اخبار ذات صلة

الجمعة، 2 أغسطس 2013

هانى الباز يكتب : شهادة وفاة كتبها المصريون لشعارات الحمقى





شهادة وفاة
سأتكلم هنا عن شهادة وفاة كتبها المصريون لأشياء وشعارات تغنى بها بعض الحمقى على مدار ما يقرب من تسعة وعشرون شهراً ثم نكسوا رؤوسهم ذلاً وخزياً .
• شهادة وفاة ثورة 25 يناير 2011 المجيدة ( ثورة الغنم ) :
فقد كتبها المصريون عندما ثاروا عليها وعلى كل ما أتت به يوم 30 يونيو 2013 ولا أعتقد أن غنم ثورة الغنم قد فهموا أو استوعبوا إلى الآن أسباب وفاة ثورتهم المجيدة على الرغم من أن التاريخ مليء بالثورات الناجحة لو تعبوا انفسهم ودرسوها لعلموا كيف يصنعون ثورة ناجحة ولا نحتاج لنتعلم من غيرنا فقد علمنا العالم من قبل كيف تكون الثورات وكررنا الدرس ليتعلم الأغبياء ... فسأحاول بإيجاز توضيح الأسباب قدر استطاعتي وقدر استيعابي لها :
1- الموعد : فقد اختير بسفاهة يوم عيد الشرطة ليكون موعدها وفي هذا الاختيار سبب كافي لضرب نبل القضية ضربة قاضية ... ففي هذا الاختيار عداوة صريحة للشرطة ولا يعادي الشرطة إلا المجرمون والخارجين عن القانون وما أسهل إثبات ذلك ... وليس هذا فحسب فهذا اليوم ليس عيداً للشرطة فحسب وإنما هو عيد قومي لحدث وطني يمثل جزءً هاماً من تاريخ الوطن ولا يسعى لطمس جزء من تاريخ وطن إلا من تضرر من هذا الحدث وهم الأعداء وما أسهل إثبات ذلك ... فبهذا الأمر وحده نثبت للجميع إما أنكم مجرمون أو أعداء للوطن أو كلاهما ... فمن يصدق يعتبركم أعداء ومن يكذب لن يعتبركم نبلاء .
2- الشعارات : عيش – طعمية – حلاوة طحينية ... عفواً : عيش حرية عدالة أو كرامة اجتماعية ... عبارات رنانة لكنها مطاطة ولا تحمل معاني محددة وإنما يمكن لكل فرد ان تحمل له معنى يخصه وقد يظن البعض ان هذه ميزتها ... بالفعل هذه ميزتها إذا كانت شعارات مؤسسة خيرية ... اما الثورات فالأمر مختلف فهذه الشعارات تجعل الناس يطمحون فيما ليس معهم ويعيشون رغم غيابه ... فماذا ان شعروا انهم لن يحصلوا على مدلولات هذه الشعارات وأيضاً سيفقدون بسعيهم له ما معهم بالفعل ... فستكون النتيجة كره هذه الشعارات وقائليها وكل ما ترمز له بل واعتبارها مكيدة لسلب ما معهم بالفعل بتطميعهم فيما ليس معهم ... وهذا ما حدث بالفعل فأصبح شعار العيش يعني ألا نجد منه لقمة حتى من كان يأكل من صناديق القمامة اصبح على وشك الموت جوعاً لأن من كان يلقي فائض طعامه في القمامة أصبح بالكاد يجد ما يكفيه وربما ما لا يكفيه ... وأصبح مفهوم الحرية هي السلب والنهب والبلطجة والقتل وفعل كل ما يحلو لك وان تضرر منك الجميع ... والعدالة الاجتماعية بجعل الغني فقير كي لا يحقد عليه الفقير فلا يسعى أحد بعد ذلك ليكون غنياً وبالتالي يختفي الدعم الذي كانت توفره الدولة للفقير من ضرائب الغني لعدم وجود أغنياء فيموت الفقير ويتبعه الفقير الذي كان غنياً وينتهي البشر لأننا وزعنا الأرزاق بعدالة اجتماعية تفوق عدالة الرزاق فلن يكون هناك أرزاق ... فعلم الجميع أن هذه الشعارات لا يرددها إلا الخبثاء ولا يصدقها إلا الحمقى . فالثورات الحقيقية ترفع شعارات حقيقية محددة المعنى لا تحتمل التأويل تمس كل فرد في المجتمع وليس فئة معينة مثل شعار الأمن أو القضاء على الإرهاب أو القضاء على الاحتلال وأعوانه أو القضاء على الإقطاع ... وغيرها من شعارات الثورات الحقيقية .
3- القيادة : خفية – مجهولة - ثورة لقيطة لا أب لها - ولأنه لا يمكن وجود وليد بدون أب فهذا لا يفسر إلا بأن قيادتها قيادة غير وطنية لذلك لا يمكن ظهورها كي لا يفسد الأمر ... ويستعاض عنها بجعل الغنم يرددون انها ثورة عظيمة بدون قائد صنعها وأنجبها ونظمها الشباب أي انها ثورة بنت ستين ..... شاب ومش مشكلة يبقوا يقطعوا بعض في الأخر ما دام الغنم اللي ها يصدقوهم كتير .
4- طريقة التنفيذ : وهذا هو الجانب الأهم الذي سيحدد عدد المؤيدين واستمرار تأييدهم من عدمه ... وبالطبع الأداء المثالي لثورة الغنم هو من كتب شهادة وفاتها ... فبدئت ثورة الغنم المجيدة بعداوة الشرطة والإساءة لها بكل أشكال الإساءة فخسروا بذلك تأييد كل من ينتمي للشرطة وأقاربهم وأتباعهم ومحبيهم ومؤيديهم وكل من لهم علاقة بالشرطة من قريب او بعيد ... ثم الإساءة لكل رموز الوطن وعلى رأسهم الرئيس مبارك فخسروا كل مؤيديه ومحبيه ... ثم الجيش فخسروا كل من له علاقة بالجيش ثم القضاء فخسروا كل من لهم علاقة بالقضاء ثم الأزهر والكنيسة فخسروا كل من لهم علاقة بالدين ( كل المصريين تقريباً ) .... الخ ... حتى لم يتبقى لهم احد من ابناء الوطن غير من لا هوية لهم من الخارجين عن القانون ولا ينتمون لشيء ولا حتى للوطن فبمن ستنجح ثورتهم إذاً ... ولحماقتهم كانوا دائماً يوهمون انفسهم بأن كل هذه الفئات هم قلة وأنهم الأغلبية ... لم يفهموا الى الآن ان الخارجين عن القانون لا يكونوا أغلبية إلا فى الشعوب اللقيطة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أما الشعوب العريقة ذات الأصل تظل مدى الحياة بقلة قليلة من الخارجين عن القانون والباقين إما ينتمون لهذه الفئات أو على صلة بها أو يرفضون معاداتها لفهمهم قيمتها حتى ولو كرهوا من ينتمون لها ... وأثبتوا لمن شك في صدقهم ان قولهم لا ينتمي لفعلهم عندما أبهروا العالم بسلميتهم وهم يحرقون ويقتلون وينهبون ويسلبون وهم رافعون لافتة سلمية سلمية بيد وزجاجة المولوتوف في اليد الأخرى فخسروا أي مصداقية حتى امام من شاركوهم في الأحداث ... وأثبتوا للجميع أنها ليست ثورة بلطجية ولا لصوص عندما أحرقوا الأقسام والسجون وهربوا زملائهم المجرمون ... بالفعل كان أداءً مثالياً يضمن الشعبية والتأييد مدى الحياة .
5- المتضرر والمستفيد : فالمتضررين لا حصر لهم حتى من شاركوا في الأحداث انفسهم تضرروا وبشدة فقد قتلوا وعانوا ولم يحصلوا على شيء وهم قلة لا قيمة لها في المجتمع اما الأغلبية فقد تضرروا من الأحداث وتبعاتها وهذا الأمر لا يحتاج إلى شرح فقد رآه العميان أما المستفيد فهم جماعة من الأفراد يكونون عصابة عالمية لا انتماء لها وتعاملوا مع الأمر كغنيمة توزع على أفراد العصابة وصدقوا انفسهم ونسوا انهم قلة ... فأنتهى الأمر بذلك وفهمه أغبى الأغبياء أما الغنم لم ولن يفهموا ... فالثورات الحقيقية لا يتضرر منها أحد إلا من قامت ضدهم وبصورة تحفظ حقوقهم وكرامتهم كي لا يجدون تأييداً من أحد وبذلك حتى بعض من قامت ضدهم لن يكون متضرراً وسيرضى بالأمر عندما يجد حقه محفوظ كما فعل عبد الناصر مع الإقطاعيين والملك فاروق فقبل الملك بالأمر حفاظاً على تاريخه كي لا يتقاتل شعبه من أجله وخصوصاً انه عومل كملك طوال الوقت فلم يكن هناك ما يسوءه مادام كل ما يهمه مصلحة الوطن ومن سيتولى كان أهلاً لذلك وكرامته كملك لم تمس وقبل بعض الإقطاعيين أن يسلب منه جزء من ماله وأن يترك له جزء على ان يدير كل المال لصالح الدولة ومن رفض ترك البلاد بسلام ... أما المستفيد فيكون دائماً هو الشعب كله ولكن ذلك في الثورات الحقيقية .

• ولكل هذا وأكثر كتبت شهادة وفاة ثورة الغنم بثورة حقيقية لم تمس بموعدها أحد ... بشعار محدد لا يختلف عليه اثنين من البشر وليس البقر ولا يحتمل معنيين هو توحيد صفوف ابناء الوطن ... جيش وشرطة وشعب وقضاء مسلمين ومسيحيين أيد واحدة ... ومطالبه بإبعاد من فرقنا لفرق والقضاء على الإرهاب وإعادة الأمن ... هاتفين انزل يا سيسي لنخبر الجميع أن ثورتنا ليست لقيطة بلا أب ولا يمكن لأي تافه أن يدعي قيادتنا ... ومع ذلك ادعى تافهي حملة تمرد قيادتنا والتحدث نيابة عنا فنزلنا لهم من جديد وبأكثر من 30 يونيو (33 مليون ) نزلنا فى 26 يوليو (40 مليون ) لنخبرهم من قائدنا ومن له حق التحدث باسمنا على عكس الثورة اللقيطة كل من هب ودب يتكلم باسمها أما نحن فلنا قائد يتكلم عنا ويمثلنا وليخرس الجميع ... ونفذت بكل هذه الأعداد بدون خطأ واحد لأن من نزلوا في المرتين هم الخاضعون للقانون وليس الخارجين عنه ... لم يتضرر منها غير من قامت عليهم مع حفظ حقوقهم كاملة وتوفير الحماية الكاملة لهم إلا من أراد الخروج عن القانون فيتحمل عقابه ... واستفاد منها جميع أفراد الشعب حتى مؤيدي المعزول وستزيد الفائدة يوماً بعد يوم بإذن الله .


هاني الباز
28/7/2013م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق