرئاسة العراق لأنه أيضا كان داعما لمواقف الكاظمي وهم البوصلة التي تحقق الإستقرار والأمن والآمان والإستقلال الحقيقي للعراق وللمنطقة وهم مقبولين من كل الأطراف داخليا وخارجيا...


    فالصحوة الصحوة يا عقلاء وحكماء العراق والأمة العربية والإسلامية لما يخطط لكم ولشعوبكم ولدولكم في الغرف المغلقة الصهيوغربية، فكل حكام الغرب ومن كل أحزابهم لو بحثنا ببرامج حكوماتهم الإقتصادية والمالية وغيرها فلا يوجد لها أي برامج تحقق لشعوبها كل مستلزمات شعوبهم الحياتية اليومية، لذلك هم يحملون عقلية العصابات وقطاع الطرق ولتحقيق الرفاهية لشعوبهم يلجأون لإحتلال الدول التي تمتلك الخيرات والثروات الهائلة وتختلق الفتن والحروب الأهلية وتسقط أنظمة وحكومات وجيوش ليس لتحقق الديمقراطية الزائفة والتي صدعوا بها رؤوس الشعوب العربية وصدقها البعض، وإنما يقتلون شعوبنا إما مرة واحدة بالإحتلال أو على فترات ومراحل بما سمي بثورات أدواتهم التنفيذية وعصابات القواعد والدواعش والنصرة وغيرها من التسميات وهي ثورات مفتعلة أو بتأنيب السياسيبن ورجال الدين على بعضهم البعض كما يجري في العراق حاليا وفي ليبيا وغيرها ليدخلوا أبواب دولنا من أوسعها بتدخلاتهم الفتنوية المعروفة وينهبون ثرواتنا وخيراتنا وأموالنا ومياهنا ونفطنا وقمحنا وكل تلك الخيرات وغيرها ويمنحوها لشعوبهم ليعيشوا  مئة سنة أخرى برفاهية وشعوبنا تعيش بفقر مطقع وقتل وفتن وحروب أهلية وصراعات سياسية قد لا تنتهي أبدا وتتطور إذا لم يتدخل حكماء وعقلاء العراق والأمة العربية والإسلامية لحل تلك الأزمة في العراق وفي ليبيا وفي كل دولنا العربية والإسلامية... 


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق