اخبار ذات صلة

الجمعة، 24 مايو 2013

إسعاد يونس تكتب : انشراحيات




.



 رأيت أحداً يأتى فعلاً خيراً طيباً نبيلًا.. فوقفت أمامه مذبهلة فاغرة فاهى.. هو لسه فيه ناس فى الدنيا بتعمل خير وبتتخذ مواقف نبيلة كده؟.. وكأننا لم نكن فى يوم من الأيام أرض الخير والجدعنة والنبل كله.. والحقيقة انكسفت من نفسى.. فطبيعى جدا أن يكون من أبناء هذا البلد طبيب نابه وشخص نبيل مثل الدكتور فهد خاطر، مدير وأحد أصحاب مستشفى السلام الدولى بالمعادى، الذى رأيته بعينى رأسى دول اللى حاينخر فيهم الدود وهو يساهم بعد الله فى إنقاذ حياة شاب لم يره من قبل فى حياته.. بس حاجة قالتلى ما تنجزعيش قوى كده.. الخير لسه موجود فى الناس والبلد.. يخرب بيت اللى لونوها غامق ودهنوها بلاك.


 وعلى ذكر الدكاترة اللى بجد دول.. تعود بى الذاكرة للوراء وأتذكر فترة كده كنا بننبهر قوى بالدال نقطة.. د. فلان ود. علان.. كنا لا نرى قيمة ولا نجاحاً إلا لحمَلة الدال نقطة والباشمهندز.. تكالب شديد على كليتى الطب والهندسة.. كأن اللى مش خريج الكليتين دول بيبقى نص لبة ومش منظر يعنى.. لكن العيال ماكانتش بتجيب مجاميع تدّخل الكليات دى زى حالاتى كده.. كان نفسى أدخل طب وكنت غاوياه ومازلت فعلا.. لكن، كما ذكرت من قبل، حصلت على مجموع يدخل المعتقل مش الطب.. وبناء عليه بحثت عن تخصص يعجبنى زى الإرشاد السياحى وخلاص.. استسلمت لمصير إنى سقطت من قائمة المتمتعين بجنة الدال نقطة.. إلا أن أهالى كتير كانت عقدت بقى واستموتوا.. فظلوا يبحثون عن أى طريقة لكى يحمل أولادهم اللقب.. واكتشفوا ساعتها بعض البلاد الشيوعية اللى كانت بتضرب شهادات بالهبل.. وبالذات الدال نقطة.. الواد يروح يرجع دال نقطة.. واللطافة بقى إنها كانت بتتلطع جنب أى تخصص.. يعنى لم ينته الأمر عند الطب لكنه وصل للدكتوراه.. واترشمت البلد أيامها دال نقطة.. ورقة مكتوبة بالتشيكى أو الرومانى أو التسخالطوبى وعليها ختم كده وخلاص.. وفى أى تخصص بقى واللى مش موجود يخترعوله.. قفزت هذه الذكريات فى ذهنى وأنا أتأمل كمية الدكاترة اللى احتلوا المناصب التخينة اللى فى الدولة اليومين دول.. خصوصا عندما تحدثوا وصرحوا وألقوا بيانات.. بإن الناس دى فى الهالالا.. الظاهر أيام رومانيا طفحت فجأة.. وماسورة الدكتوراهات المضروبة انفجرت فى وشنا.. أصبحت الدال نقطة.. دال بس بتجيب النقطة.


 22 فبراير و22 أكتوبر.. يومان تتعامد فيهما الشمس على وجه تمثال رمسيس الثانى وهو جالس على عرشه فى قدس الأقداس بمعبد أبوسمبل.. حدث كبير عالمى تحتفل به كل الدوائر الدارسة والفاهمة والمبهورة بالحضارة الفرعونية والعلم الذى وصلت إليه ولم يتم التعرف على معظم مفاتيحه بعد.. وجوجل تقوم عاملة فرح والسياح كانوا يحجزوا التذاكر عشان يحضروا هذه الظاهرة الفريدة.. أيام ما كان فيه سياح وكان عندنا نظر.. ويبدو أنه بهذه المناسبة الفريدة قرر بعض الجهابذة عقد ندوة إسلامية فى داخل بهو المعبد.. أكيد عشان يثبتوا أن الإسلام دين التحضر والاعتراف بالعقل والعلم والاجتهاد.. وللفت نظر السياح.. ده إن وُجدوا، أو الكاميرات العالمية والصحافة الدولية، إلى هذا الصرح الحضارى المعجز.. مش كده برضه ولا إيه؟؟.. آه.. خلى الناس تنظر لأجدادنا بمنتهى الفخر كعادتها.. ثم تنقل نظرها للأحفاد فتجد.. تجد…. يا ليلة غامقة يامه.. الوليه انشراح دى يجب أن تُستنسخ.. مش حاينفع تعمل الشغل ده كله لوحدها.


 ألّا هو مين الكائن البغيض المسخ المشوه اللى بيسهر طول الليل يخطط ويأجر عيال أو يجند أتباع ويشفط مخهم من جماجمهم بشاليمونة عشان يحركهم فى بهيم الليل وهما شابكين طراطيف جلاليبهم ف سنانهم وحاطين المراكيب تحت باطهم ومتلتمين ورايحين ينفذوا مهمة سرية خطيرة يحققوا بيها من وجهة نظره نصر للإسلام.. قال ويساهموا فى إقناع تلات أرباع سكان العالم بالدخول فيه.. فيروحوا يقطعوا راس تمثال طه حسين أو ينقبوا تمثال أم كلثوم أو يكيسوا تمثال محمد كريم أو يقطموا تمثال تحتمس التالت اللى تُقل الداهية؟؟.. ده إيه أم التفاهة دى؟؟.. وإيه أم التسيب الأمنى وسلبية المسؤولين والناس عموما أمام جريمة ترتكب فى ميدان عام على مرأى ومسمع من ناس ماشية فيه.. حاتقوللى فى بهيم الليل والناس نايمة.. لا والنبى؟؟.. ده بأمارة إن الناس مش سارحة فى الشوارع ليل ونهار وعمر شارع ما بيخلى؟؟.. يا انشراااااااااااااااااح.


 على المسرح السياسى هذه الأيام.. نجلس نحن الجمهور لنشاهد ونحكم.. ويجرى أمامنا على خشبة المسرح استعراض للهواة.. حاكم الهواة دول بيبقى فيهم ناس كتير قوى متخيلين انهم يتمتعون بموهبة ما.. ويتقدم النفر منهم للامتحان بكل جرأة وأحيانا وقاحة.. فى الغناء مثلا.. تلاقى السخص من دول داخل منفوش واثق الخُطى قوى.. ويقدم نفسه على إنه برضه دال نقطة فى الطرب والأداء والثقافة الموسيقية.. تقوله طب اتفضل يا سيدى اشجينا وسمعنا.. يقولك بس اتمنى يعنى إنك تفهم عمق التمكن ومفاتيح الطرب.. تقوله يا عم حاضر قول بس.. يقولك والله أنا خايف عليك من الإبداع يعنى.. تقوله أبوس رجل أهلك اتحفنى.. أنا مقطع بطاقتى وجاهز للانبهار بالعبقرية ورابط نفسى فى الكرسى اهو.. يقوم خابطك واحدة يا ليل.. تخليك تقدم طلب هجرة لغابات السافانا بلا عودة.. فتحاول تبلع الصدمة وتوسع فتحة بقك حتة صغيرة من باب الأدب والرحمة يعنى.. والتانى بينعر نعير جاموسة عندها شرخ فى الناصور.. فبحياء شديد تقوله طيب برافو برافو شكرا.. وهو مكمل بصوت من اللى بيدخل فى بصيلات الشعر يقلعها بدون مجهود.. طب هايل هايل شكرا جدا.. أبتا.. مكمل برضه.. خلاص يا بابا.. يا حاج.. يشاورلك بإيده استنى يعنى.. تقول اسيبه ياخد الدور لآخره لا يموت منك ولا حاجة.. إنه يرحم.. أبتا.. لذلك علينا، كجمهور، أن نتقدم بتركيب بتاع م اللى كان فى برنامج صوت الحياة بتاع هانى شاكر وسميرة سعيد وحلمى بكر.. البتاع ده اللى بيشدوه يقوم الافندى مدلوق فى حفرة تاخده ع اليم عدل وفى حالتنا على أقرب بلاعة فتحتها التانية فى وسط المحيط الهادى.. ألا تشعرون بأننا فى أمس الحاجة لهذه الذراع التى إذا شديناها يختفى هواة السياسة اللى قاعدين يطلعوا فى روح أهالينا ومصرّين يسمعونا من النشاز أبشعه ومن الأداء أغباه وأحقره فيختفوا فى تلك البلاعة.. وفى قول آخر يعودوا إليها من حيث جاءوا؟؟

 انتوا مستعجبين ليه من الإصرار الإخوانى المتبت الغارز فى الأرض على احتلال كل المناصب بدون كفاءة ولا نيلة ورغم اعتراض الشعب وقرفه؟؟.. حقهم.. الناس دى دافعة الأجرة مقدم.. كل واحد فيهم دافع سبعة فى المائة من دخله من يوم ما اتنشوا وكونوا جماعتهم.. ناس دافعة حق المطرح.. لبعض آه واحنا نولع.. بس دافعة.

 بورسعيد فى القلب.

 السادة حبايبنا.. مش نستأذن بقى؟؟.. مش كفاية كده؟؟.. إحنا واقفين ع الباب أهو ومعانا قلادات نيل بالهبل.. بس اتجدعنوا انتوا.. قربنا نحط شبشب مقلوب ورا الباب ونرش مية بملح رشيدى ورجلة لزوم صرف العفاريت.. ياللا الله يهديكوا بدل ما تقلب بغم.. زورى وجعنى ومناخيرى اتخرمت.. التوقيع: انشراح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق