اخبار ذات صلة

الاثنين، 11 يونيو 2018

الأردن والكلام المسكوت عنه للخروج من أزمته،، بقلم صدى البطل : أيمن فايد


لقد سرت في بداية الأزمة الأردنية مجموعة من الأطروحات، والتي رسمت بإقتدار في أجهزة وسراديب المخابرات الدولية، انتشرت بسرعة البرق إنتشار النار في الهشيم، جاءت كلها بمضمون واحد، وبتنوعات مختلفة الصياغة والتركيب، منها علي سبيل المثال لا الحصر ما رددت علية في بداية الأزمة الأردنية وما علقت عليه في صفحات التواصل الإجتماعي (خمس كلمات تكفل رفاهية الشعب الأردني .. ينقل عبد الله النظام السياسي لنظام مثل إنجلترا ويسمح للشعب بادارة مصيره في بيان لا يتجاوز خمس كلمات عندها تهطل الأموال من جميع دول العالم الغربي كالطوفان علي الأردن وضمان رفاهيته لخطورته علي النظام العالمي ). هذه الكلمات لا ينقصها إلا أن تمهر بخاتم الربيع العبري
إرحل إرحل .. الٱن الٱن

                 أخطر وثيقة لأخطر حرب صليبية
الضيوف والمضيفون في صقلية، وعلي رأسهم، دونالد رامسفيلد، استذكروا هذا الأسبوع، لورانس العرب، ومؤامراته لترويض الثورة العربية الكبري ضد الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى، وكيفية تقليد تجربة لورانس العرب في هذه الظروف، الجبش الأمريكي يكثر من التدفيق في مذكرات لورانس وأوراقه ويحب بوجه خاص ما اقترحه علي الأوروبيين في حينه: "بألا يحتسوا الشوربة بالشوكة".
رامسفيلد أمر البنتاجون بنشر مخطط علي مدار أربع سنوات لإدارة المعركة الحالية في العالم والإستعداد " لحرب طويلة" ويذكرنا هذا بقصص لورانس أيضا. عن صحيفة هٱرتس- تاريخ: ١٤/٢/٢٠٠٦ بقلم أمير ٱرون.
ولتناول هذه الوثيقة الخطيرة بجدية وإسقاطها علي الأزمة الأردينة يجب من إرساء عدة ثوابت:
١- لا فائدة من الإقناع بالعقل لمن يمسك بمظلة الجهل فأنا هنا لا أخاطب من أمرت أن أقول لهم سلاما.
٢- السياسة ليست بذاتها بل بالأشياء المحيطة بها فهي عملية تفاعلية في غاية التعقيد، وما أخذ منها بسهولة لن يعطيك ما ما يتحتم عليك فهمه لذا لابد من بذل جهد للفهم.
٣- البعد عن سطح الحدث والغوص قليلا تحت السطح حيث تكمن توترات شديدة الأهمية والخطورة، فأفضل شئ للشئ هي رؤية من الداخل للخارج.
٤- يجب الأخذ بعين الإعتبار أن هذه الأزمة لا تخص الأردن فقط بل تطال بشبكاتها المعقدة حاضر العالم الإسلامي من طنجة إلي جاكرتا ومن غانا إلي فرغانة.
٥- حل الأزمة لايكمن في تقديم الجانب المعرفي فقط بل الجانب الإجرائي والجانب العملياتي، إن كنا جادين في الخروج من تلك الأزمة...

إن مشكلة الأردن ليست في شكل نظام الحكم فالشعب الأردني في مجملة يحترم النظام الملكي .. مشكلة الأردن المزدوجة تكمن في نقطتين رئيسيتين متداخلتين كل واحدة منهما تأثر في الأخري وتتأثر بها بطريقة متبادلة،
 النقطة الأولى: التبعية البغيضة للغرب في كل شئ والتي أفقدت البلد هويتها وإستقلالها.
النقطة الثانية: طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم والتي تسمي بأزمة الشرعية السياسية أو "مشكلة الإندماج الوطني الرأسي" .. حيث أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم بعيدة تماما في مضمونها عن رغبات وعواطف ومشاعر الجماهير التي ترفض أن تحكم بطريقة مخالفة لطبيعتها وأعرافها وتقاليدها المستمدة من الشريعة الإسلامية، ولا سيما بعد أن تأكد للناس فشل كل الأفكار والأيديولوجيات الغربية، والأردن شأنه في تلك النقطتين شأن جميع الدول العربية والإسلامية.
فحيثما ينشأ التعارض والتنافر بين رغبات الشعوب وسياسات الدول الموضوعة تكون حالة اللامبالاة التي تسوق البلاد إلي هوة سحيقة تسبب الركود والتدهور، فكلما وضعت الدولة سياسات لا يعمل الشعب علي إنجاحها هذا بغض النظر عن معارضة الجماهير بالصدام والتي لا أحبذها بأى حال من الأحوال، وعندما تكون سياسات الحكومة والنظام متناغمة مع رغبات الجماهير ينشأ التقدم والإزدهار ويستميت الناس في إنجاح الخطط الموضوعة من قبل الحكومة، وهذا هو أحد أسرار نهضة اليابان في تجربتها .. فعندما عرفت الحكومة بإعتقاد الشعب اليابانى بأن الٱلهة تنزل مرتين في السنة لتٱكل الإمبراطور وجبة الأرز، يوم ميلادة ويوم توليه العرش، فما كان من الحكومة إلا أنها جعلت زراعة الأرز مقدسة وجعلت طبقة الساموراي الدينية الشهيرة هي من تشرف علي زراعة الأرز  .. وفي مملكة صيام عندما علمت الحكومة بإعتقاد الناس في الفيل الأبيض قامت بتقديسة بالرغم من عدم وجود فيل أبيض.
                 
                 البعد الإقليمي في الأزمة الأردنية
لو أردتم أن أحدثكم عن هذا البعد في دقيقة سأفعل وإن أردتم أن أحدثطم عنه في خمس ساعات سأفعل، فأيهما تريدون؟..
حسنا إن البيئة الإقليمية ودول الجوار للأردن وبالأخص ممالك الخليج وبالذات ( السعودية والإمارات ) المقاول وذراع الغرب في عملية هدم وإسقاط الأردن والتي كانت حليف للأردن بالأمس القريب، وتقدم له المساعدات ، التي كان يعتمد عليها إعتماد رئيسي في تلبية كثير من إحتياجاتة، والتي توقفت بوازع من أمريكا، بالرغم من أن هذه الدول من مصلحتها أن يبقي نظام الحكم في الأردن علي ما هو عليه، حتي لا تنتقل إليها العدوى. ولكن علي رأي الفنان "عادل ٱدهم" .. إدبح يا ذكي قدرة .. يدبح ذكى قدرة .. ولو حتي أنه كان يعلم أن الدور القادم عليه .. هو ففط عايش بمبدأ إحيينى النهاردة وموتنى بكرة .. منتهي الذل والجبن والمهانة...

               أثر البيئة الخارجية في الأزمة الأردنية
الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لا يهمهما مصلحة الشعب الأردني ولا غيره من الشعوب الإسلامية لا من قريب ولا من بعيد، بل علي العكس من ذلك فإنهم يعملون باستمرار  كل ما من شأنه الضرر بالعرب والمسلمين .. فأزمة الأردن أعمق مما يحسبه الجميع بكثير.
الموضوع وما فيه وعينك ما تشوف إلا النور، أن دور "الدولة المدنية الحديثة" صنيعة الغرب والتي هي عندهم حقيقة فعلية، وعندنا واقعة رسمية، فرضت علينا بالقهر والنار والحديد والإحتلال في إتفاقية -سايكس بيكو- هذه الدولة تشبه الغرب تماما في طبيعتهم بركائزها الثلاثة التي بنيت عليها وهي ( العلمانية، والقومية، والديموقراطية ). فالعلمانية والتي هي بإختصار فصل الدين عن الدولة.
والقومية التي هي مستمدة من طبيعة الغرب المتصارع المتصادم حيث أن عقليته عقلية فصل من جانب، وعقلية هيمنة من جانب ٱخر. بعكس العقلية العربية والإسلامية فهي عقلية وصل بإمتياز.
أما الديموقراطية فقد ثبت فشلها عندنا لأن الغرب ذاته هو من يفرضها علينا وهو أيضا من يقف حجر عثرة دون تطبيقها ويعمد علي ألا نحقق شروطها المتمثلة في:- الشرط الإقتصادى، والشرط الإجتماعي، والشرط الوطنى .. ناهيك عن عدم مشروعيتها الدينية.
لقد فرض علينا الإستعمار الغربي فكرة "الدولة المدنية الحديثة" حتي يقطع علينا الطريق في إنشاء شكل دولتنا الداعي إلي الوحدة، والعامل علي تدارك أخطاء الخلافة العثمانية والتدخلات الأجنبية، لذا كان لزاما علي الغرب قبل أن يسقط دولة الخلافة أن يكون ضامنا عدم ميلادها بطريقة أقوى في منطقتنا العربية والتي كانت بحق مهيأة في هذا التوقيت لذلك، وكان هذا هو سر بقاء دولة الخلافة العثمانية "رجل أوروبا المريض" لوقت أطول مما كان ينبغي. وهذا علي الأقل قرنين من الزمان.
ولأن لكل دور إذا ماتم ينقلب، حيث أن الشعوب العربية والإسلامية أصبحت في طور التهيئة الإجتماعية فهي في حالة نضوج وإستواء وتتأهب للعمل علي وحدة الصف ولم الشمل، يحاول الثالوث الدنس ( الصليبية الدولية والصهيونية العالمية والماجوسية الفارسية ) بكل ما أوتوا من قوة لهدم الدولة المدنية الحديثة المبنية علي الأقانيم الكفرية الثلاثة السالف ذكرها، التي أوصلت المنطقة لحالة التردى والتدهور والتي لم نشهده من قبل ولسان الحال خير من لسان المقال .. باختصار الغرب يعمد إلي إسقاط جاهزية الجماهير وإكتمال بطولتها في تحقيق ما تصبوا إليه من الإنعتاق من الإستعمار الذى فرض عليها بإدخالة في حالة إحتراب أهلي ولن يتسني له ذلك إلا بإسقاط الشكل الذي يؤمن لهم ولو دور بسيط من التماسك .. الغرب يحاول أن يسبق الشعوب العربية كما فعل في السابق عند فرضة الدولة المدنية الحديثة لنكون عائق وحاجز لعدم الوصول إلي الوحدة الحقيقيقة، وما أن إنتهي دور تلك الدولة فهو يرفع راية "هذه بضاعتنا ردت إلينا" إن فكرة الدولة الحاجزية بين العرب والكيان الصهيوني المغتصب للأرض - إسرائيل - قد إنتهت ولا سيما بعد الربيع العربي الذي قال عنه نتانياهو " إنه ربيعي" الربيع الذي أخل بمنظومة الأمن العربي والذي جلب حالة العداء والإحتراب التي كادت أن تتمكن من نفوس الناس،وذلك بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى أن تسقط بيدها لا بيد عمرو دول سايكس بيكو، والتي هي الٱن مضطرة إلي الإبقاء عليها حتي تعد العدة من جديد،لذا يعمد الغرب إلي تحطيم تلك الدول .. إن صفقة القرن، وإعلان القدس الشريف عاصمة أبدية لإسرائيل أسقط فكرة الدولة ااحاجزية وهي هنا  ( الأردن الهاشمية ). وليس من قبيل الصدفة أن تكون الأردن هي مسرح النهاية لفكرة اولة المدنية الحديثة كما كانت هي البداية التي نشأت منها .. فإن كان حلم الثورة العربية الكبري قد تحطم بخديعة " لورانس العرب" للجد "الشريف حسين" فحلم الشعوب يتحطم الٱن عن طريق الخداع والمكر والإكراه بالحفيد "الملك عبد الله الثاني" فالغرب يحرص علي أن تكون  نهاية هذه الفكرة من نفس ذات المكان الذي إنطلقت منه وتلك هي منطقية الأشياء وطبيعتها.
الأردن وإن كانت هي المنطقة الحاجزية "الوسطى" فهي أيضا المنطقة الوسطى التي يجب أن تنتهي منها فكرة "الدولة المدنية الحديثة" الدولة الوسطي الواقعة بين الخلافة العثمانية الضائعة وحلم عودة الكيان الموحد للأمة الذي أجمع العلماء أن وحدة المسلمين إذا ضاعت فوق ثلاثة أيام أصبح الجهاد في سبيل الله فرض عين لإعادتها. تماما كفكرة البطولة الوسطي التي هي بين البطولتين، بطولة الأمة والتي تسمى إرادة، وبطولة الفرد التي تسمى معجزة، والتي يسعي أعداء الأمة لعدم ظهورها للنور لأنها هي كلمة السر  في حل أزمة المسلمين .. فما يحدث للأردن هو صورة من عدة صور  أعدها الغرب لضرب بطولة الأمة وتحويل مسارها من التعاون علي البر والتقوى إلي حالة الإحتراب والفوضي والحرب الأهلية.

              الملك يعلم ونحن نعلم والنتيجة هزيمة
 كلنا يعرف ويعي فصول المؤامرة فهي نسخة مكررة ما حدث في تونس كان كفيلا أن يوقفه هذه الفتنة في مصر وماحدث في مصر كان كفيلا أن لا تتم بالأساس في ليبيا وما حدث في ليبيا من نكبة ١٧ فبرار لهو خير دليلل علي أن الوعي فقط بأبعاد الأزمة لا يوقفها بدليل وقوعها في اليمن وسورية ناهيك عن وقوعها من قبل في العراق وأفغانستان كل هذا كوم ومشاركة الملك عبد الله في الربيع العبري كوم ٱخر ومع ذلك تحدث الأزمة في مملكته بنفس الطريقة وبنفس الخطوات .. إن الوعي مع أهميته لا بشكل إلا مرحلة من عدة مراحل وهي الإتجاه والسلوك .. بمعني ٱخر العلم مكون من أربعة حلقات ( علم الواقع، وعلم المنهج، وعلمالأدوات والوسائل، وعلم التطبيق ) الوعي والمعرفة هو علم الواقع مع أهميته لكن البحث فيه بنسبة وتناسب كل شئ بقدره حتي لا ينقلب إلي بغي( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ). والٱية الأخري( وما تفرق الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) إذا الأزمة لا تحل بمجرد وعينا بالمؤامرة بل بالإنتقال إلي الجانب الثاني الإجرائي المساوي "لعلم المنهج، وعلم الأدوات والوسائل" ثم الإنتقال للجانب الثالث وهو الإجرائي- العملياتي - وبما أننا نعرف وبما أن الملك كان مشارك من قبل في هذه المهزلة وبما أن أعداؤننا يصرحون لنا ليل نهار بما سيفعلون!!.. لأنهم يحاصروننا بإستراتيجية تعدد الوسائل أو البدائل أى أن الأعداء يستفيدون بالشئ ونقيضة لذلك لا يهمهم إن كنا نعلم أو لا نعلم .. إذا يجب من تقديم مستوي ثالث غير مستوي الشئ ومستوي نقيض الشئ، وهو هنا "مستوي الحكمة" مصداقا لقول الله عز وجل ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر  إلا أولو الألباب ). فأنا لم أقع في شرك الكلام الساكت أو الكلام غير منتج مثلما حدث مع الجميع في تلك الأزمة أوغيرها، فلقد أوقعونا تحت شلال من الكلام والتفاصيل غير المجدية، ولله الحمد لم أقع حتي في شرك تفنيد المقولة التي جئت بها في صدر المقال، وذلك حتي لا تمتطيني الأزمة كما حدث مع الجميع دون إستثناء، بل أمتطيتها مستخدما إياها كفرصة للإجابة عن كيف تصنع الأزمة؟.. وكيف نخرج منها منتصرين؟..
                  احذروا التلاعب بمشاعر الشعوب
 ويعلم الله أنى جبت بلاد وبلاد وأنا في عمر التاسعة عشر محذرا من تلك الحملة الصليبية، التي كان لها شواهد فيما خضته من تجارب في ذلك الوقت، ولكني قوبلت حينها بالإستخفاف والسخرية، وتعرضت للإعتقال تلو الإعتقال والتعذيب تارة والنفي والتشريد تارة أخري وللإقامة الجبرية تارة ثالثة، ولمحاولات التصفية تارات وتارات.

علي أية حال الملك 'عبد الله الثاني بن الحسين" مجبر علي السقوط، وليس لديه رفاهية أو ترف الإختيار كما يدعي بأنه مخير بين أمرين: إما ان يسير مع الركب في صفقة القرن ويرضي بإنهاء القضية الفلسطينية ومن ثم  تحل أزمته، أو الرفض كما يدعي فتكون العاقبة، وسواء بوازع أخلاقي أو من إدراكة بأن هذه الصفقة هي نفسها التي ستطيح بالمملكة .. وإلا أين كانت أخلاقه وهو يستعذب الرضوخ للغرب في مواقف أقل خطورة بكثير عما يواجهه الٱن من زوال ملكه وزوال الأردن مع حكام العرب وبالأخص دول الخليج في ضربه لليبيا وسوريا هل كان يمارس ساعتها النزاهة والشرف؟!!..  وبلاد وعباد تدك ليل نهار طيلة ثمانية شهور في ليبيا بأعتي أنواع الأسلحة التي لم تجرب من قبل ومنها المحرمة دوليا، وطيلة سبعة أعوام في سورية البلد المجاور للأردن.
إن من لديهم رفاهية الإختيار في هذه الأزمة وإلي الٱن،
ولكن لوقت قصير هم محبوه والمدافعون عنه وذلك لو أنهم تجاوزوا تلك المساحة الضيقة المحاصرة وهي - الملك والأردن - لفضاء أرحب وهي "السنة الكونية السادسة البطولة" . نعم من أراد أن يحمي الملك عبد الله ويحمى الدولة المدنية فليحمي غضبة الجماهير  - التهيئة الإجتماعية - التي تأتي كل ستون عاما نعم: إحموها من الدخول في الإحتراب والدخول في ٱتون الحروب الأهلية وهذا هو مفصد الأعداء تماما مثلما أدركها من قبل عرابهم الأول في الثورة العربية الكبرى لورانس العرب وهذا ما أدركه دونالد رامسفيلد في مؤتمر صقلية .. وأنا هنا لا أناقش موقفي هل أن مع الملك عبد الله أم ضده؟.. هل أنا مع الدولة المدنية الحديثة أم ضدها؟!!. أنا معيارى الوحيد في هذه الأزمة هو المصلحة  الوطنية بل ومصلحة الأمة. وذلك بالعمل علي إيقاف المخطط الأمريكى الداعي لنشوب حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس .
 وفي الختام لا يبقي سوى التحذير من أن تكون أزمة الأردن مفتعلة كاستراتيجية تحويل الأنظار من الخوف من الإعلان عن إتمام ثفقة القرن والقضاء علي القدس وفلسطين إلي الخوف من سقوط دولة عربية جديدة فيذهب الناس بمشاعرهم إلي تقديم الخوف علي الأردن .. ثم تحل بعدها أزمة الأردن وعن طريق دول الخليج وبالتحديد السعودية والإمارات التي ستحظى ساعتها بصورة ذهنية إيجابية وتتمتع بغسيل سمعتها بعد ما علق بها من أدران ساعة الأزمة .. أقول لكم محذرا ساعتها سينقلب السحر علي الساحر وإن كانت أراذل الشعوب هي التي أستخدمت في هذه الأزمة عن دراية او غير دراية .. إلا أن الشعوب التي جرحت في مشاعرها ستنتفض كما الأسد وسيكون هذا التلاعب منكم بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير .. وساعتها سوف تلقي بكم أمريكا في أقرب مكب نفايات .. وقد يقول قائل: ما المانع أن تكون السعودية والإمارات قد أدركتا خطأ دورهما وموقفهم في هذه الأزمة؟!!.. أقول: له لو كان هذا كذلك فإن السعودية والإمارات ومصر يعملون ضد الإرادة الأمريكية، فإن كان هذا صحيح فمن باب أولي أن يتراجعوا عن ثفقة القرن وأن تعيد السعودية تيران وصنافير إلي مصر.. فحذاري من اللعب بمشاعر الجماهير .. وحذاري من غضبتهم. فإن للشعوب سيكولوجية لا يعيها إلا من عشقها
 هذه نصيحتي للملك عبد الله ولمن يحبه ويحب الأردن، بل ويحب أمته ودينه...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق