اخبار ذات صلة

الخميس، 23 يناير 2014

الاخطارالتي واجهها الجنوب بدأت منذ ظهورفكرة اليمن الواحد.

  • صوت العرب .خاص. نقلاً عن الجنوبيه نت .ارسلان السليماني وجه المنتدى الاكاديمي الجنوبي رساله هامه لشعب الجنوب ونخبه وتكويناته الاجتماعيه والسياسيه حول المرحله المصيريه الراهنه لقضيته , فيما يلي تنشرالجنوبيه نصها:ــ بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة الأكاديميين الجنوبيين إلى شعب الجنوب ونخبه الاجتماعية والسياسية …. إن الشعوب تصنع تاريخها عبر استجابتها وتعاطيها مع سلسلة التحديات المتعاقبة التي تواجهها أياً كانت مستويات الأخطار التي تحملها. وشعب الجنوب مثله مثل كل شعوب العالم واجه عبر مراحل تاريخه الطويل الكثير من التحديات والأخطار المصيرية، لعل أخطرها على الإطلاق التحديات الوجودية التي يواجهها في تاريخه المعاصر لاسيما في هذه المرحلة المصيرية اذ وجد نفسه وهو يخوض معركة الكينونة، يكون فيها أو لا يكون. فقد تنقل خلال مرحلة قصيرة من الزمن في مواجهته للأخطار والتهديدات من تحدي الاستعمار البريطاني والاستجابة الناجحة التي أبداها شعب الجنوب وأفضت إلى الاستقلال وإعلان دولته الوطنية الحرة كاملة السيادة. فدخل في تحد جديد يتمثل في قدرته على إدارة الدولة والحفاظ عليها وظهور فكرة اليمن الواحد بما تخفيه في ثناياها من اطماع تجاه الجنوب. وهي الفكرة التي بدأت بتغيير تسمية الجنوب العربي إلى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومن ثم إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لتمتد إلى الحديث عن وحدة اليمن شعبا وهوية. لقد شكلت الفكرة غطاء لرد فعل معاكس عصف بالانجاز الذي حققه شعب الجنوب في معركته ضد الاستعمار الأجنبي (منجز السيادة والاستقلال والدولة والهوية)، فأفضى ذلك الفشل في إدارة الدولة إلى سقوطها وإعادة الجنوب إلى المربع السابق، مربع الاحتلال والفوضى وحالة اللا دولة فوضع شعب الجنوب أمام التحدي الأخطر في تاريخه. لقد تسبب المنطلق الأيديولوجي والانخراط في سياسات الاستقطاب الدولي في إدارة الدولة التي سار عليها النظام السياسي لدولة الجنوب حين غلّب المصالح العليا للقطب الأيديولوجي الدولي الذي ينتمي إليه على المصالح الوطنية العليا لشعبه؛ فاتخذ من شعار الوحدة جسر عبور لتوسيع دائرة النفوذ الاشتراكي في المنطقة، في حين اتخذ نظام صنعاء من شعار الوحدة مدخلا لضم الجنوب إلى سيادته، ومن ثم إلى دائرة نفوذ القطب الذي ينتمي إليه وحسمت المعركة في النهاية بحسب النتيجة التي آلت إليها الحرب الباردة بين القطبين، فانهزمت دولة الجنوب بسقوط القطب الذي تنتمي إليه وانتصر نظام صنعاء بانتصار القطب الذي ينتمي إليه. لقد شكلت النتائج التي أفرزتها الحرب الباردة ومن ثم الوحدة والحرب والاحتلال بما خلفته من عناصر على الأرض المضمون العام لقضية شعب الجنوب وحددت أهدافها بالآتي: 1- استعادة شعب الجنوب شرعية وجوده ووحدته. 2- استعادة سيادته على أرضه. 3- استعادة حريته وحقه في التحرر والاستقلال واستعادة دولته وهويته واستعادة وضعه القانوني في مؤسسات الشرعية الدولية والعربية والإقليمية. تلك هي العناصر التي تشكل مضمون القضية وأهدافها، وواضح من طبيعتها التي ترقى بالقضية إلى قضية وجود وبقاء لشعب بأكمله، فنتائج مشروع الوحدة والحرب والاحتلال وما ترتب عليها أصابت شعب الجنوب بالصدمة والذهول، فبعد ان كان شعب مستقلا معترفا به يشكل حلقه راسخة في البناء الشعوبي للإنسانية وسيدا على إقليمه الجغرافي الذي يشكل منطقة سيادية وكلٌ غير قابل للتجزئة بدولة وطنية حرة مستقلة تتمتع بكامل العضوية في الأمم المتحدة وفي كامل مؤسسات الشرعية الدولية والإقليمية إلى إعلان مشروع وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية ألغى شعب الجنوب ودولته وهويته وشكل غطاء للحرب ضد الجنوب واستباحة سيادته، وانتهاك حقوقه المقدسة التي شرعها الله عز وجل وجعلها أسبابا للوجود والبقاء البشري على هذه البقعة من العالم مثلما هي كذلك لبقية شعوب الأرض في بقاع العالم الأخرى. كل ذلك خلق صحوة وطنية شاملة عمت الجنوب كله من أقصاه إلى أقصاه و كان لهذه الصحوة تأثير عظيم في إعادة تشكيل شعب الجنوب وعيه لذاته الوطنية، ووعيه لحقوقه وعلاقاته الحقوقية، فأعلن بوضوح تام أنه شعب سيد على أرضه، حر في ممارسة قراره السيادي المستقل لم يكن قط شطراً من شعب آخر بل هو جزء حر وفاعل في البناء الإنساني العالمي له ما لكل شعوب العالم وعليه ما عليها. كما أعلن بأننا نحن أبناء هذا الشعب ننتمي إليه ونعمل من أجل استعادة شرعية وجوده، متساوون في الحقوق، نقبل ببعضنا ويحترم كل منا حقوق الآخر، وأننا جميعا أصحاب حق واحد عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع الشعوب الأخرى ومنها شعب الجمهورية العربية اليمنية الشقيق. في ضوء هذه الصحوة وما نتج عنها من إعادة تشكيل لوعي الذات الوطنية ظهرت على نحو جلي سلبيات الماضي وأخطاؤه وما شهده من إقصاء واستبعاد فكك الوحدة الداخلية وجعل الجنوب لقمة سائغة أمام أطماع الغير وساحة مفتوحة للاستباحة. فتحددت بذلك قضية شعب الجنوب وتحددت أهدافها ورُسمت خارطة طريق للوصول إلى تحقيق أهدافها. ولعل الجميع يدرك اليوم التأثير العظيم الذي أحدثته صحوة الوعي الوطني لشعب الجنوب التي شكل التسامح والتصالح أولى نتائجها، بما تضمنه من وضع نهاية لصراعات وانقسامات الماضي واستعادة الوحدة الداخلية بين كل أبناء شعب الجنوب، أفرادا وجماعات، مناطق وقبائل، شرائح وتيارات سياسية وتغليب انتمائها الوطني لشعب الجنوب على انتماءاتها الصغرى والإقرار بتبعية الانتماء الأصغر للانتماء الأكبر (الانتماء لشعب الجنوب ولإقليمه السيادي)، ومن ثم إعادة صياغة التعامل مع الحاضر والتأسيس لمستقبل الجنوب الجديد الذي نسعى إليه. ومثلما تتوالد الأفكار تتوالد الأفعال من بعضها وتشترط بعضها وتترتب في متتالية محكومة بأسبقية منطقية وزمانية، فبدون صحوة الوعي وإعادة تشكيل وعي الشعب لذاته الوطنية كان من الصعب الإقدام على تبني التسامح والتصالح الذي بدونه تتعذر استعادة الوحدة الوطنية لشعب الجنوب، وبدونها جميعاً كان من المحال الانتقال إلى فعل ثوري سلمي حقيقي يعيد الاعتبار لشعب الجنوب والاندفاع قدماً نحو تحقيق أهدافه الوطنية. فشهدنا بفعل ذلك انطلاق حركة المتقاعدين العسكريين الجنوبيين التي نالت تعاطف شعب الجنوب ودعمه وتأييده، ساعد على تطورها إلى حراك شعبي ظل في اتساع وتطور مستمر وانضمامات متلاحقة لأبناء الشعب وقواه الاجتماعية والمدنية والسياسية حتى وصل إلى المليونيات، وهي مرحلة أعطت إشارة اكتمال شروط الثورة الشعبية السلمية وأصبح ما يجري في الامتداد الجنوبي ثورة شعب بكل ما تعنيه. وباكتمال شروط الثورة الشعبية الشاملة اكتملت شروط إعادة البناء الوطني الجنوبي وتشكيل مرجعياته في مختلف مستويات الهرم الوطني. وهي مرحلة نوعية في تطور النضال السلمي لشعب الجنوب عبرت عنها بحق الهبة الشعبية السلمية التحررية. إن الهبة الشعبية بوصفها تعبيرا عن حالة نوعية متطورة انتقل فيها الحراك الشعبي الجنوبي إلى مسمى الثورة الشعبية السلمية لشعب الجنوب بعد ان اكتملت كل شروط الانتقال، وهي بالنتيجة تعبير عن إرادة شعب اكتمل تشكلها ونضجت كل شروط تحقيقها. هذه الحقيقة التي آثرنا تضمينها رسالتنا هذه الموجهة الى شعب الجنوب ونخبه الاجتماعية والثقافية والسياسية، سبق وان عبر عنها شعب الجنوب في مليونياته التي نظمها خلال العام المنصرم 2013م وفي بيانات وأدبيات الحراك الشعبي والهبة الشعبية التي جاءت تتويجاً لها. وبهذه المليونيات وهذا التتويج نضجت شروط وعوامل صياغة الوثيقة المرجعية (وثيقة المشروع الوطني لشعب الجنوب) المعبرة عن إرادة شعبنا وأهدافه الوطنية الكبرى. لقد أراد الجنوب بإعلانه الهبة الشعبية ان يوجه رسالة استباقية للعالم ومؤسساته الشرعية على المستويين الإقليمي والدولي، وإلى تلك القوى السياسية التي لا تعبر عن الجنوب وإرادة شعبه والتي تتحاور في صنعاء مع نفسها لإنتاج حلول تتجه لفرضها على الجنوب أنه لن يسمح بتغييبه من جديد، فهي ذات القوى التي غيبته في إدارة دولته الوطنية في الجنوب، وغيبته حين قادته لإعلان مشروع الوحدة في مايو 1990م، وبفعل هذا التغييب دفع شعب الجنوب ومازال يدفع إلى اليوم ثمن حرب 1994م ، وتحاول القوى نفسها التي حكمت سلطة ما بعد حرب 1994م تكريس منهج التغييب في مؤتمر حوارها في صنعاء وإعادة إنتاج ما يطلقوا عليه شرعية جديدة يجري الإعداد لفرضها على الجنوب كما أراد شعب الجنوب بالهبة القول إنه هو صانع ثورته وسيكون هو صانع الحل لقضيته، وهو وحده من يقرر مصيره ويختار شكل دولته القادمة وعلاقاتها المستقبلية مع شعب ودولة الجمهورية العربية اليمنية وبقية شعوب ودول المنطقة والعالم. في ضوء هذا الفهم وبفعل نضج الظروف الموضوعية على أرض الواقع، وبهذه الروح حدد الجنوبيون المهمات المباشرة لثورتهم السلمية التي تم تصعيدها إلى الهبة الشعبية في هذه المرحلة بالآتي: أولا: صياغة الوثيقة المرجعية المعبرة عن الإرادة العامة لشعب الجنوب (وثيقة المشروع الوطني الجنوبي). ثانيا: استعجال استكمال إعادة بناء التنظيم الوطني الجنوبي الذي تعرض للتدمير والصهر بالبناء الوطني لدولة الجمهورية العربية اليمنية وجعله بناء وطنياً مستقلا يخص شعب الجنوب ويعبر عن إرادته في الحلقات الثلاث القبلية والمدنية والسياسية وإعادة تشكيل مرجعياته القيادية في كل مستويات الهرم الوطني الجنوبي. ثالثا: ان مجالس التنسيق التي ستشكل بين التحالفات والائتلافات الثلاثة (القبلي والمدني و الوطني للقوى السياسية الجنوبية) هي المعنية بالتوافق لتشكيل مجلس وطني جنوبي انتقالي يعبر عن الإرادة الشعبية لشعب الجنوب. وهذا ما نتوخاه من المؤتمر الجنوبي الجامع الذي نجدد مباركتنا وتأييدنا للجنته التحضيرية. رابعا: يتولى المجلس الوطني التنسيق والتنظيم والإشراف على كل النشطة والأفعال المرتبطة باستعادة سيادة شعب الجنوب على أرضه وتحقيق السيطرة الإدارية والأمنية على كامل الإقليم الجغرافي لدولة الجنوب. خامساً: وبالتوازي مع الفعل الثوري التصعيدي الرامي لإعادة فرض شعب الجنوب سيادته على أرضه يقوم المجلس الوطني بتنظيم حوار داخلي يرتبط بحق الشعب في اختيار شكل دولته، ونظامها السياسي، واسمها، وعلمها وصياغة دستورها والعمل بموازاة ذلك للوصول إلى إقناع مؤسسات الشرعية الإقليمية والدولية لأجراء تفاوض ندي خارجي وتحت إشراف عربي ودولي بين الطرفين بشأن تقرير مستقبل العلاقات السياسية بين الدولتين وشعبيهما.
    المنتدى الأكاديمي الجنوبي مدينة عدن 11 يناير 2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق