اخبار ذات صلة

السبت، 3 أغسطس 2013

هانى الباز يكتب :30 يونيو ... ثورة التصحيح


لقب البعض ثورة 30 يونيو 2013 بثورة التصحيح ... قاصدين انها صححت مسار ثورة 25 يناير 2011 والملقبة بثورة الغنم ... ولكني وان اتفقت مع التسمية فلا أوافق مطلقاً على مقصدها .
فمسار ثورة الغنم هو عكس مسار ثورة التصحيح تماماً فكيف يكون تصحيحاً لها وقد اعترض طريقها ووجهها للخلف ... فقد كان مسار ثورة الغنم هو مقاومة الشرطة والجيش للغنم لتأتي الولايات المتحدة لحماية المدنيين واحتلا
ل مصر وبعدما فشلوا في ذلك كان البديل تولية خائن وتوجيه الرأي العام لانتخابه لتحقيق نفس الهدف بطريقة أخرى ... وجاءت ثورة التصحيح لتعكس الوضع فبدلاً من ان يواجه المدنيين متمثلين في غنم ثورة الغنم الشرطة والجيش جاء مدنيين من نوع آخر ليسو غنم لا يواجهون شرطتهم ولا جيشهم بل يعملون معهم يداً بيد ليطهروا بلدهم من الخونة ويحمونها من مخططات الاحتلال بأشكالها المختلفة وليصححوا لثورة الغنم ليس مسارها فقد نسفوه ... ولكن يصححوا مفاهيمهم وشعاراتهم التي طالما تغنوا بها بإملاءات الأعداء دون تفكير ... فهي إذا
ثورة تصحيح مفاهيم ثورة الغنم
1- الدكتاتورية :
فقد علموا جيدا في الفترة السابقة كيف تكون الدكتاتورية وانك مهما عارضت فلن يسمعك او يشعر بك احد وليس لأنه يرى مالا تراه ويفعل ما يجده في مصلحة البلاد كما كان يحدث أحياناً في حكم الرئيس مبارك ولكن لأن اهتماماته ليست كاهتماماتك ولست أنت شخصياً جزء ولو بسيط من اهتماماته .
2- الفساد :
فقد علموا أيضاً معنى فساد الحاكم مهما ادعى الصلاح ففساد الحاكم قادر على إفناء الوطن في ليالي معدودة على عكس فساد المحكومين فما بالك لو اجتمع الاثنين فالحاكم الصالح قادر على إدارة الفساد ومقاومته بعقل وحكمة دون أن يدخل في صراعات قد تدمر الوطن أكثر من الفساد ففساد المحكومين خلق مع البشر وسيظل فيهم ليوم القيامة ولن يمنعه أحد ولكن يمكن تقويمه إن صلح الحاكم وفترة حكم ثورة الغنم أثبتت أن الرئيس مبارك كان حاكم صالح يحكم أمة فاسدة ولذلك كان قادراً على تنمية وطنه رغم الفساد فعندما أتى حاكم فاسد توقفت التنمية ولو فى ابسط صورها وما حدث من دمار وانهيار في عام معه لم تشهده مصر في تاريخها لأنه اول رئيس فاسد يحكم مصر حتى بدى للعامة وكأن الرئيس مبارك كان ينفق على مصر من جيبه الخاص لنستطيع الحياة .
3- ثورة بدون قائد :
ولهذا لقبت بثورة الغنم لأنهم لا يعرفون قائدهم تماماً مثل الأغنام المرعية لا تهتم بمن الراعي وهل يحمل لهم الخير ام الشر وأعتقد ان من لديه ذرة عقل قد عرف من قائدهم الآن بعدما كشفوا تماماً للجميع في هذا اليوم وقد أعلن قائدهم عن نفسه محاولاً حمايتهم وفشل كعادته .
4- ثورة الشعب :
فإذا كانت الأعداد الهزيلة التي نزلت في 25 يناير هي الشعب فهل الأعداد التي نزلت في 30 يونيو والتي وصفها العالم بالطوفان البشري وأنها أكبر تجمع بشري في تاريخ البشرية وتم تسجيلها في موسوعة الأرقام القياسية كأكبر تجمع بشري في التاريخ ... هل هذه الأعداد لشعب آخر أم أن من نزلوا في 25 يناير لا يمثلون الشعب ... فأعتقد أن هذه الأعداد تصحح المصطلح .
5- الثورة السلمية :
هل السلمية بأن ترفع لافتة مكتوب عليها سلمية سلمية وباليد الأخرى زجاجة ملوتوف أو حجر أو سيف أو عصا ... هل السلمية بمهاجمة السجون وتهريب المساجين ... هل السلمية بحرق الأقسام وقتل الشرطة ... هل السلمية بتدمير وسلب ونهب الممتلكات العامة والخاصة ... وبالطبع يكون الرد ان الأعداد الكبيرة تفتح المجال للمندسين وتسبب كل هذا ... لا لا لا ... فقد نزل أضعاف أضعافكم ولم تحدث حادثة واحدة من هذا ولم ترفع لافتة واحدة تحمل كلمة سلمية ومع ذلك طبقت السلمية بشكلها النموذجي لنعلمكم معنى مصطلحكم يا غنم .
6- المليونية :
مصطلحكم الشهير كلما اجتمع بعض الأغنام في حارة مزنوقة على رأيكم سميت مليونية ولكن في يوم 30 يونيو علمناكم معنى هذه الكلمة ولم ننطقها نهائياً بل تغنى بها العالم عندما رأى الفارق بين أقصى عدد نزلتم به وبين من نزلوا في هذا اليوم فلو كنتم مليونية لكنا ملياريه وهذا لا يمكن لأن مصر 90 مليون فقط وكنا في هذا اليوم بتقدير العالم أجمع اكثر من ثلث سكان مصر في الشارع في وقت واحد وهذا بالطبع بخلاف من يأتي ومن ينصرف فهل استوعبتم معنى المليونية .
7- الرئيس المخلوع :
من تخلى عن السلطة ليحمي حياتك ممن يسعون للسلطة وهو قادر على الاستمرار وتركك تواجه مصيرك الذي اخترته لنفسك لم يعزله او يخلعه احد ليسمى مخلوع فقد اختار بكامل ارادته ترك السلطة وإنما المخلوع هو من تمسك بالسلطة لآخر لحظة بل وحض مؤيديه على القتال ليظل بها وتم عزله وهو يردد انا الرئيس انا الرئيس وتم تعيين غيره وهو يردد أنا الرئيس انا الرئيس وسيظل يرددها على امل ان ينقذه احد من الموت فهل فهمتم معنى المخلوع يا غنم .
8- الفلول :
وهي كلمة تطلق على بقايا الجيوش المنهزمة فأتباع المخلوع يقاتلون الآن من أجله وطالما هم مستمرون في القتال لا يسمون فلول ولكن عندما ينتهون وتعلن هزيمتهم التامة يسمى من تبقى منهم بالفلول اما اتباع الرئيس مبارك فلم يقاتلون من أجله نهائياً لأن البشر لا يقاتلون الأغنام وإنما يسوقونهم ثم يذبحونهم وهذا ما نفعله الآن فلا يسمي جيوش لم تقاتل بعد بالفلول إلا ابله أحمق وهذا جيد ويسهل هزيمته امامهم فهل فهم الحمقى معنى الفلول .

ولأن غنم ثورة الغنم كانوا حمقى بما يكفي ليستخدموا كل هذه المصطلحات بعكس معانيها فقد كان هذا مؤشراً جيداً جداً لطمأنة القائمين على الأمر في مصر أن التخلص من هؤلاء الحمقى لن يكون صعباً ولن يحتاج لأكثر من الصبر ومعاملتهم معاملة الأطفال حتى يحين وقت الذبح وأعتقد انه قد حان .

هاني الباز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق