اخبار ذات صلة

الجمعة، 23 ديسمبر 2022

نماذج عظيمة من الشهداء .. ناصر أبو حميد والقنطار

 

نماذج عظيمة من الشهداء .. ناصر أبو حميد والقنطار

نماذج عظيمة من الشهداء .. ناصر أبو حميد والقنطار

سمير القنطار وناصر أبو حميد تعرَّضا للأسر لفترة تجاوزت الثلاثة عقود، وقد تشرفت أسماؤهم بحمل راية النضال في سن مبكرة، وليس غريبا على جينات الأبطال الشرفاء في ذاكرة الأمَّة العربية هذه البطولات وهذه الملاحم، وما زالت الأمَّة حبلى ولَّادة تسجِّل للتاريخ والحاضر والمستقبل إضاءاتها في صفحات مشرقة، وتؤكد أنها باقية خالدة عزيزة. فالشهيد سمير القنطار قاد مجموعة من الأبطال في عملية فدائية عبر قارب من البحر اتَّجه إلى منطقة نهاريا وهو لم يتجاوز الـ١٦ من عمره في الـ٢٢ من أبريل ١٩٧٩م، وبعد تنفيذ العملية ومنذ ذلك التاريخ بقي معتقلا في سجون الاحتلال تحت إجراءات أمنية مشددة وكان يلقب بعميد الأسرى العرب في سجون الاحتلال حتى عام ٢٠٠٨م حينما خرج بموجب عملية تبادل للأسرى بين حزب الله وكيان الاحتلال الصهيوني بعد عملية الوعد الصادق، وقد صدق الوعد وتمكن حزب الله من استعادة عدد من الأسرى العرب من سجون الاحتلال، وظل اسم القنطار يتردد علما نضاليا وقائدا ميدانيا، وهكذا كل من نذر نفسه في سبيل النصال والتحرير. ولأن القنطار بهذه المنزلة استهدفته مقاتلات الاحتلال ليرتقي شهيدا في الـ١٩ من ديسمبر عام ٢٠١٥م، وهو نفس التاريخ الذي أراد الله لرفيقه المناضل الشهيد ناصر أبو حميد أن يرتقي شهيدا عزيزا في سبيل قضيته المصيرية التي قدمت ـ وما زالت ـ قوافل من الشهداء. وقد سجَّل الشهيد أبو حميد في صفحته النضالية عملية فدائية بطولية وهو في سن مبكرة جدًّا عندما ألقى زجاجة مولوتوف على دورية للاحتلال ولم يتجاوز حينها الـ١١ من عمره، بعدها وُضع الشهيد أبو حميد في سجون الاحتلال لمدة تجاوزت الـ٣٤ عامًا، أصيب في عام ٢٠٢١م بمرض السرطان. وبعد أشهر من المعاناة والإهمال الطبي في سجون الاحتلال وتأكد إصابته بسرطان الرئة لم يستجب الاحتلال الإسرائيلي للمطالب بالإفراج المبكر عنه ليرتقي الشهيد ناصر أبو حميد شهيدا مسجِّلا ذاكرة نضالية عظيمة، وقد ارتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى ٢٣٣ شهيدًا منذ عام ١٩٦٧م، منهم ٧٤ شهيدًا ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي.
هكذا هو التاريخ المضيء للرجال الشرفاء الأحرار في تاريخ أُمَّتنا المجيدة والذي يجب أن نفخر ونفاخر به، فهؤلاء الرجال العظماء سجَّلوا صفحات مشرفة من النضال، وما زالت سجون ومعتقلات الاحتلال تعجُّ بالأسرى منهم الكبار في تاريخ النضال أمثال الأسير البطل مروان البرغوثي مهندس انتفاضة الحجارة، ومنهم الأسرى الأحداث مثل الأسير أحمد مناصرة وغيره. وهؤلاء هم من يصنع التاريخ ويقدمون ملاحم المَجد التي تضاف إلى مشروع التحرير العظيم، وما أجمل أن يزين تاريخهم بخاتمة الشهادة على يد المحتل الظالم وقد أراد الله لهم هذا الشرف والمَجد، وأراد لأعدائم الخزي والعار.. ومن هنا نرفع التحية لأبناء أُمَّتنا المناضلين الأبطال، والخلود لشهدائها الأبرار، ونسأل الله أن يفك أسرانا الاحرار، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” .

خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق