اخبار ذات صلة

السبت، 16 يونيو 2018

البطولة ومواجهة المسارات الهروبية ،، بقلم : صدى البطل: أيمن فايد


كيف أفجر في صدور أعدائنا كل حقد، وكيف أنزع من صدورنا أي ضعف، وكيف أملأ صدور أعدائنا تلال رعب... والأفراح المشروعة والأحزان النبيلة وقود الحضارة وماؤها الثقيل، غائبة أو مغيبة.
 في مرحلة سابقة جعلها الأعداء وأعوانهم علي الناس ترف ورفاهية. وإمعانا لإيقاعهم في التيه والربكة والحيرة جعلوها في نفوس الناس مقبورة لتورثهم الهم والغم .. في هذه المرحلة حلها كما أخبرنا الرسول صلي الله عليه وسلم: "عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم" .. أما في المرحلة المتقدمة الحالية جعلوها مغيبة في مسارات هروبية...

              صدى البطل واختراق القلعة المحصنة
كان هذا الوضع المأساوي الذي صنعته الأيدى السوداء - اليهود والأمريكان - قلعة محصنة .. صندوقا مغلقا رهيبا، يدور حوله الفتي جيئة وذهابا ولكنه لا يملك مفاتيحه ولا يملك أن ينفذ  إليه. لهذا ظل العدو يستمد أهميته وقوته طوال الوقت من أراذل الشعوب - قادة الرأي وجماعات الفرقة   - بمعني أدق "الأنظمة والمعارضة" غير الواعية بحقيقة الصراع وفلسفة الإصلاح، فهم في حقيقتهم عقبة كؤد لا عتبة وصل ولود، لكن الفتي أبصر من فوق الطوفان المدمر. الله أكبر من كيد الشياطين السر العظيم في فهم الجماهير العميق حيث الحاكم الضال والمضل لشعبة لا يريد هذه المسألة علي الإطلاق. وأراذل الشعوب للأسف غير قادرين علي حمل الرسالة لأنهم حوائط حجرية وأصنام في منطقة وسطى تعمل  علي سند الأنظمة الفاسدة وكلا الفريقين يهرب حسب تداعيات الموقف وظروف المرحلة طبقا لخريطة المكاسب المتحققة، وهم جميعا يتقاسمون عرق الناس ودمائهم بقلوبهم الباردة القاسية...
عاصمة القلب: من هم الذين يهربون؟..
صدي البطل،، أيمن: كنت خائف أن تكوني تهتي في الحسبة .. الٱن إطمئن قلبي .. سيدتي ليس أراذل الشعوب أدعياء الإصلاح هم الذين يهربون .. لا أبدا .. هم من يصنعون مسارات هروبية موازية .. تقدري تقولي بأنه عالم موازي لجعل الإنسان الفرد  يلوذ إليها وهو مخرب نفسيا من خلال الفكر والإبداع  والفن والدين الصناعي والعهر السياسي لخلق ذلك العالم الموازي للعامل الجغرافي. ليحقق به حالة من حالات التصالح المكذوبة مع الذات. وعمل سقف أو منطقة بينية. كحائط كبير عالي .. فيه كل الحماية للأنظمة الفاسدة - حيث يكون هذا الحائط حاجزا لغضبة الجماهير تجاه الأنظمة - هذا العالم الذي صنعه وبالأخص أراذل الشعوب هو الذي يفرض علي الجماهير أن يتعاملوا مع كل المسائل المصيرية للأمة علي أنها نكتة بايخية ويضحكوا عليها مجاملة. سواء كان غصب عنهم أو برضاهم. المهم أن تظل الجماهير نائمة علي بطنونها .. ورأسها في التراب، ولكي تستمر هذه المأساة، يسمحوا للناس من وقت لٱخر برفع الرأس والحصول علي نفس مخدر  يأخذه هذا الإنسان من المسار الذي صنع له ويناسبه وفي المثل قالوا: " البق أهبل ".

            المسار الأول: الخياليين والخائبين الجبناء
وعلي النقيض من الكلام السابق أنه من المكن،  بل إنه لأمر واقع نحياه بملايين الصور في علامنا الإسلامى المعاصر أن نجد متفلسفا أخلاقي من الخياليين أو الخائبين، ويري أن ما يقوم به هو وأمثاله من بكاء ونحيب ودعاء في غير محله سيخيف الظالمين. وترتعد روحه الجبانة من أي تصور ٱخر من أجل دفع شرورهم. إن مثل هذا المتفلسف لا يمكن أن يصلح العالم، بل يمكنه - في الحقيقة -  أن يذهب إلي الغابات والجبال والإعتكاف في الزوايا هو وأتباعه ليحقق حاله من الهروب. وأول فوج ظهر من هؤلاء الواهمين كان في عصر صدر الإسلام، والصحابة، رضي الله عنهم لا زالوا أحياء، فتصدي لهم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وعرف ما في العزلة من مضارة للإسلام المتحرك، إسلام الأمر  والنهي والجهاد والوحدة والدعوة الذي رباه عليه النبي صلي الله عليه وسلم، فأوضح لهم بدعتهم، ونهرهم واجتث أوهامهم عن عروقها، وعاد بهم إلي الصواب..

روي لنا التابعي الكوفي، الفقيه النبيل عامر الشعبي، إن رجالا خرجوا من الكوفة، ونزلوا قريبا يتعبدون، فبلغ ذلك عبد الله بن مسعود، فأتاهم،  ففرحوا بمجيئه إليهم، فقال لهم:
ما حملكم علي ما صنعتم؟
قالوا: أحببنا أن نخرج من غمار الناس نتعبد.
فقال عبد الله: لو أن الناس فعلوا مثل ما فعلتم فمن كان يقاتل؟ وما أنا ببارح حتي ترجعوا فلما مات بن مسعود وأصحابه، وذهب جيل المجاهدين من التابعين الذين رباهم الصحابة، عاد البعض إلي التخلي عن الجهاد، وإلي العزلة، مرة ثانية، وفي النصف الثاني من القرن الثاني.
ورث بن المبارك هذه الكلمة التي نقلها في كتابه الزهد/٣٩٠ عن بن مسعود فاتخذ منها نبراسا ويقوم بدور بن مسعود ثانية، حتي نراه ينكر علي رفيقه الزاهد العابد الثقة الفضيل بن عياض رحمه الله إعتزاله ومجاورته في مكة. وتركه الجهاد... وتتلاحق من بعد بن المبارك أجيال وأجيال، وإذا بالهمم تضعف مرة أخري وإذا بالذهاد والعباد يعتزلون في الرباطات، ويتركون إرشاد الناس، ويعافون الدعوة فيشيع الإضطراب في المجتمع المسلم مرة أخري.
 فإذا بالقرن السادس الهجري يلد لنا وارثا صادقا من وراث تلك الأقباس الأولي لابن مسعود وابن المبارك ينتفض، ويأبي وعيه الإنسياق في تيار بدعة الترهيب والإختفاء عن الناس، فيقف ينادى الأمة، ويدلها علي الأمراض التي تتهددها.
إنه ااشيخ القدوة العارف "عبد القادرالجيلاني" رحمه الله تكلم الشيخ عبد القادر كثيرا، وصاح بأهل العراق صيحات بليغة ورفيعة المعني والمبني فأسمع من صيحات الحق هذا القول أن:
( المتزهد المبتدئ في زهده يهرب من الخلق، والزاهد الكامل في زهده لا يبالي منهم، لا يهرب منهم، بل يطلبهم، لأنه يصير عارفا لله عز وجل، ومن عرف الله لا يهرب من شئ، ولا يخاف من شئ سواه،. المبتدئ يهرب من الفساق والعصاة، والمنتهي يطلبهم وكل دوائهم عنده؟  ولهذا قال بعضهم رحمة الله عليهم: لا يضحك في وجه الفساق إلا العارف ممن كملت معرفته لله عز وجل صار واليا عليه.
يصير شبكة يصطاد بها الخلق من بحر الدنيا.
يعطي القوة حتي يهزم إبليس وجنده.
يأخذ الخلق من أيديهم.
يا من إعتزل بزهده مع جهله: تقدم واسمع ما أقول.
يا زهاد الأرض تقدموا. خربوا صوامعكم واقتروا مني. قد قعدتم في خلواتكم  من غير أصل. ما وقعتم بشئ. تقدموا) وهذا يودعه في كتابا له ( الفتح الرباني والفيض الرحماني ).

 وفي ذات الوقت كان داعية ٱخر  في بغداد يحمل مثل هذا القلب الكبير أيضا ويصيح بأهل - بغداد - إنه أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي  أبا إلا الصراحة فاندفع يفضح ويقول: ( الزهاد في مقام الخفافيش، قد دفنوا أنفسهم بالعزلة عن نفع الناس، وهى حالة حسنة إذا لم تمنع من خير، من جماعة واتباع جنازة وعيادة مريض. إلا أنها حالة الجبناء.
فأما الشجعان فهم يتعلمون ويعملون. وهذه مقامات الأنبياء عليهم السلام ). وللدكتور حسان حتحوت أبيات واضحة،
حسبوا بأن الدين عزلة راهب   واستمرؤا الأوراد والأفكار
عجبا أراهم يؤمنون ببعضه     وأرى القلوب ببعضه كفارا
والدين كان ولا يزال فرائضا    ونوافلا لله واستغفارا
والدين ميدان وصمصام وفر   ساق تبيد الشر والأشرار
والدين حكم باسم ربك قائم    بالعدل لا جورا ولا استهتارا

 والقعود في البيوت، من بعد الإعتزاا في المساجد، أكثر بعدا عن صفة المسلم الكامل. ولذلك كان للصحابة رضي الله عنهم إنكار شديد علي من يتوارى في بيته، ويأنس بالقرب من زوجه وأولاده، ويترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال الصحابي الجليل المبشر بالجنة " طلحة بن عبد الله القرشي "  رضي االه عنه أنه قال:
( إن أقل العيب علي المرء أن يجلس في داره ) طبقات بن سعد ٢٢١/٣ وكذلك أعيان العلماء لا يرون بتاتا. هذا
الغزالي رحمه الله يقول: ( اعلم أن كل قاعد في بيته أينما كان فليس خاليا في هذا الزمان عن منكر، من حيث التقاعد عن إرشاد الناس وتعليمهم وحملهم علي المعروف، فأكثر الناس جاهل بالشرع في شروط الصلاة في البلاد، فكيف في القرى والبوادي ومنهم الأعراب والأكراد والتركمانية، وسائر أصناف الخلق. وواجب أن يكون في كل مسجد ومحلة من البلد فقيه يعلم الناس دينهم، وكذا في كل قرية. وواجب علي كل فقيه - فرغ من فرض عينه وتفرغ لفرض الكفاية - أن يخرج إلي ما يجاور بلده من أهل السواد ومن العرب والأكراد وغيرهم ويعلمهم دينهم وفرائض شرعه.

وهذا بن تيمية يفسر قوله تعالي ( يا أيها المدثر قم فأنذ ) فيقول: " فواجب علي الأمة أن يبلغوا ما انزل إليه، وينذر كما أنذر. قال تعال: ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) والجن لم سمعوا القرٱن: ( ولوا إلي قومهم منذرين )

وذكر بن القيم رحمه الله أن ( الشجاع الشديد الذى يهاب العدو سطوته: وقوفه في الصف ساعة، وجهاده أعداء الله، أفضل من الحج والصوم والصدقة والتطوع.
والعالم الذي قد عرف السنة، والحلال والحرام، وطرق الخير والشر: مخالطته للناس وتعليمهم ونصحهم في دينهم أفضل من إعتزاله وتفريغ وقته للصلاة وقراءة القرٱن والتسببح ).
إن مباشرة الدعوة خير من مباشرة النوافل

.. أما أن يختار الخلوة، ويترك محاربة الأفكار الردية والمفاسد الخلقية، فهو كما وصفه "مصطفي صادق الرافعي" في وحي القلم ٩٧/٢ : ( يحسب أنه قد فر من الرذائل إلي فضائله، ولكن فراره من مجاهدة الرذيلة هو نفسه رذيلة لكل فضائله، وماذا تكون العفة والأمانة والصدق والوفاء والبر والإحسان وغيرها إذا كانت فيمن انقطع في صحراء أو علي رأس جبل؟!!.. أيزعم أحد أن الصدق فضيلة في إنسان ليس حوله إلا عشرة أحجار؟!!.. وأيم الله، إن الخالي من مجاهدة الرذائل جميعا لهو الخالي من الفضائل جميع ).
وأي فرق بين المعتزل في رأس جبل وبين من يعيش مع الناس أخرس صامتا؟!!..
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:  ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ) وقالوا: كان الإمام أحمد( إذا بلغه عن شخص صلاح، أو زهد أو قيام بحق، واتباع للأمر: يسأل عنه، وأحب أن يجري بينه وببنه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله ).
فلم بكن بالمعتزل المتواري الهارب من الناس. ومن انتظر مجئ الناس إليه او إلي ببته فإن الأيام تبقيه وحيدا، ويتعلم فن التثاؤب...

الخميس، 14 يونيو 2018

الرئيس عيدروس الزُبيدي يهنئ شعب الجنوب ودول التحالف العربي والامتين العربية والاسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا مـحمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين

الاخوات والاخوة المواطنون جميعا
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم في الداخل والخارج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لي أن أتوجهَ إليكم جميعاً بالتهاني القلبية الصادقة بمناسبة عيد الفطر المبارك. هذه المناسبة الدينية العظيمة التي أتمنى من الله ان تعود علينا وعلى الامتين العربية والاسلامية في خير وأمان وسلام، وكل عام وأنتم بخير.

عيد الفطر المبارك وذكرى النصر الجنوبي العظيم، الأيام المباركة التي سجلت فيها عاصمتنا الجنوبية عدن نصراً جنوبياً عربياً لن يُمحى من صفحات التاريخ. واليوم يأتي هذا العيد والجنوبيون مستمرين في كفاحهم بحثاً عن مستقبل أفضل يكون لهم فيه دولة مستقلة آمنة وحياة تنعم بالرخاء والازدهار.

يأتي هذا العيد وطلائع قواتنا الجنوبية على مشارف محافظة الحديدة من اجل تحريرها بجانب دول التحالف العربي، التي كانت يوم هذا العيد قبل ثلاثة أعوام بجانبنا لتحرير عاصمتنا ومحافظاتنا الباسلة. يأتي هذا العيد والشعب الجنوبي يرسم صورة واضحة للوفاء وعنوناً بارزاً للتضحية والشجاعة والإقدام ونصرة المظلوم.

نجدها فرصة في هذه المناسبة الجليلة لنجدد العهد للشعب الجنوبي العظيم باننا ماضون بثبات نحو تحقيق الهدف السامي والنبيل المتمثل بالتحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب الفيدرالية.

كما نؤكد لشعبنا اننا نعمل على قدمٍ وساق داخليا وخارجيا لتعزيز دور الجنوب وحضور قضيتة العادلة امام المجتمع الدولي بشكل واضح وابراز الواقع الجنوبي الجديد الذي انتجته حرب ٢٠١٥م والذي اصبح من الصعب تجاوزه أو القفز عليه في أي اطار مستقبلي للحل.

اننا نثمن الصمود الأسطوري والدور البطولي لقوات المقاومة الجنوبية المشاركة في الساحل الغربي والتي سطرت أعظم الملاحم البطولية بكل استبسال وتحدٍ وإقدام. والتي لا زالت ترسم وتسطر اروع الملاحم البطولية الى جانب قوات التحالف العربي في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة اليمنية.

نهنئ قادة وشعوب دول التحالف العربي الشقيقة بهذه المناسبة الدينية الجليلة، كما أننا نحيي الدور الاسطوري لهذه الدول بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على استبسالهم في دعم ومساندة قواتنا نحو اكمال تحرير المحافظات اليمنية لدك المليشيات الحوثية الفارسية  من أجل حماية المنطقة العربية من النفوذ الإيراني الطائفي الهادف إلى تمزيق الأمتين العربية والاسلامية.

وكل عام وانتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللواء/ عيدروس قاسم عبدالعزيز الزبيدي
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

الثلاثاء، 12 يونيو 2018

السباحة ضد التيار .. واجبة !!بقلم د/ محمد سيد أحمد



إذا كان التيار السائد الآن بل والجارف في عالمنا العربي هو تيار التبعية للنموذج الرأسمالي الغربي في نسخته المستحدثة (الأمريكية – الصهيونية) التي تخضع الجميع لإراداتها سواء كان ذلك طواعية أو غصبا، ومن لا يخضع لهذه الإرادة فعليه تحمل تبعات مقاومته وسباحته ضد التيار..


وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا التيار الأمريكي– الصهيوني قد نمى وتبلورت ملامحه الاستعمارية بعد الحرب العالمية الثانية في الوقت الذي كانت تتراجع فيه أسهم بريطانيا العظمى (الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) وأثناء هذا الصعود كان هناك تيار آخر بدأ في النمو والتبلور على الساحة الدولية وهو التيار الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، وفي الوقت ذاته كانت حركات التحرر الوطني تفرض نفسها على المنطقة والعالم.

واستطاع الضابط المصري الشاب جمال عبد الناصر أن يقوم هو ورفاقه الأحرار بثورة 23 يوليو 1952 وتحرير مصر من الاستعمار، وتبلور دوره بعد نجاح ثورته حيث ساعد حركات التحرر الوطني في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وفي إطار الحرب الباردة بين المعسكر الغربي (الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو) والمعسكر الشرقي (الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو) تمكن جمال عبد الناصر ورفيقيه الهندي نهرو واليوغوسلافي تيتو من تشكيل حركة عدم الانحياز، وكان هدف الحركة هو الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة، وهو ما يعني عدم التبعية لأي من المعسكرين الغربي والشرقي.

وتأسست الحركة من 29 دولة وهي الدول التي حضرت مؤتمر باندونغ 1955، الذي يعتبر أول تجمع منظم لدول الحركة، ثم انعقد أول اجتماع للحركة في بلغراد عام 1961 وحضره ممثلو 25 دولة، ثم توالى عقد المؤتمرات حتى المؤتمر الأخير الذي عقد في طهران عام 2012، ووصل عدد الدول الأعضاء في الحركة 118 دولة، وفريق مراقبة مكون من 18 دولة، و10 منظمات، وتعد الحركة هي التجمع الدولي الأكبر بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة، وعلى الرغم من الزخم الذي تميزت به الحركة خلال الحرب الباردة فإنها فقدت أهميتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات من القرن العشرين.

وعلى الرغم من تمكن جمال عبد الناصر ورفاقه في حركة عدم الانحياز من الحفاظ على استقلاليتهم النسبية خاصة في مواجهة التيار الرأسمالي الغربي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنهم لم يسلموا من الضغوط الأمريكية التي تحولت إلى مؤامرات في محاولة لإجهاض مشروعات التنمية المستقلة لمجتمعات العالم الثالث، وكانت إحدى نتائج سباحة جمال عبد الناصر ضد التيار الأمريكي – الصهيوني ورفضه الخضوع والخنوع والركوع لهم أن دبرت له نكسة 1967 لإجهاض مشروعه وتجربته التنموية المستقلة..

لكن على الرغم من ذلك ظل جمال عبد الناصر يسبح ضد التيار ورفض وهو في عز الهزيمة أن يستسلم أو يفرط فكانت العروض الأمريكية – الصهيونية للتسوية جاهزة لكنه رفض وأعلن مقاومته من خلال اللاءات الثلاثة بمؤتمر الخرطوم في 29 أغسطس 1967 (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض) وبدأ مباشرة في حرب الاستنزاف في الوقت الذي كان يعيد فيه بناء الجيش استعدادا لحرب التحرير.

وفي 28 سبتمبر 1970 رحل جمال عبد الناصر، وبرحيله بدأت مرحلة جديدة في تاريخ مصر والمنطقة والعالم، حيث فقد مشروع المقاومة أحد أهم سباحيه الكبار في مواجهة التيار الرأسمالي الغربي الجارف، وتمكن الأمريكان من السيطرة على الرئيس السادات الذي وجد في التبعية للمشروع الرأسمالي الغربي ضالته فالرجل مهزوم داخليا لذلك سلم أن 99 % من أوراق اللعبة في يد الأمريكان لذلك أعلن تخليه عن المشروع التنموي المستقل لصالح التبعية عبر سياسات الانفتاح الاقتصادي، ثم سلم للعدو الصهيوني عبر اتفاقية كامب ديفيد 1978 التي أعقبتها معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية 1979، ورحل السادات وأعقبه مبارك الذي ظل ثلاثة عقود كاملة محافظا على السباحة مع تيار التبعية الأمريكي – الصهيوني.

ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات من القرن العشرين وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالساحة الدولية بدأت في ممارسة الضغوط على كل من كان يسبح ضد تيارها سواء في منطقتنا أو العالم، وبدأ البعض يخضع ويستسلم فوجدنا منظمة التحرير الفلسطينية توقع اتفاقية أوسلو مع العدو الصهيوني 1993، ثم الأردن يوقع اتفاقية وادي عربة مع العدو نفسه في 1994، وظل الرئيس حافظ الأسد يناور مع العدو الأمريكي – الصهيوني لمدة عشر سنوات دون تفريط، وكانت مقاومته سباحة ضد التيار الرأسمالي الغربي الجارف..

واستطاع عبر ثلاثة عقود أن يبني سورية الحديثة، ويحقق تنمية مستقلة أوشكت على الاكتفاء الذاتي.

وبرحيله في 10 يونيو 2000 توهم العدو الأمريكي – الصهيوني أنه تخلص من السباح الأخير في المنطقة الذي يسبح في مواجهة تيارهم الرأسمالي الغربي الجارف، لكنه خاب ظنهم حيث خلفه الرئيس بشار الأسد الذي حافظ على نفس الخط المقاوم، وظل يسبح ضد التيار الأمريكي – الصهيوني حتى أعلنوا الحرب الكونية على سورية في مطلع العام 2011 المستمرة حتى اليوم، لكنه تمكن من الصمود بفضل إيمانه بشعبه وجيشه، واستطاع أن يحقق انتصارات مدوية..

وعبر الحرب الكونية على سورية عادت روسيا من جديد قوة مؤثرة على الساحة الدولية، ولم يعد التيار الرأسمالي الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قادرا على العربدة والبلطجة على دول المنطقة والعالم كما كان يفعل خلال العقدين الأخيرين، لذلك يجب أن يعي كل من فرط وباع وسبح مع التيار، أن الاستقلال والتنمية المستقلة ممكنة إذا قررنا فورا السباحة ضد التيار وهي سباحة واجبة لأن هذا العدو الأمريكي – الصهيوني لن يسمح لنا بأي استقلال أو تنمية حقيقية، اللهم بلغت اللهم فاشهد. 

الاثنين، 11 يونيو 2018

الأردن والكلام المسكوت عنه للخروج من أزمته،، بقلم صدى البطل : أيمن فايد


لقد سرت في بداية الأزمة الأردنية مجموعة من الأطروحات، والتي رسمت بإقتدار في أجهزة وسراديب المخابرات الدولية، انتشرت بسرعة البرق إنتشار النار في الهشيم، جاءت كلها بمضمون واحد، وبتنوعات مختلفة الصياغة والتركيب، منها علي سبيل المثال لا الحصر ما رددت علية في بداية الأزمة الأردنية وما علقت عليه في صفحات التواصل الإجتماعي (خمس كلمات تكفل رفاهية الشعب الأردني .. ينقل عبد الله النظام السياسي لنظام مثل إنجلترا ويسمح للشعب بادارة مصيره في بيان لا يتجاوز خمس كلمات عندها تهطل الأموال من جميع دول العالم الغربي كالطوفان علي الأردن وضمان رفاهيته لخطورته علي النظام العالمي ). هذه الكلمات لا ينقصها إلا أن تمهر بخاتم الربيع العبري
إرحل إرحل .. الٱن الٱن

                 أخطر وثيقة لأخطر حرب صليبية
الضيوف والمضيفون في صقلية، وعلي رأسهم، دونالد رامسفيلد، استذكروا هذا الأسبوع، لورانس العرب، ومؤامراته لترويض الثورة العربية الكبري ضد الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى، وكيفية تقليد تجربة لورانس العرب في هذه الظروف، الجبش الأمريكي يكثر من التدفيق في مذكرات لورانس وأوراقه ويحب بوجه خاص ما اقترحه علي الأوروبيين في حينه: "بألا يحتسوا الشوربة بالشوكة".
رامسفيلد أمر البنتاجون بنشر مخطط علي مدار أربع سنوات لإدارة المعركة الحالية في العالم والإستعداد " لحرب طويلة" ويذكرنا هذا بقصص لورانس أيضا. عن صحيفة هٱرتس- تاريخ: ١٤/٢/٢٠٠٦ بقلم أمير ٱرون.
ولتناول هذه الوثيقة الخطيرة بجدية وإسقاطها علي الأزمة الأردينة يجب من إرساء عدة ثوابت:
١- لا فائدة من الإقناع بالعقل لمن يمسك بمظلة الجهل فأنا هنا لا أخاطب من أمرت أن أقول لهم سلاما.
٢- السياسة ليست بذاتها بل بالأشياء المحيطة بها فهي عملية تفاعلية في غاية التعقيد، وما أخذ منها بسهولة لن يعطيك ما ما يتحتم عليك فهمه لذا لابد من بذل جهد للفهم.
٣- البعد عن سطح الحدث والغوص قليلا تحت السطح حيث تكمن توترات شديدة الأهمية والخطورة، فأفضل شئ للشئ هي رؤية من الداخل للخارج.
٤- يجب الأخذ بعين الإعتبار أن هذه الأزمة لا تخص الأردن فقط بل تطال بشبكاتها المعقدة حاضر العالم الإسلامي من طنجة إلي جاكرتا ومن غانا إلي فرغانة.
٥- حل الأزمة لايكمن في تقديم الجانب المعرفي فقط بل الجانب الإجرائي والجانب العملياتي، إن كنا جادين في الخروج من تلك الأزمة...

إن مشكلة الأردن ليست في شكل نظام الحكم فالشعب الأردني في مجملة يحترم النظام الملكي .. مشكلة الأردن المزدوجة تكمن في نقطتين رئيسيتين متداخلتين كل واحدة منهما تأثر في الأخري وتتأثر بها بطريقة متبادلة،
 النقطة الأولى: التبعية البغيضة للغرب في كل شئ والتي أفقدت البلد هويتها وإستقلالها.
النقطة الثانية: طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم والتي تسمي بأزمة الشرعية السياسية أو "مشكلة الإندماج الوطني الرأسي" .. حيث أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم بعيدة تماما في مضمونها عن رغبات وعواطف ومشاعر الجماهير التي ترفض أن تحكم بطريقة مخالفة لطبيعتها وأعرافها وتقاليدها المستمدة من الشريعة الإسلامية، ولا سيما بعد أن تأكد للناس فشل كل الأفكار والأيديولوجيات الغربية، والأردن شأنه في تلك النقطتين شأن جميع الدول العربية والإسلامية.
فحيثما ينشأ التعارض والتنافر بين رغبات الشعوب وسياسات الدول الموضوعة تكون حالة اللامبالاة التي تسوق البلاد إلي هوة سحيقة تسبب الركود والتدهور، فكلما وضعت الدولة سياسات لا يعمل الشعب علي إنجاحها هذا بغض النظر عن معارضة الجماهير بالصدام والتي لا أحبذها بأى حال من الأحوال، وعندما تكون سياسات الحكومة والنظام متناغمة مع رغبات الجماهير ينشأ التقدم والإزدهار ويستميت الناس في إنجاح الخطط الموضوعة من قبل الحكومة، وهذا هو أحد أسرار نهضة اليابان في تجربتها .. فعندما عرفت الحكومة بإعتقاد الشعب اليابانى بأن الٱلهة تنزل مرتين في السنة لتٱكل الإمبراطور وجبة الأرز، يوم ميلادة ويوم توليه العرش، فما كان من الحكومة إلا أنها جعلت زراعة الأرز مقدسة وجعلت طبقة الساموراي الدينية الشهيرة هي من تشرف علي زراعة الأرز  .. وفي مملكة صيام عندما علمت الحكومة بإعتقاد الناس في الفيل الأبيض قامت بتقديسة بالرغم من عدم وجود فيل أبيض.
                 
                 البعد الإقليمي في الأزمة الأردنية
لو أردتم أن أحدثكم عن هذا البعد في دقيقة سأفعل وإن أردتم أن أحدثطم عنه في خمس ساعات سأفعل، فأيهما تريدون؟..
حسنا إن البيئة الإقليمية ودول الجوار للأردن وبالأخص ممالك الخليج وبالذات ( السعودية والإمارات ) المقاول وذراع الغرب في عملية هدم وإسقاط الأردن والتي كانت حليف للأردن بالأمس القريب، وتقدم له المساعدات ، التي كان يعتمد عليها إعتماد رئيسي في تلبية كثير من إحتياجاتة، والتي توقفت بوازع من أمريكا، بالرغم من أن هذه الدول من مصلحتها أن يبقي نظام الحكم في الأردن علي ما هو عليه، حتي لا تنتقل إليها العدوى. ولكن علي رأي الفنان "عادل ٱدهم" .. إدبح يا ذكي قدرة .. يدبح ذكى قدرة .. ولو حتي أنه كان يعلم أن الدور القادم عليه .. هو ففط عايش بمبدأ إحيينى النهاردة وموتنى بكرة .. منتهي الذل والجبن والمهانة...

               أثر البيئة الخارجية في الأزمة الأردنية
الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لا يهمهما مصلحة الشعب الأردني ولا غيره من الشعوب الإسلامية لا من قريب ولا من بعيد، بل علي العكس من ذلك فإنهم يعملون باستمرار  كل ما من شأنه الضرر بالعرب والمسلمين .. فأزمة الأردن أعمق مما يحسبه الجميع بكثير.
الموضوع وما فيه وعينك ما تشوف إلا النور، أن دور "الدولة المدنية الحديثة" صنيعة الغرب والتي هي عندهم حقيقة فعلية، وعندنا واقعة رسمية، فرضت علينا بالقهر والنار والحديد والإحتلال في إتفاقية -سايكس بيكو- هذه الدولة تشبه الغرب تماما في طبيعتهم بركائزها الثلاثة التي بنيت عليها وهي ( العلمانية، والقومية، والديموقراطية ). فالعلمانية والتي هي بإختصار فصل الدين عن الدولة.
والقومية التي هي مستمدة من طبيعة الغرب المتصارع المتصادم حيث أن عقليته عقلية فصل من جانب، وعقلية هيمنة من جانب ٱخر. بعكس العقلية العربية والإسلامية فهي عقلية وصل بإمتياز.
أما الديموقراطية فقد ثبت فشلها عندنا لأن الغرب ذاته هو من يفرضها علينا وهو أيضا من يقف حجر عثرة دون تطبيقها ويعمد علي ألا نحقق شروطها المتمثلة في:- الشرط الإقتصادى، والشرط الإجتماعي، والشرط الوطنى .. ناهيك عن عدم مشروعيتها الدينية.
لقد فرض علينا الإستعمار الغربي فكرة "الدولة المدنية الحديثة" حتي يقطع علينا الطريق في إنشاء شكل دولتنا الداعي إلي الوحدة، والعامل علي تدارك أخطاء الخلافة العثمانية والتدخلات الأجنبية، لذا كان لزاما علي الغرب قبل أن يسقط دولة الخلافة أن يكون ضامنا عدم ميلادها بطريقة أقوى في منطقتنا العربية والتي كانت بحق مهيأة في هذا التوقيت لذلك، وكان هذا هو سر بقاء دولة الخلافة العثمانية "رجل أوروبا المريض" لوقت أطول مما كان ينبغي. وهذا علي الأقل قرنين من الزمان.
ولأن لكل دور إذا ماتم ينقلب، حيث أن الشعوب العربية والإسلامية أصبحت في طور التهيئة الإجتماعية فهي في حالة نضوج وإستواء وتتأهب للعمل علي وحدة الصف ولم الشمل، يحاول الثالوث الدنس ( الصليبية الدولية والصهيونية العالمية والماجوسية الفارسية ) بكل ما أوتوا من قوة لهدم الدولة المدنية الحديثة المبنية علي الأقانيم الكفرية الثلاثة السالف ذكرها، التي أوصلت المنطقة لحالة التردى والتدهور والتي لم نشهده من قبل ولسان الحال خير من لسان المقال .. باختصار الغرب يعمد إلي إسقاط جاهزية الجماهير وإكتمال بطولتها في تحقيق ما تصبوا إليه من الإنعتاق من الإستعمار الذى فرض عليها بإدخالة في حالة إحتراب أهلي ولن يتسني له ذلك إلا بإسقاط الشكل الذي يؤمن لهم ولو دور بسيط من التماسك .. الغرب يحاول أن يسبق الشعوب العربية كما فعل في السابق عند فرضة الدولة المدنية الحديثة لنكون عائق وحاجز لعدم الوصول إلي الوحدة الحقيقيقة، وما أن إنتهي دور تلك الدولة فهو يرفع راية "هذه بضاعتنا ردت إلينا" إن فكرة الدولة الحاجزية بين العرب والكيان الصهيوني المغتصب للأرض - إسرائيل - قد إنتهت ولا سيما بعد الربيع العربي الذي قال عنه نتانياهو " إنه ربيعي" الربيع الذي أخل بمنظومة الأمن العربي والذي جلب حالة العداء والإحتراب التي كادت أن تتمكن من نفوس الناس،وذلك بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى أن تسقط بيدها لا بيد عمرو دول سايكس بيكو، والتي هي الٱن مضطرة إلي الإبقاء عليها حتي تعد العدة من جديد،لذا يعمد الغرب إلي تحطيم تلك الدول .. إن صفقة القرن، وإعلان القدس الشريف عاصمة أبدية لإسرائيل أسقط فكرة الدولة ااحاجزية وهي هنا  ( الأردن الهاشمية ). وليس من قبيل الصدفة أن تكون الأردن هي مسرح النهاية لفكرة اولة المدنية الحديثة كما كانت هي البداية التي نشأت منها .. فإن كان حلم الثورة العربية الكبري قد تحطم بخديعة " لورانس العرب" للجد "الشريف حسين" فحلم الشعوب يتحطم الٱن عن طريق الخداع والمكر والإكراه بالحفيد "الملك عبد الله الثاني" فالغرب يحرص علي أن تكون  نهاية هذه الفكرة من نفس ذات المكان الذي إنطلقت منه وتلك هي منطقية الأشياء وطبيعتها.
الأردن وإن كانت هي المنطقة الحاجزية "الوسطى" فهي أيضا المنطقة الوسطى التي يجب أن تنتهي منها فكرة "الدولة المدنية الحديثة" الدولة الوسطي الواقعة بين الخلافة العثمانية الضائعة وحلم عودة الكيان الموحد للأمة الذي أجمع العلماء أن وحدة المسلمين إذا ضاعت فوق ثلاثة أيام أصبح الجهاد في سبيل الله فرض عين لإعادتها. تماما كفكرة البطولة الوسطي التي هي بين البطولتين، بطولة الأمة والتي تسمى إرادة، وبطولة الفرد التي تسمى معجزة، والتي يسعي أعداء الأمة لعدم ظهورها للنور لأنها هي كلمة السر  في حل أزمة المسلمين .. فما يحدث للأردن هو صورة من عدة صور  أعدها الغرب لضرب بطولة الأمة وتحويل مسارها من التعاون علي البر والتقوى إلي حالة الإحتراب والفوضي والحرب الأهلية.

              الملك يعلم ونحن نعلم والنتيجة هزيمة
 كلنا يعرف ويعي فصول المؤامرة فهي نسخة مكررة ما حدث في تونس كان كفيلا أن يوقفه هذه الفتنة في مصر وماحدث في مصر كان كفيلا أن لا تتم بالأساس في ليبيا وما حدث في ليبيا من نكبة ١٧ فبرار لهو خير دليلل علي أن الوعي فقط بأبعاد الأزمة لا يوقفها بدليل وقوعها في اليمن وسورية ناهيك عن وقوعها من قبل في العراق وأفغانستان كل هذا كوم ومشاركة الملك عبد الله في الربيع العبري كوم ٱخر ومع ذلك تحدث الأزمة في مملكته بنفس الطريقة وبنفس الخطوات .. إن الوعي مع أهميته لا بشكل إلا مرحلة من عدة مراحل وهي الإتجاه والسلوك .. بمعني ٱخر العلم مكون من أربعة حلقات ( علم الواقع، وعلم المنهج، وعلمالأدوات والوسائل، وعلم التطبيق ) الوعي والمعرفة هو علم الواقع مع أهميته لكن البحث فيه بنسبة وتناسب كل شئ بقدره حتي لا ينقلب إلي بغي( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ). والٱية الأخري( وما تفرق الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) إذا الأزمة لا تحل بمجرد وعينا بالمؤامرة بل بالإنتقال إلي الجانب الثاني الإجرائي المساوي "لعلم المنهج، وعلم الأدوات والوسائل" ثم الإنتقال للجانب الثالث وهو الإجرائي- العملياتي - وبما أننا نعرف وبما أن الملك كان مشارك من قبل في هذه المهزلة وبما أن أعداؤننا يصرحون لنا ليل نهار بما سيفعلون!!.. لأنهم يحاصروننا بإستراتيجية تعدد الوسائل أو البدائل أى أن الأعداء يستفيدون بالشئ ونقيضة لذلك لا يهمهم إن كنا نعلم أو لا نعلم .. إذا يجب من تقديم مستوي ثالث غير مستوي الشئ ومستوي نقيض الشئ، وهو هنا "مستوي الحكمة" مصداقا لقول الله عز وجل ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر  إلا أولو الألباب ). فأنا لم أقع في شرك الكلام الساكت أو الكلام غير منتج مثلما حدث مع الجميع في تلك الأزمة أوغيرها، فلقد أوقعونا تحت شلال من الكلام والتفاصيل غير المجدية، ولله الحمد لم أقع حتي في شرك تفنيد المقولة التي جئت بها في صدر المقال، وذلك حتي لا تمتطيني الأزمة كما حدث مع الجميع دون إستثناء، بل أمتطيتها مستخدما إياها كفرصة للإجابة عن كيف تصنع الأزمة؟.. وكيف نخرج منها منتصرين؟..
                  احذروا التلاعب بمشاعر الشعوب
 ويعلم الله أنى جبت بلاد وبلاد وأنا في عمر التاسعة عشر محذرا من تلك الحملة الصليبية، التي كان لها شواهد فيما خضته من تجارب في ذلك الوقت، ولكني قوبلت حينها بالإستخفاف والسخرية، وتعرضت للإعتقال تلو الإعتقال والتعذيب تارة والنفي والتشريد تارة أخري وللإقامة الجبرية تارة ثالثة، ولمحاولات التصفية تارات وتارات.

علي أية حال الملك 'عبد الله الثاني بن الحسين" مجبر علي السقوط، وليس لديه رفاهية أو ترف الإختيار كما يدعي بأنه مخير بين أمرين: إما ان يسير مع الركب في صفقة القرن ويرضي بإنهاء القضية الفلسطينية ومن ثم  تحل أزمته، أو الرفض كما يدعي فتكون العاقبة، وسواء بوازع أخلاقي أو من إدراكة بأن هذه الصفقة هي نفسها التي ستطيح بالمملكة .. وإلا أين كانت أخلاقه وهو يستعذب الرضوخ للغرب في مواقف أقل خطورة بكثير عما يواجهه الٱن من زوال ملكه وزوال الأردن مع حكام العرب وبالأخص دول الخليج في ضربه لليبيا وسوريا هل كان يمارس ساعتها النزاهة والشرف؟!!..  وبلاد وعباد تدك ليل نهار طيلة ثمانية شهور في ليبيا بأعتي أنواع الأسلحة التي لم تجرب من قبل ومنها المحرمة دوليا، وطيلة سبعة أعوام في سورية البلد المجاور للأردن.
إن من لديهم رفاهية الإختيار في هذه الأزمة وإلي الٱن،
ولكن لوقت قصير هم محبوه والمدافعون عنه وذلك لو أنهم تجاوزوا تلك المساحة الضيقة المحاصرة وهي - الملك والأردن - لفضاء أرحب وهي "السنة الكونية السادسة البطولة" . نعم من أراد أن يحمي الملك عبد الله ويحمى الدولة المدنية فليحمي غضبة الجماهير  - التهيئة الإجتماعية - التي تأتي كل ستون عاما نعم: إحموها من الدخول في الإحتراب والدخول في ٱتون الحروب الأهلية وهذا هو مفصد الأعداء تماما مثلما أدركها من قبل عرابهم الأول في الثورة العربية الكبرى لورانس العرب وهذا ما أدركه دونالد رامسفيلد في مؤتمر صقلية .. وأنا هنا لا أناقش موقفي هل أن مع الملك عبد الله أم ضده؟.. هل أنا مع الدولة المدنية الحديثة أم ضدها؟!!. أنا معيارى الوحيد في هذه الأزمة هو المصلحة  الوطنية بل ومصلحة الأمة. وذلك بالعمل علي إيقاف المخطط الأمريكى الداعي لنشوب حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس .
 وفي الختام لا يبقي سوى التحذير من أن تكون أزمة الأردن مفتعلة كاستراتيجية تحويل الأنظار من الخوف من الإعلان عن إتمام ثفقة القرن والقضاء علي القدس وفلسطين إلي الخوف من سقوط دولة عربية جديدة فيذهب الناس بمشاعرهم إلي تقديم الخوف علي الأردن .. ثم تحل بعدها أزمة الأردن وعن طريق دول الخليج وبالتحديد السعودية والإمارات التي ستحظى ساعتها بصورة ذهنية إيجابية وتتمتع بغسيل سمعتها بعد ما علق بها من أدران ساعة الأزمة .. أقول لكم محذرا ساعتها سينقلب السحر علي الساحر وإن كانت أراذل الشعوب هي التي أستخدمت في هذه الأزمة عن دراية او غير دراية .. إلا أن الشعوب التي جرحت في مشاعرها ستنتفض كما الأسد وسيكون هذا التلاعب منكم بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير .. وساعتها سوف تلقي بكم أمريكا في أقرب مكب نفايات .. وقد يقول قائل: ما المانع أن تكون السعودية والإمارات قد أدركتا خطأ دورهما وموقفهم في هذه الأزمة؟!!.. أقول: له لو كان هذا كذلك فإن السعودية والإمارات ومصر يعملون ضد الإرادة الأمريكية، فإن كان هذا صحيح فمن باب أولي أن يتراجعوا عن ثفقة القرن وأن تعيد السعودية تيران وصنافير إلي مصر.. فحذاري من اللعب بمشاعر الجماهير .. وحذاري من غضبتهم. فإن للشعوب سيكولوجية لا يعيها إلا من عشقها
 هذه نصيحتي للملك عبد الله ولمن يحبه ويحب الأردن، بل ويحب أمته ودينه...