على تركيا ان تحافظ على حلفائھا الروس والإيرانيون والعرب حتى لا يتعثر الإستقرار السياسي في سورية بالآلاعيب الصھيوأمريكية.
في ظل الفراغ الكلي في سوريا سياسيا وعسكريا وأمنيا وحتى دينيا وإجتماعيا تستغل أمريكا والكيان الصھيوني ذلك الفراغ لتنفيذ أجندتھما ومخططاتھما في سورية، وھي تقسيم سورية والسيطرة على كل ثرواتھا النفطية والغازية والمائية وعلى قرارھا المالي والسياسي والعسكري...وغيرھ لتبقى سورية وحكامھا الجدد يدورون في الفلك الصھيوأمريكي إلى يوم القيامة، وھذا لا يقبلھ أحد من الدول المحيطة بسورية ولا حتى الدول العربية والإسلامية، والذين كشفت أمامھم وبشكل واضح حجم الأطماع الصھيوأمريكية في سورية وسبب مؤامراتھا وتدخلاتھا في سورية منذ إحتلالھا للعراق ٢٠٠٣ مرورا بثوراتھا الملونة في ٢٠١١ وما تلاھا من أحداث وفتن طائفية ومجازر إرتكبت بحق الشعب السوري، والذين كانوا يذبحون من الوريد إلى الوريد وبشتى أنواع القتل والإجرام من الدواعش وبعض ھؤلاء المسلحون...
وفي سلسلة ھذھ الأحداث المتسارعة منذ تنحي أو سقوط الرئيس بشار الأسد ضمن خطط وتوجيھات وإتفاقيات إقليمية ودولية وامريكا وكيانتھا القسدية والصھيونية في توسع دائم في الأراضي السورية، فعملائھا في قسد يتوسعون في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور وصولا إلى البوكمال أي الحدود السورية العراقية تنفيذا لوعود أمريكية صھيونية بإقامة دولة أو حكم ذاتي لھم _كما في العراق _ في شرق الفرات وشمالھا، وبنفس الوقت يقوم الكيان الصھيوني أيضا بالتوسع والسيطرة على محافظات سورية إبتداء من القنيطرة وجبل الشيخ وأرياف درعا ويستمر التوسع والسيطرة على درعا والسويداء والبادية السورية وحتى الإلتقاء مع قسد على حدود البوكمال وھي الحدود السورية العراقية بمى يسمى في فكرھم التلمودي المزور (ممر داود) وأيضا محاولات طرد السكان السوريين من تلك المحافظات للسيطرة على الأراضي والمنازل والخيرات المائية والزراعية لتكون مستقبلا مستوطنات جاھزة لقطعان مستوطينھم الصھاينة وقد بدأ المستوطنون الصھاينة برسم الخرائط على أرض الواقع في الأراضي السورية....
وبالرغم من أن المواطنون السوريون في أرياف درعا خرجوا بمظاھرات تندد بھذا الإحتلال ونادوا على العالم العربي لينقذھم لكن وللأسف الشديد لا حياة لمن تنادي وحتى الحكام الجدد من الفصائل كافة لم يستجيبوا لھم أبدا، وھذا الأمر أصبح يثير أسئلة كثيرة لدى السوريون والعرب، وھذا المخطط الصھيوأمريكي وعملائھم في قسد يريدون تقسيم سورية والسيطرة على الحدود السورية العراقية بشكل كامل وھنا يبقى التركي أردوغان والجولاني او الشرع وفصائلھم المسلحة يسيطرون على المحافظات التي قال عنھا أردوغان بأنھا عادت إلى أصحابھا الأصليين وھي إدلب وحلب وحماھ وحمص ودمشق وطرطوس واللاذقية التي قيل في البداية انھا ستكون من نصيب الروس، وحسب المخطط الصھيوأمريكي ستبقى ھذھ المحافظات تحت السيطرة التركية ويتم تقيدھا من قبل أمريكا وكيانتھا القسدية والصھيونية إلى الأبد...
وقد بدأ الصراع في سورية يزداد يوما بعد يوم بين أردوغان تركيا من جھة وبين أمريكا وكيانتھا القسدية والصھيونية من جھة أخرى، والضحية لھذا الصراع دائما ھو الشعب السوري ومن كل الأديان والطوائف والقوميات، والمعارك الدائرة بين قسد وبدعم أمريكي وبين قوات الإئتلاف او الجيش الوطني بدعم تركي والجولاني تدل على حجم الصراع الإقليمي والدولي في سورية، والأخطر ھو قيام أمريكا يوم أمس بالإتصال بالحكام الجدد لإدخال دعم عسكري جديد للقواعد العسكرية الأمريكية التسعة الموجودة في شرق وشمال سورية من الآليات والدبابات وحتى الطائرات والجنود دعما لقسد، ولمنع الجيش التركي من القضاء على قسد وتفكيك قواتھا وتدمير سلاحھا، وھنا على أردوغان الذي وضع كل طاقتھ ودعمھ لأحمد الشرع الجولاني وھيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى أن يتسائل عن ھذا الآتصال الذي سمح لأمريكا بإدخال قوات دعم أمريكي جديدة للأراضي السورية...
ويبدوا أن أمريكا والكيان الصھيوني ومن خلال الصراع على النفوذ أنھم سيسيطرون على الجولاني والھيئة وكل الفصائل الأخرى التي دخلت المحافظات السورية، وسيتم قلبھم حاليا ومستقبلا على أردوغان ويكتفوا بالمحافظات التي دعمھم فيھا أردوغان سياسيا وعسكريا وإستخبارتيا، وبذلك سيخرج أردوغان من سورية ولم ولن يبقى لھ نفوذ، لأن أمريكا لم ولن تسمح لتلك النفوذ التركية الأردوغانية أن تصل إلى حدود الأراضي التي سيطرت وستسيطر عليھا كيانتھا القسدية والصھيونية داخل الأراضي السورية...
وحتى يخرج أردوغان من تلك المؤامرة الأمريكية القسدية الصھيونية وحتى لا يسيطروا على أحمد الشرع الجولاني وكل الحكام الجدد في دمشق على أردوغان أن يبقى في تواصل مع حلفائھ في أستانا الروس والإيرانيون وبعض الدول العربية وأن يطلب منھم البقاء في سورية وبكل ثقلھم العسكري والسياسي والإعلامي...وغيرھ الذي كان قبل سقوط دمشق وأن يطلب من الحكام الجدد وعلى رأسھم أحمد الشرع الجولاني بأن يتركوا التصريحات السياسية والدينية الفتنوية بين المسلمين والمسيحيين وإتجاھ إيران وأيضا روسيا وإلا فإن أمريكا الخبيرة بالآلاعيب السياسية والعسكرية والإعلامية وتستطيع في أي وقت وبأي وسيلة من أن تسيطر سيطرة كاملة على الشرع وكل الفصائل المسلحة...
وأيضا تستطيع وعبر وسطائھا الغرب والعرب أن تتحالف مرة أخرى مع الروس وأيضا مع الإيرانيون ليقفوا معھا خوفا من التوسع العثماني في سورية، والروس والإيرانيون يعلمون جيدا بأكاذيب وآلاعيب ومخططات أمريكا وأجندتھا ولا ولم ولن تنطلي عليھم تلك الحيل ااشيطانية، لكن إذا شعروا بأن أردوغان والحكام الجدد لسورية يعملون على تشويھ صورتھم وتقيد وجودھم ودورھم في سورية وھو دور إقليمي ودولي فإنھم قد يقبلون ذلك التحالف مع أمريكا مقابل بعض التحفظات لھم على ما يجري في سورية، لذلك على أردوغان أن يطلب إجتماع عاجلا لضامني أستانا ليصبح ضامني الوحدة الجغرافية والشعبية والإستقرار السياسي والعسكري والديني والإجتماعي والثقافي في سورية....
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي...
تعليقات
إرسال تعليق