سها البغدادي
تتمتع جزيرة سقطرى بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، وهو ما يجعلها محط أطماع قوى إقليمية ودولية. تقع الجزيرة في المحيط الهندي، عند ملتقى خليج عدن والبحر العربي، مقابل القرن الأفريقي، وعلى مقربة من الممرات البحرية الدولية التي تربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
أسباب أهمية سقطرى الاستراتيجية والطمع فيها:
1. التحكم في طرق التجارة العالمية:
تقع بالقرب من باب المندب، وهو أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر عبره نسبة كبيرة من التجارة العالمية، بما في ذلك شحنات النفط القادمة من الخليج العربي إلى أوروبا وأميركا.
يمكن لمن يسيطر عليها أن يتحكم في الملاحة البحرية بين الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.
2. الموقع العسكري والجيوسياسي:
موقعها يجعلها قاعدة مثالية لإنشاء قواعد عسكرية لمراقبة حركة السفن والغواصات، خصوصًا مع التنافس الدولي في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
تعتبر سقطرى بوابة إلى القرن الأفريقي، حيث تنشط القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا.
3. الموارد الطبيعية والتنوع البيئي:
تتمتع بتنوع بيئي فريد، حيث تصنفها اليونسكو كمحمية طبيعية عالمية.
مواردها الطبيعية من الممكن أن تستغل اقتصاديًا، سواء في السياحة البيئية أو الاستفادة من ثرواتها البحرية.
4. التنافس الإقليمي والدولي عليها:
هناك تنافس بين الإمارات، والسعودية، وإيران، وتركيا، وقطر على النفوذ في الجزيرة، وكل دولة لها أهدافها الاستراتيجية.
القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة والصين، تراقب الوضع عن كثب بسبب أهميتها الجيوسياسية.
من يسيطر حاليًا على سقطرى؟
حاليًا، الجزيرة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وذلك بعد انسحاب القوات الحكومية اليمنية في 2020. ومع ذلك، تبقى الجزيرة جزءًا من الصراع اليمني الأكبر، حيث تسعى أطراف عدة لتعزيز نفوذها هناك.
مستقبل سقطرى؟
ستظل الجزيرة محل صراع بسبب موقعها الاستراتيجي.
مستقبلها يعتمد على التوازنات الإقليمية والدولية، واحتمالية تحولها إلى منطقة نفوذ عسكري دولي أو جزء من ترتيبات سياسية مستقبلية في اليمن.
لماذا تهتم روسيا بسقطرى؟
1. التوسع البحري في المحيط الهندي والبحر الأحمر:
روسيا تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري في الممرات البحرية الاستراتيجية، خاصة مع تزايد التنافس مع الغرب والصين.
وجود قاعدة روسية في سقطرى سيمكن موسكو من مراقبة وتحكم أكبر في حركة التجارة عبر باب المندب وخليج عدن.
2. محاولة موازنة النفوذ الغربي:
الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا لها وجود عسكري قوي في جيبوتي والقرن الأفريقي، وتسعى روسيا إلى تحقيق توازن استراتيجي من خلال إيجاد موطئ قدم في المنطقة.
بعد اتفاقيات التطبيع الخليجي مع إسرائيل، زاد التنسيق العسكري بين بعض دول الخليج وواشنطن، مما يدفع روسيا لمحاولة إيجاد مواضع نفوذ بديلة.
3. التقارب مع بعض الفصائل اليمنية:
رغم أن روسيا ليست لاعبًا رئيسيًا في الحرب اليمنية، فإنها تحاول إقامة علاقات مع مختلف الأطراف، مثل الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي، لتأمين مصالحها المحتملة.
4. الوجود الروسي في السودان وتأثيره على المنطقة:
روسيا تخطط لإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر، وإذا تمكنت من الحصول على موطئ قدم في سقطرى، فسيكون ذلك خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز نفوذها في المنطقة.
هل هناك خطوات فعلية لروسيا في سقطرى؟
حتى الآن، لا يوجد تأكيد رسمي على وجود روسي عسكري أو استثمارات كبيرة في سقطرى، لكن هناك مؤشرات على أن موسكو تراقب الوضع عن كثب، ويمكن أن تتحرك إذا سنحت الفرصة، خاصة في ظل تصاعد المنافسة بين القوى الإقليمية والدولية.
هل روسيا ستنجح في إيجاد موطئ قدم في سقطرى؟
يعتمد ذلك على التوازنات الإقليمية، ومدى استعداد القوى المسيطرة حاليًا
أطماع الإمارات فى سقطرى
اهتمام الإمارات بسقطرى يعود إلى عدة أسباب استراتيجية واقتصادية وعسكرية، حيث تسعى إلى تعزيز نفوذها البحري وتأمين مصالحها في المحيط الهندي والبحر الأحمر.
أسباب اهتمام الإمارات بسقطرى:
1. الموقع الاستراتيجي:
سقطرى تقع عند ملتقى خليج عدن والمحيط الهندي، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لمراقبة طرق التجارة العالمية، خاصة خط الملاحة المؤدي إلى باب المندب والبحر الأحمر.
السيطرة عليها تعزز نفوذ الإمارات في المنطقة، وتدعم استراتيجيتها البحرية.
2. التوسع البحري الإماراتي:
الإمارات لديها موانئ استراتيجية في القرن الأفريقي، مثل ميناء بربرة في الصومال، وعدن والمكلا في اليمن، وتسعى إلى تكوين شبكة نفوذ بحري تمتد إلى سقطرى.
وجودها في الجزيرة يمكن أن يؤمن مسارات التجارة والنقل البحري بعيدًا عن النفوذ الإيراني أو المنافسين الآخرين.
3. المنافسة الجيوسياسية:
تسعى الإمارات إلى منع تركيا وقطر من التوسع في اليمن، حيث تدعم أنقرة والدوحة بعض الفصائل المعارضة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا.
كذلك، الإمارات تسعى إلى تحقيق توازن استراتيجي ضد النفوذ السعودي المتزايد في جنوب اليمن.
4. الأهداف العسكرية والأمنية:
منذ 2018، عززت الإمارات وجودها في سقطرى، وأقامت قواعد عسكرية غير معلنة.
تحاول الاستفادة من الجزيرة كنقطة مراقبة لمتابعة التحركات العسكرية في المحيط الهندي والبحر الأحمر.
بناء علاقات مع السكان المحليين، وتجنيد بعضهم ضمن قوات الحزام الأمني الموالية لها.
5. الاستثمار في السياحة والاقتصاد:
سقطرى تتمتع بتنوع بيئي فريد، وتسعى الإمارات إلى تحويلها إلى وجهة سياحية واستثمارية.
منذ سنوات، قامت شركات إماراتية بتطوير البنية التحتية في الجزيرة، مثل بناء الطرق وتحسين الخدمات، وربط بعض سكانها اقتصاديًا بدبي وأبوظبي.
ما الذي تريده الإمارات على المدى البعيد؟
تعزيز نفوذها البحري والعسكري في المنطقة.
ضمان عدم وقوع سقطرى تحت سيطرة خصومها، مثل إيران أو تركيا.
توسيع شراكاتها الاقتصادية والاستثمارية هناك.
هل هناك ردود فعل دولية؟
حكومة اليمن الشرعية اعتبرت التحركات الإماراتية "احتلالًا غير مباشر".
هناك مخاوف دولية من أن الإمارات تسعى إلى "سلخ سقطرى عن اليمن" عبر تعزيز نفوذها الإداري والاقتصادي في الجزيرة.
فالإمارات تنظر إلى سقطرى كجزء من استراتيجيتها البحرية الكبرى، حيث تريدها أن تكون قاعدة نفوذ دائمة، سواء لأهداف عسكرية، اقتصادية، أو حتى سياسية في المنطقة.
أطماع أمريكا فى سقطرى
الولايات المتحدة تهتم بسقطرى، ولكن بشكل غير مباشر مقارنة بالإمارات أو بعض الدول الإقليمية الأخرى. الاهتمام الأمريكي يأتي من زاوية الأمن البحري، مكافحة الإرهاب، والتنافس الجيوسياسي في المنطقة.
لماذا تهتم أمريكا بسقطرى؟
1. الموقع الاستراتيجي والممرات البحرية:
سقطرى قريبة من باب المندب، وهو ممر حيوي يمر من خلاله حوالي 10% من التجارة العالمية، بما في ذلك صادرات النفط من الخليج العربي.
أي تهديد للملاحة هناك قد يؤثر على المصالح الأمريكية وحلفائها.
2. التنافس مع الصين وروسيا:
أمريكا تراقب تحركات الصين وروسيا في المنطقة، خاصة مع توسع الصين في القرن الأفريقي من خلال قاعدة عسكرية في جيبوتي واستثماراتها في الموانئ.
واشنطن لا تريد أن تجد نفسها متأخرة في سباق النفوذ بالمنطقة.
3. مكافحة الإرهاب والقرصنة:
أمريكا تنفذ عمليات عسكرية في اليمن ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (AQAP) وجماعات أخرى.
سقطرى يمكن أن تكون نقطة دعم استخباراتي أو لوجستي في هذا السياق.
4. العلاقة مع الإمارات والسعودية:
أمريكا تدعم الإمارات والسعودية في اليمن بشكل عام، لكنها تراقب النفوذ الإماراتي المتزايد في سقطرى بحذر.
رغم أن الإمارات تسيطر على الجزيرة فعليًا، واشنطن لم تعلن موقفًا معارضًا صريحًا، لكنها لا تريد أن تتحول سقطرى إلى قاعدة عسكرية إماراتية دائمة بدون تنسيق أمريكي.
هل لدى أمريكا وجود عسكري أو استخباراتي في سقطرى؟
لا يوجد وجود عسكري أمريكي معلن في الجزيرة.
ومع ذلك، قد يكون هناك نشاط استخباراتي غير مباشر، عبر مراقبة التحركات في البحر العربي وخليج عدن، خاصة فيما يتعلق بالوجود الإيراني أو التحركات العسكرية الأخرى.
هل يمكن أن تتدخل أمريكا في مستقبل سقطرى؟
إذا شعرت واشنطن أن الجزيرة أصبحت نقطة نفوذ لقوة منافسة (مثل الصين أو روسيا أو حتى إيران)، فقد تزيد من اهتمامها المباشر بها.
لكنها حاليًا تفضل الاعتماد على حلفائها الإقليميين (الإمارات والسعودية) للحفاظ على التوازن هناك.
والخلاصة أن أمريكا لا تسعى للسيطرة المباشرة على سقطرى، لكنها تراقب الوضع من منظور استراتيجي، لضمان عدم تحول الجزيرة إلى نقطة تهديد لمصالحها في الملاحة العالمية، مكافحة الإرهاب، والتنافس الدولي في المحيط الهندي.
أطماع إسرائيل فى سقطري
هل يوجد تواجد إسرائيلي في سقطرى؟
لا يوجد إعلان رسمي عن وجود إسرائيلي في سقطرى، لكن هناك تقارير إعلامية وتسريبات تتحدث عن تنسيق إماراتي-إسرائيلي لتعزيز النفوذ في الجزيرة، خاصة بعد اتفاقيات التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في 2020.
لماذا قد تهتم إسرائيل بسقطرى؟
1. الموقع الاستراتيجي:
الجزيرة تقع عند تقاطع الطرق البحرية المهمة بين الخليج العربي والبحر الأحمر، وهو ما يمنح إسرائيل ميزة استخباراتية وعسكرية لمراقبة باب المندب والمحيط الهندي.
إسرائيل تعتبر باب المندب نقطة استراتيجية حساسة، حيث سبق أن تعرضت سفنها لهجمات من الحوثيين المدعومين من إيران.
2. التعاون مع الإمارات:
الإمارات تسيطر على سقطرى من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي، وهناك تقارير عن سماحها لإسرائيل بإجراء عمليات استخباراتية هناك.
بعض المصادر تتحدث عن زيارات لضباط إسرائيليين إلى سقطرى ضمن تنسيق أمني مع الإمارات.
3. مراقبة إيران والحوثيين:
إسرائيل تسعى إلى تعزيز مراقبتها للوجود الإيراني في البحر الأحمر وخليج عدن.
قاعدة استخباراتية أو عسكرية في سقطرى قد توفر معلومات عن تحركات السفن الإيرانية وشحنات الأسلحة الموجهة للحوثيين.
4. التوسع العسكري في البحر الأحمر:
إسرائيل تعمل على تعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر، حيث لديها علاقات عسكرية مع إريتريا.
امتلاك قاعدة في سقطرى قد يعزز قدرتها على الاستجابة لأي تهديدات أمنية قادمة من اليمن أو إيران.
ما الذي يؤكد أو ينفي هذا التواجد؟
التقارير الإعلامية: بعض المصادر، مثل وسائل إعلام عربية ودولية، تحدثت عن نشاط استخباراتي إسرائيلي في سقطرى، لكن لا يوجد تأكيد رسمي.
النفي الرسمي: لا الإمارات ولا إسرائيل أعلنتا رسميًا عن وجود تنسيق عسكري أو استخباراتي في الجزيرة.
تحركات الإمارات: بناء قواعد عسكرية وموانئ في سقطرى قد يكون جزءًا من تعاون أمني أوسع مع إسرائيل، لكن بشكل غير مباشر.
وحتى الآن لا يوجد إثبات رسمي على وجود إسرائيلي في سقطرى، لكن هناك مؤشرات على تنسيق استخباراتي وعسكري غير معلن بين إسرائيل والإمارات، بهدف تعزيز النفوذ في البحر الأحمر ومراقبة إيران والحوثيين.
تعليقات
إرسال تعليق