اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

*شتاء كالجري وشتاء عدن *بقلم على المسفرى

شتاء كالجري وشتاء عدن

كم رائعة عدن في شتائها المشبع بماء بحرها المصحوب بعنبرها المعتاد.
    رائعة فيها نسجت ذكريات ماض أنحدر نحو سفح شيخوخة مبكرة.
    محاولا الأعتصام بقوة الأرادة المكتسبة من جينات تراب وطن.
     أصبح جليد ليلة شتاء وأختفى.
    تسللت فوق قسوة المعاناة لتبني.
    ولو أكمة نتمترس خلفها لنحتمي والحفاظ على ماتبقى قبل الأنقراض.
    لكن الخطر هبط من أعلى تجاوز أكمة وأسوار وحيطان وبحور ليحط ولو هذة المرة بسلام في كالجري الكندية.
    من جنوب الى أقصى شمال غرب الكرة الأرضية.
    كنت محقا عندما تحديت سراب لعبة النخب. طالبا في الغربة الأولى مؤقت مرورا بفلم وطن خرجت من مسلسلاته بأقل الخسائر الى الغربة الدائمة.
    وبين المانيا وكندا نثرت شعرا لنفترشة ولو لحين بعد أجراء تجارب التأقلم عليه لتخرج بسلام.
    سهلت ولو لحين مناعة عدم الرفض وأن كانت قبول حتمي سبرت أعماقة لتشكل قواعد فقهية جديدة لعيش آمن.
    عدت بطريقة العد العكسي تربط حقايبك من جديد.
     رفيقة أسفارك الدائمة نحووطن تبحث عنه وسط جليد.
    حقائب لم تفتحها بل كانت تفتح نفسها من ضيق حملها من مستلزمات الرحيل.
    عدت الينا وعدنا اليك.
    لكن  الوطن لازال في رحيل يعيش فينا ولانعيش فيه.
    نبحث عنه وسط ركام الذكريات.
    المزكومة بفيروسات الماضي وماقبل الدولة.
    قانون غاب سيد وسائد فيه.
 
مقيد بشعوذة مشائخ الموت وسلاسل سجن الشيخ وسلاح العسكر.
لايفقه فيها عنتر لحبه ليلى.
غير النفور من هول مداميك واقع مزري. جاثم على صدر من يرفض الفتوى ويرفع رايات التحرير.
الخوف أصبح تؤام كل الأيام.
والموت نزيل كل بيت.
موتوسيكل جاهز وسيارات ملغومة تجوب عرض الحارات.
فهل لنا في الحياة متسع؟
تسألني أم قابيل وهابيل.
وغراب يعج يراقب كل الخطوات.
ووكالات الأنباء تنقل كل الأهآت.
شبعت منا الأرض أجسادا.
والشمس لاتستطع في كل الحالات.
دم وعرق صار زاد مسابحنا بديل للبحر.
وأشجار نأوى لها تعويض عن دار ننحته حتى اللحظة في وجه الصخر.
جلمودا لازال يهوي دون مأوى يظهر في أفق النقمة.
شتاء كالجري أقل رحمة من  شتاء يذبحنا.
وقتل يلاحقنا كل اللحظات.
والمفتي جاهز للتحليل.
في كالجري على الأقل تلبس معطف لتقي جسدك من قسوة البرد.
لكنا نحن وأن حتى درع على الصدر حطينا.
لاننج من الموت.
في كالجري أمن وسيارات الشرطة ومباحث تجول شوارع المدينة.
أما نحن كأنا البارحة خلقنا في عمق الغابة.
عدن تلك التي كنا نعرفها مثال للتاريخ الأنساني.
صارت مثل أدغال غابات أفريقيا تسكنها قبائل الكانيبال.
تمتص الدم وحلاوتها بعد الأكل حبل عظام الموتى.
في كالجري تجد نور وماء صافي.
ولدينا صارت الكهرباء موضة في أيام الأفراح الموبؤة.
متى صارت حلم لغة لم نجرؤ على نطقها.
لتدمير كل قواميس الدنيا المعروفة.
لم تبقى غير أشارات. كأنك في مركز تأهيل الصم والبكم.
فلا الأقليم يفهمها ولا العالم يجيزها.
غير الوصاية حتى النهاية.
من الأفضل أذن شتاء عدن أو شتاء كالجري؟.
أحكم بينا!!!.
*لندن في 14 ديسمبر 2013
كالجري: مدينة كندية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق