رحيل ثائر وشاعر ومناضل صلب

 



كتب/ نائف ابونواف اليوسفي


قليلون ونادرون هم اولئك الرجال الاوفياء المخلصون لمبادئهم وأهدافهم ألنبيلة ألمؤمنون بقضاياء أوطانهم ونصرة شعوبهم وفقيد ألوطن الراحل المناضل البطل عوض محمد عاطف محسن المنصري رحمة الله تغشاه من أولئك الرجال الصناديد ألأبطال الأوفياء وبطل من أبطال ثورة 14 أكتوبر المجيدة وثائر عنيد من الرعيل الأول الذين انخرطوا في صفوف جبهة التحرير وأحد فرسانها الاشاوس ممن خرجوا ونذروا أنفسهم في سبيل الدفاع عن تراب الوطن وحملوا ارواحهم على أكفهم  .. 

لعب الفقيد المناضل عوض جماح دوراً بارزا منذ انطلاقة الثورة وقضاء ريعان شبابة طوال فترة الكفاح المسلح متنقلاً بين جبال يافع وردفان يقطع المسافات الطويلة مشياً على الاقدام يجوب الجبال والفيافي ويجتاز السهول والاودية وتحمل الجوع والعطش وحرارة ألشمس والبرد القارس ليس من أجل جاه او منصب او شهره ولكن من أجل الحرية والكرامة وأستعادة وطن مسلوب يرزح تحت نير مستعمر أجنبي وعرف عوض جماح بشجاعته ومواقفة الصلبة ودفاعة المستميت عن ألهدف الذي يناضل من أجلة كان مناضلاً  صلباً ورجل بكل ماتعنية الكلمة وفارس لايشق له غبار ونار على علم  وله صولات وجولات وتشهد له خطوط ألتماس ومواقع الشرف والبطولة في جبل بطه ونقيل الربوة وغيرها من المواقع في قمم جبال ردفان الشماء حيث كانت تحتدم ألمعارك وتشتد المواجهات بين الثوار وجنود ألأستعمار البريطاني ليلا ونهارا  ..  كان الفقيد من أنبل وأشجع الرجال ويمتلك صفات ومزايا وخصال حميدة قل مانجدها في غيره  .  شهامة وكرم  ... قناعة وشجاعة وعزة نفس ..  أخلاق وتواضع لانظير لهما  .. صاحب موقف ثابت وراي سديد  .. حليم وحكيم وذو عقل راجح ومتزن ... أبيض القلب نقي السريرة ومرونة في التعامل ومخاطبة الناس  .. رجل لايساوم في المبادى اطلاقا  . 

وينتمي الى أسرة لها تاريخ عريق ومدرسة في النضال والفداء والتضحية وحب الوطن ومشهود لهم بالشجاعة اباً عن جد بشهادة القاصي والداني.. رجال خلدهم التاريخ في انصع صفحاتة وبأحرف من نور  ومن ابرزهم على سبيل المثال وليس الحصر بطل معركة عرشان الذي سطر أروع ملحمة بطولية هو ورفاقة ألأبطال وخاضوا وتصدوا وقاوموا جنود الأستعمار واذنابهم الذين هاجموا المزارعون في يافع ألساحل في سبتمبر 1949م بعد إن رفضوا دفع العشر من محاصيلهم الزراعية وكان على رأس تلك الحملة ضابط أنجليزي يدعى انجرامز وأتذكر بيتان من قصيدة يصف فيها أحد الشعراء شجاعة واقدام المرحوم حسين عاطف والمرحوم صالح حسن الجلادي من أبناء منطقة حمه ومن كانوا معهم عليهم جميعاً رحمة الله ويقول الشاعر  :  

*صالح نمر وحسين شاجع يشكرونه ***ماشي فزع يوم المكينه جات مشحونه* 

*سلامي با الشقر ذي طالت الليلة غصونه ***للمناصر وأهل حمه ذي يعزونه*  . 

بعد هذا سطع نجم آخر ليمضي قدماً ويواصل مسيرة والده انه الشبل من ذاك ألأسد الفقيد المناضل /ثابت حسين عاطف احد ابرز ثوار جبهة التحرير وكذلك المناضل الراحل / محمد ناجي عاطف عليهم الف رحمه وفي كل المراحل والمنعطفات التاريخية وهم السباقون يلبون نداء الواجب الوطني المقدس دون تردد ويقدمون ارواحههم رخيصة في سبيل الوطن وكما اسلفت إن ألاسد يخلف اسوداً سقط حفيدهم شهيدا في معركة الدفاع عن الارض والعرض والدين في 2015م بجانب مطار عدن الدولي وهو يقاوم الغزاة القادمون من كهوف شمأل ألشمال 

(( قوات الحوثي وعفاش)) الشهيد البطل صلاح يسلم ناجي عاطف عليه الف رحمة. 

وليس بغريب على منطقة كلسام مسقط رأس ثاني شهيد للثورة الشهيد البطل ناجي سعيد عبدالله اليوسفي طيب الله ثراه هذه المنطقة الباسلة الذي انجبت مئات المناضلون واحتضنت الثوار وعائلاتهم من أبناء ردفان بعدما قصفت ودمرت الطائرات البريطانية منازلهم ولا زالت اطلال مساكنهم شاهدة وباقية في شعاب ثنهه ونمكه تروي للأجيال قصة وعظمة ذلك التلاحم والاصطفاف الثوري  وطرد جيش الامبراطورية التي لاتغيب عنها ألشمس.. 


لم يكن الفقيد المناضل عوض جماح ثائر فحسب بل كان ثائر وشاعر متمكن فطن يجيد كتابة ألشعر والمجاراه وسرعة الرد وله كثير من المساجلات مع عدد كبير من الشعراء الشعبيين داخل مناطق يافع وخارجها وكلماته تحاكي الواقع وواحة مزدحمة بالصرخات الحية ضد الباطل جمعها الشاعر من تراكمات القهر وتعسف العابثين بحق ادمية الأخرين في رحلة حياته نسجها  ونظمها في سلسلة من القوافي المشروعة دفاعاً عن حقوق المضطهدين ورسم فيها أرقى المواجهات لكافة السلبيات الذي عاشها ابتدأ من عهد الاستعمار وبعد قيام الدولة الجنوبية الوليدة بعد نيل الاستقلال ال 30 من نوفمبر 1967م ومرورا بكل الاحداث والصراعات ينتقد بقوة دون خوف او وجل وهنا وفي هذه القصيدة وعلى صوت البال ينتقد فيها من أسندت لهم تعبئة أستمارات المناضلين وحاولوا التلاعب بها وتسجيل أشخاص لاعلاقة لهم بالثورة والثوار  ويقول  :


سمعت أخبار ذي جابت لقلىي لنشغال 

تهيج اشجاني وحتى ما هداء لي بال

 الأ ياذي تملون أستمارات النضال

با تبحث الدولة لحتى تعرف الأبطال

ماذلحين شوفوا الكذب ماشي له مجال 

لاتكذبوا باينتهي كذبكم والكذاب والدجال 

مضت فترة وعادك بعد دجلك لاتزال 

ماتستحي كم لك وكم ع الشعب يا ظلال

وينك يامناضل يوم جيش الاحتلال 

خيم على بطه وظلت قوته أنزال 

سرقتوا ثورة الثوار حيله واحتيال 

با يختنق من يأكل العيشه بلا بسمال 

وحد جندي مع بريطانيا وقت القتال 

وبعد الاستقلال قال اني بطل لبطال 

وين ابطالها ذي ناضلوا طول الليال 

ذاقو التعب وانته بتتسمع على القنبال 

ماشي تعرفوا ردفان حيث الدم سال 

ولا حضرتوا حيث يمسي كيل يا كيال 

جبل ردفان يشهد والقمم هي والجبال 

واعضاء القيادة يشهدوا وتشهد الاعمال

ماحد قال ذا تاعب وهذا بالظلال 

ماشي بصيره والوظايف كلها طبال 

ألأ ياذي لكم تاريخ في اروع مثال 

شي تبحثوا واتعرفوا الطيب من البطال

شي تفهمون القول ياعز الرجال 

على الحقيقة تبحثوا اما الكلام احمال 

ياثاير شف الثورة مراحلها طوال 

ياذي بقيتوا مصلحة شوفوا الزمان ادوال  . 

اصيب بمرض عضال الم به في نوفمبر 1991م وبرغم الجحود والنكران وعدم الالتفات اليه وتقدير مواقفة المشرفة من قبل سلطات البلاد المتعاقبة صبر واحتسب ورفض ينحني ويطأطأ رأسه ومنعته عزة نفسه إن يذهب يقرع باب اي مسؤول لكي يطلب مساعدة. 

حتى توفاه الأجل في مساء يوم السبت 8 فبراير 2025م بعد حياه حافلة بالمأثر البطولية وكفاح وصمود ووفاء واخلاص. 

حاصل على : 

*ميدالية حرب التحرير*

*وسام الشجاعة*

*وسام الاخلاص*

رحل ابأ معمر رحيل الابطال العظماء ويقال أن العظماء لايموتون وذكراهم ستبقى ماثله امامنا .. رحل وترك ارثاً نضالياً وسيرة عطرة. 

سيبقى حياً في قلوبنا وقلوب كل الشرفاء .. نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

تعليقات