اخبار ذات صلة

السبت، 15 أبريل 2023

ماذا يجري في السودان ولمصلحة من...؟!!



    يبدوا أن منطقتنا العربية سواء في آسيا أو أفريقيا لم تتخلص من دهاليز السياسة الصهيوأمريكية والبريطانية وآلاعيبها وفتنها بين دولنا وقادتنا ومكونات شعوبنا المدنية والعسكرية، فما يجري منذ أكثر من أربعة سنوات في السودان من صراعات بين السياسيين والعسكريين ثم السياسيين معا بعد أن إعتزل الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدي التدخل بالسياسيبن وإختياراتهم وبقي الوضع هكذا ولم يتفق السياسيين نهائيا لأنهم أكدوا تدخلات البرهان وحميدي بأي تنفيذ للإتفاقات التي تم التوقيع عليها أمام العالم عدة مرات، ومنذ صباح الأمس إستيقظ ٤٥ مليون سوداني على تحركات عسكرية مخيفة في المدن السودانية حتى وصلت للعاصمة الخرطوم من قبل قوات الدعم السريع وبدات الإتهامات بين الطرفين ثم إشتعلت نار الفتنة وتم إطلاق الرصاص بين المكونات العسكرية التي يجب أن تكون حامية للشعب السوداني الذي عانى الأمرين منذ مخطط الثورات المفتعلة وإسقاط الأنظمة في منطقتنا ومن ضمنها نظام البشير...


    والكل يعلم بأن السودان كان من ضمن الدول المخطط لها صهيوأمريكيا خاصة والصهيوغربيا عامة للتقسيم والتجزئة أكثر من السابق للسيطرة الكاملة على خيراته وثرواته وبقاء شعبه بكل قبائله وعشائره في حالة نزاع وإقتتال داخلي وحرب أهلية مستمرة لولا توافق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وشرفاء الشعب السوداني من السياسيبن وزعماء القبائل والعشائر وبدعم من قبل الدول العربية كمصر وغيرها آنذاك للحفاظ على السودان وحماية شعبه ومكوناته السياسية والعسكرية من أي إصطدام داخلي، لكن للأسف الشديد أن الصراع السياسي والقبلي والعشائري أثر على المكونات العسكرية من الجيش السوداني بقيادة البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة حميدي الأمر الذي سمح للصهيوأمريكيين والغربيين لإختراق هذه المكونات الهشة أصلا وإيقاع هذه الفتنة بين العسكريين حتى وصلنا إلى ما يجري الآن في السودان وكل محافظاته وولاياته...

    

     فالدول العربية ليس لها أية مصلحة فيما يجري في السودان نهائيا وهي على علاقة جيدة مع البرهان وحميدي، ولأنها بدأت خطوات فعلية وحقيقية للمصالحات وإنهاء كل الأزمات المفتعلة والخلافات السياسية التي كانت نتاج مخططات الربيع الدموي والثورات المفتعلة الصهيوأمريكية في كل منطقتنا، ويبدوا أن الصهيوأمريكيين والأوروبيبن لا يريدون لدولنا الوفاق والإتفاق والمصالحات وإنهاء كل الفتن والأزمات والحروب التي دبرت لدول الأمة في الغرف المغلقة وفي ليل مظلم، لذلك تدخلت بشكل مباشر في المكونات السياسية والقبلية والعشائرية والعسكرية حتى تفتح بؤرة توتر جديدة وتعطل وتعرقل تلك المصالحات الجارية بين قادة ودول أمتنا بعربها وعجمها وتخلط الأوراق من جديد ونعود للمربع الأول لا سمح الله ولا قدر، وبذلك النزاع الجاري فتحت الأبواب لها على مصراعيها لتوجيه التهم الباطلة عبر قنواتها الإعلامية الكاذبة للسعودية ومصر والإمارات بأن لهم علاقة بما يجري في السودان وغدا ستتهم إيران وتركيا وهذه هي السياسات الصهيوأمريكية بريطانية خاصة والغربية عامة (فرق تسد) التي تستخدمها دائما في منطقتنا والعالم لعرقلة إي إتفاق ووحدة لدول الأمة والعالم، لأنهم لا يريدون لأمتنا أن تنهض وتعيد وحدتها ودورها الحقيقي والفعلي في أية متغيرات دولية قادمة لا محالة خلال الأشهر والسنوات القادمة...


     لذلك على الدول العربية والإسلامية وبالذات مصر والسعودية وتركيا وإيران وغيرها أن تفشل المشروع المتجدد للصهيوأمريكيين والبريطانيين خاصة والصهيوغربيين عامة في السودان قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة ويذهب الآلاف من القتلى بين العسكريبن والمدنيبن الأبرياء ويذهب السودان إلى غير رجعة كما جرى في ليبيا سابقا، وأن يعملوا كل جهدهم لإيقاف هذا النزاع العسكري وأن يعود السودانيين العسكريين والمدنيين إلى طاولة الحوار وبدعم عربي ممثل بجامعة الدول العربية وبدعم إسلامي ممثل بمنظمة المؤتمر الإسلامي وبدعم إفريقي ممثل بالإتحاد الإفريقي حتى يعود السودان إلى أمنه وآمانه وبحماية جيشه وقوات دعمه السريع وكل شرفائه السياسيين والمدنيين من زعماء القبائل والعشائر والذين يجب أن يكون لهم الدور الأكبر في حل مثل هذا النزاع العسكري وهم يستطيعون ذلك لأن المكونات العسكرية من الجانبيين هي من أبناء قبائلهم وعشائرهم وهم قادرين على إيجاد حل مبدئي بين الطريفين لإيقاف إطلاق النار بين أبنائهم وبدعم وتنسيق من الدول العربية والإسلامية والإفريقية....


     وإذا لم يتم إنهاء هذا النزاع وبشكل فوري من قبل الأمة بعربها وعجمها فإن الأيام القادمة ستكون مليئة بالأحداث الكارثية  للتدخلات الصهيوأمريكية غربية بين الطرفين العسكريين وبين الأحزاب السياسية والقبائل والعشائر، فهل نسمع صوت الأمة العربية والإسلامية في آسيا وأفريقيا لتقول للصهيوأمريكيين والغربيين إرفعوا آياديكم الخبيثة والنجسة عن دولنا وشعوبنا وإلا سيتم قطعها،حمى الله السودان وشعبه وجيشه وقوات دعمه السريع وكل دول الأمة العربية والإسلامية من المخططات التي حيكت وما زالت تحاك لها في دهاليز وصالونات السياسة الصهيوأمريكية والغربية...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل السياسي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق