اخبار ذات صلة

الجمعة، 8 يونيو 2018

مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي في أمريكا یفنّد ادعاءات سفارة الیمن في واشنطن.

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت سفارة الیمن في واشنطن تقریراً باللغة الانكلیزیة تحت عنوان (Reviving the peace process in Yemen - May 2018) حول الأوضاع في الیمن. تبدأ السفارة بیانها بالتغني بالانتصارات ضد الحوثي وتختتمه بمهاجمة الجنوبیین ومجلسهم الانتقالي أصحاب الانتصارات ممن دفعوا الغالي والنفیس لتحریر معظم أراضي الیمن من الجماعة الحوثیة المتمردة.
واللافت في بیان السفارة هي أنها تقول &القوات الیمنیة& حررت و طهرت البلاد من میلیشیات إیران، ثم تنتقل لتفتخر بتحریر مناطق في الساحل الغربي من الخوخة الى الحدیدة لتقول &تم تحریرها& دون ذكر للقوات الجنوبیة التي حررت هذه المناطق بدعم من التحالف العربي.
ویأتي تقریر السفارة في هذا الوقت، مع سلسلة من الخطوات الأخرى التي تركز على استهداف القضیة الجنوبیة على حساب تجاهل الصراع المریر مع الحوثي كخطوة تشي باستشعار مندوبي &الشرعیة الیمنیة& في واشنطن برغبة جمیع الأطراف الدولیة والاقلیمیة حسم الوضع على الأرض بإنهاء الحرب ووضع قواعد جدیدة بعد أن أثبت المشروع السابق &الأقالیم الستة& فشله، كما جاء التصعید السیاسي ل &الشرعیة الیمنیة& ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت تحقق فیه المقاومة الجنوبیة في الحدیدة وصعدة انتصارات هامة ضد الحوثیین والتمدد الإیراني، ونتوقع أن تكون المرحلة التالیة مرحلة تصعید عسكري أیضاً من &الشرعیة الیمنیة& ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وأمن الجنوب في ظل استشعارها اقتراب ساعة الصفر في تحریر الحدیدة.
وعلى مدى 4 سنوات من عاصفة الحزم أثبتت الشرعیة الیمنیة عدم أهلیتها وفشلها في السیطرة على الأرض، وعدم امتلاكها خطة واضحة المعالم لادارة &الیمن الاتحادي& كما تسمیه، حیث یحاول بیان السفارة الیمنیة في واشنطن وموقف حكومتها رشوة الشعب الجنوبي المتطلع لاستقلال أرضه بالقول &سیكون للجنوبیین حق النقض (الفیتو) في الحكومة التي ستحكم الیمن الاتحادي& حسب زعمهم، أي فتح عصر جدید من القهر والاستحواذ في الیمن. فبعد استحواذ الشمال على الجنوب لعقود وتطبیق وحدة قسریة لا تطبّق، ترید الشرعیة الیمنیة الان اعادة سیطرة الشمالیین على الجنوبیین بعد أن حرروا ارضهم بدعم من دول التحالف ، وما أورده تقریر السفارة هو دلیل على محاولة حكومة & الشرعیة الیمنیة& رشوة الجنوبیین والالتفاف حول مطالبهم بتقدیم كم سخي من المناصب لمن ارتضى من الجنوبیین أن یدیر ظهره لحلم شعبه.
الانجاز العسكري لقوات المقاومة الجنوبیة :
المقاومة الجنوبیة وقبل تأییدها للمجلس الانتقالي الذي تشكل في العام 2017 ، كانت السباقة في دحر الحوثي، ولا یستوي الحدیث عن تطهیر الغالبیة العظمى من الیمن دون التحدث عن إنجازات المقاومة الجنوبیة بینما فشلت الشرعیة الیمنیة في تحریر محافظة واحدة بكاملها حتى في الشمال.
إنجازات عسكریة یصعب حصرها على ،« عاصفة الحزم » وحققت المقاومة الجنوبیة بدعم من التحالف العربي، منذ انطلاق مختلف جبهات القتال بالیمن، أبرزها استعادة جمیع المحافظات الجنوبیة، ومنها عدن، ولحج، والضالع، وأبین، وشبوة، إضافة من هذه المحافظات كلها. « القاعدة » إلى تحریر حضرموت ودحر كما یتجلى الدور البارز للقوات الجنوبیة المؤیدة لاستقلال الجنوب العربي (جنوب الیمن) بمشاركة &ألویة العمالقة الجنوبیة& لدول التحالف العربي في تطهیر شریط ساحلي یبلغ طوله أكثر من 350 كیلومتراً، یبدأ من عدن حتى شمال الخوخة، إضافة إلى طرد الحوثیین من منطقة باب المندب الاستراتیجیة، وتأمین الممر الدولي وحركة الملاحة البحریة.
مقاطعة شعب الجنوب لمؤتمر الحوار :
تستغل الشرعیة الیمنیة الوضع المأساوي في الیمن وقلة الموارد لاحتكار التمثیل وبث مغالطات تحاول من خلالها قلب أوجه الحقیقة المتعلقة في وضع جنوب الیمن والصراع الیمني بشكل عام، ومن ضمن المغالطات التي وردت في تقریر سفارة &الشرعیة الیمنیة& في واشنطن الادعاء بأن الجنوبیین شاركوا في مؤتمر الحوار للعام 2013 تزامناً مع انعقاد مؤتمر الحوار، كانت المظاهرات الملیونیة التي قام بها شعب الجنوب تجوب شوارع البلاد رافضة الحوار الیمني والالتفاف على مطلب الشعب الجنوبي الأساسي وحقهم في تقریر المصیر.
وأثناء المؤتمر، لم یكن من الصعب تأمین بضعة جنوبیین من أصحاب التوجهات المتماهیة مع &المؤتمر& و&الاصلاح& للمشاركة باسم الجنوب، في حین كان یقول الشعب كلمته في المیادین مردداً الحوار لا یعنینا، و&الاستقلال& هدفنا.
ونحن كممثلین للمجلس الانتقالي الجنوبي، لا نحدد مدى جنوبیة الشخص وارتباطه بقضیة شعبه من خلال مكان مولده، بل نعتبر قضیتنا قضیة سیاسیة، وعلى ذلك فان أي جنوبي المولد لا یحمل رایة قضیة شعب الجنوب وحقه في تقریر مصیره فإنه ببساطة لیس ممثلاً للجنوب. كما نقول لأي جنوبي، أن من حقه الذهاب والتماهي مع حكومة الشمال أو حتى مع الحوثیین ولكن نطالبه بعدم الادعاء تمثیل القضیة الجنوبیة.
وعلى الرغم من جهود &المحیطین بالرئیس هادي& لإظهار تواجد جنوبي في مؤتمر الحوار، كان عدد من الجنوبیین الذین جلبوا للمؤتمر قد انسحبوا قبل انتهائه بسبب الالتفاف الواضح والصریح على مطالب شعب الجنوب، وحتى الأفراد والجماعات من الجنوبیین الذین شاركوا في الحوار، انسحب عدد كبیر منهم، كان أولهم المرحوم أحمد الصریمة نائب رئیس مؤتمر الحوار ورئیس مؤتمر شعب الجنوب (وهو مكون جنوبي تشكل قبل الحوار الیمني بأشهر قلیلة ولا یمثل شعب الجنوب ترأسه محمد علي أحمد)، لیتم اختیار محمد علي أحمد بدلاً عن الصریمة كنائب لرئیس مؤتمر الحوار لینسحب هو الآخر، كما جاء في بیان انسحابه من مؤتمر الحوار &الحوار مختطف من قبل جهات موالیة للشمال، وهو مؤامرة على القضیة الجنوبیة، والحوار لا یكون إلا بین .2013 - دولتین شمالیة وجنوبیة&، البیان الذي نشرته صحیفة الأیام في نوفمبر 27 أما مخرجات مؤتمر الحوار فكان منها طرح &ست أقالیم& عبر لجنة أقرتها خارج مؤتمر الحوار، في حین كان الحزب الاشتراكي قد قدم مقترح اقلیمین شمال وجنوب في اطار الوحدة ومع ذلك رفض الجنوبیین هذا الطرح، علماً بأن الحزب الاشتراكي لم یدخل مؤتمر الحوار ممثلاً للجنوب بل كغیره من الاحزاب الاخرى.
وبالحدیث عن مقاطعة مؤتمر الحوار في الجنوب، لابد من ذكر مقاطعة الجنوبیین للانتخابات الرئاسیة للمرشح الرئاسي التوافقي هادي والتي تمت في فبرایر 2013 ، حیث لم یشاركوا فیها، وهذا انعكاس على وعي الشعب الجنوبي بقضیته ومطالبه وعدم استعداده للانحیاز عنها مقابل أي حل &ترقیعي&.
وبالنظر إلى الوعود التي قدمت في مؤتمر الحوار كان هناك 20 نقطة + 11 من المطالب طرحت، قالت الحكومة أنها ستنفذها لاثبات حسن نیتها تجاه الجنوب ولكن لم یتم تحقیق أي منها. مؤتمر الحوار لم یعالج شئ من مطالب الجنوبیین.
وانطلاقاً من إیماننا الراسخ بأن الشعب الجنوبي لا یتحدث عن قضیة مظالم، أو عن مكاسب على حساب أهل الشمال، بل عن قضیة سیاسیة راسخة تتعلق باستعادة سیادتنا الوطنیة، فإننا ندعو التحالف العربي والمجتمع الدولي إلى إجراء استفتاء شعبي جنوبي عام ومفتوح وحر ونزیه حول تقریر مصیر الجنوب، یكون خاضع لرقابة دولیة وحاصل على ضمانات من دول
المنطقة والمجتمع الدولي، لنرى من خلاله ثقل المجلس الانتقالي الجنوبي في مصداقیة أهدافه وتمثیل الجنوب بدلاً من اضاعة الوقت في البیانات وادعاء تمثیلنا أو عدمه في مؤتمر الحوار وحكومة &الرئیس هادي&.
أحداث ینایر 2018 حاول تقریر السفارة تقدیم الكثیر من المغالطات لتصویر المجلس الانتقالي كمعتدي في صدامات ینایر 2018 التي بدأت بتحرك سلمي شعبي تم الإعلان عنه مسبقاً في 27 ینایر، حیث طالب السكان بإسقاط الحكومة التي فشلت ( ومازالت فاشله ) بإنجاز أي من واجباتها بما في ذلك تأمین أبسط مستلزمات الحیاة للسكان من ماء نظیفة، وكهرباء، ووقود، وخدمات الصرف الصحي، والتعلیم والصحة وخدمات أساسیة أخرى.
أربع سنوات ولم تقدم الحكومة أي شئ من مطالب الشعب لا الخدمیة ولا السیاسیة، لیأخذ الشعب المبادرة ویقوم بالتحرك في 28 ینایر دیموقراطیاً وسلمیاً للمطالبة بحقوق المواطنین والقول لا لفساد الحكومة، وأبعد ما تخیله المواطن في الجنوب هو أن یقال عن تحركه الشعبي هذا بأنه &انقلاب& كما ادعت سفارة &الشرعیة الیمنیة& في واشنطن.
أحداث ینایر لم تكن إلا محاولة شعبیة لطرح بعض المطالب، قابلتها قوات تابعة ل&الشرعیة الیمنیة& بالعنف لتردي أكثر من 16 شهیدا، لتتدخل قوات المقاومة الجنوبیة منحازة إلى الشعب. حكومة الرئیس هادي تعلم أنه كان بإمكان قوات المقاومة الجنوبیة التقدم الى مقر الحكومة في جبل معاشیق بحمایة وتأیید من الشعب الجنوبي ومحو أي تواجد لحكومتهم على أرض الجنوب، إلا أن وعد التحالف بحوار سیاسي قادم جعلنا نلتزم بالتوصل الى حلول مشتركة مع شركائنا في التحالف العربي.
حتى إعلان &بیان عدن التاریخي& في 4 مایو انبثق من قلب رغبات ومطالبات الشعب الجنوبي حیث تم الاعلان عنه من خلال ملیونیة حضرها الشعب الجنوبي في التفاف شعبي حقیقي لا لبس فیه حول أهداف البیان وما تضمنه.
فنحن في الجنوب استقبلنا الرئیس هادي بعد هروبه من صنعاء ولم یكن یملك حینها جندي واحد یوالیه، أو أي قوة تذكر لیختار لاحقاً الهرب الى السعودیة وترك الجنوب لیواجه مصیره من اعتداء الحوثي علیه.
والأمثلة التي تظهر هزالة الشرعیة الیمنیة وعدم قدرة الرئیس هادي على السیطرة الفعلیة على الأرض كثیرة. فعلى سبیل المثال في &حادثة قاعدة العند الاستراتیجیة& في لحج التي كان الرئیس هادي یعتبرها من المناطق التي یراهن علیها بسهولة، انقلبت علیه لصالح الحوثیین.
كما كان الجنوبیون العزّل أول من حمل السلاح وواجه الحوثیین وطردهم من المحافظات الجنوبیة التي كانت السباقة في دحر خطر النفوذ الایراني وذلك بدعم واسناد من قوات التحالف العربي.
لقد قاتلت قواتنا (قوات المقاومة الجنوبیة) ببسالة أعداء العالم كله على أرض الیمن، حیث دفع شبابنا الثمن من دمائهم لدحر القاعدة من عدن وكل محافظات الجنوب، بینما لم تقم &الشرعیة الیمنیة& بأي جهود تذكر في هذا الصدد حتى في مسقط رأس الرئیس هادي.
المرجعيات الثلاث ليست أكفاء الحلول للازمة في اليمن:
لا تنسجم القرارات الأممیة المرتقبة حول الیمن مع مزاج &الشرعیة الیمنیة& التي لم تراعِ حجم میزان القوى على الأرض المبادرة التي قدمها مستندة على المرجعیات الثلاث المبادرة الأممیة المبنیة على خطة السلام التي سیقدمها المبعوث الأممي للیمن ستراعي حجم القوى السیاسیة على الأرض والدعم الشعبي لها، ولا تنسجم تماماً مع تمسك الشرعیة الیمنیة في المرجعیات الثلاث التي أثبتت التجربة أن التمسك بها سیؤدي الى طریق مسدود وإعادة تدویر للمشكلات.
وفي تقریر مجلس الامن العام الماضي ، لم یتم التركیز على المرجعیات الثلاث، حیث ترك التقریر الباب مفتوحاً على حلول أخرى لیقوم مندوب &الشرعیة الیمنیة& في الأمم المتحدة حینها بإصدار بیان یركز ویذكر بالمرجعیات الثلاث.
كما تلقینا تأكیدات موثوقة من دوائر صنع القرار في الأمم المتحدة بأن المجلس الانتقالي الجنوبي سیكون أحد الأطراف الرئیسیة والفاعلة التي لن یستوي الحل للصراع في الیمن دون إشراكه بشكل رئیسي في أي حلول أو مفاوضات.
ومن الثغرات التي تدل على نقصان &شرعیة الشرعیة الیمنیة& وعدم امكانیة تحقیق مشروعها &مخرجات الحوار& هو فشلها في ادارة المناطق المحررة من الحوثي وتقدیم الخدمات، حیث خلق تحریر المدن الجنوبیة من قبضة الحوثیین وقوات الرئیس المقتول علي عبد الله صالح آنذاك ، حالة فراغ أمني في المناطق المُحررة، ملئتها القوات الجنوبیة بدعم دول التحالف العربي بقیادة السعودیة والإمارات العربیة المتحدة تحدیداً، وهذا أول عائق یجعل العالم یتردد في حسم الأمور لصالح &الشرعیة الیمنیة&، وهو أیضاً أمر أشار إلیه تقریر الأمم المتحدة العام الماضي حول الیمن.
وبعد مقتل الرئیس علي عبد الله صالح، كان من المتوقع أن یحصل الرئیس هادي على ارث ونصر سیاسي كبیر یذهب الیه تلقائیاً من خلال حصوله على تأیید حزب المؤتمر، الا أن الحزب لم یفضَّ الشراكة مع الحوثیین حتى الآن، ففي بیانه الأول الذي أصدره عقب مقتل صالح، كان متماهیاً مع مواقف الحوثیین، واستمر &المؤتمر& بالتحالف مع الحوثیین تحت الزعیم القبلي الجدید صادق أمین أبو راس لتخرج الشرعیة الیمنیة صفر الیدین من مقتل صالح. هذا كله یخلق اشارات استفهام لدى القوى الفاعلة اقلیمیاً ودولیاً حول قدرة الرئیس هادي بالفعل على تطبیق خططه على أرض الواقع في حین فشل في السیطرة على الحزب الذي كان من المفترض أن یرثه بشكل تلقائي وسلس.
وبینما واقع الحال یؤكد تبعیة الجناح الأقوى والأكثر تأثیراً في المؤتمر للحوثیین، لجأ الرئیس هادي كالعادة للحیلة بالبحث عن نسخة جدیدة من &المؤتمر& تعلن تأییده ولو على دولة لا وجود لها إلا على الورق فقط، ولو كان الحدیث عن جناحین فقط في المؤتمر الیوم لكان الأمر&هیناً& إلا أن الحدیث الآن عن ثلاثة أجنحة ثالثها یسعى الى دفع العمید أحمد علي صالح كخلیفة لوالده في رئاسة الحزب.
حال المؤتمر مع الشرعیة الیمنیة، ینطبق على حال حزب الإصلاح المتشظي أیضاً بین طمعه بالمناصب، وخطه المستقل تماماً، حیث یحلق الاصلاح في سرب بعید جداً عما یدور في رأس الرئیس هادي وشركائه، وفقاً لخطة ترسمها قطر وتركیا روحها یكمن في معاداة التحالف العربي واستنزاف قواته.
حلول الشرعیة الیمنیة:
ما تبرع به الشرعیة الیمنیة منذ سنوات هو تدویر المشاكل والهزائم وتصویرها على أنها انتصارات، ترید أن تثبت سیطرتها على الأرض من خلال تأمین شارع یستعرض به رئیس وزرائها تارة ثم رفع علم الشمال على قمة احدى تلال الجنوب (جبل معاشیق) تارة اخرى. لیبقى السؤال الكبیر لماذا لا یزور &الرئیس الشرعي& ما یسمیها &بعاصمة الشرعیة الیمنیة المؤقتة& &عدن& ؟ والجواب یعرفه أهل الشمال والجنوب وهو أنه لا یملك فیها هو ووزراءه المنتشرین في كل بقاع الأرض أي شعبیه أو قبول من الشعب ولذا فهم یلجأون إلى التحایل لأخذ صورة للذكرى في &العاصمة المؤقتة& التي یفتقدون فیها وفي الجنوب لأي تأیید شعبي.
وتدرك المنظومة الحاكمة للشرعیة انعدام الأمل في السیطرة على الأرض إلا بالاحتیال المؤقت والقاصي والداني یعلم أن الأرض في الجنوب هي لخزان بشري تعداده 7 ملیون نسمة یؤید استقلال أرضه، وتحظى قواتهم (المقاومة الجنوبیة) بدعم
التحالف وثقتهم فیها على الأرض كقوات حلیفة لها مصالح وأهداف مشتركة طویلة الأمد مع التحالف العربي والمحیط، بعكس لوحة &البازل& التي شكّلت الشرعیة الیمنیة حیث ضمت أشخاص من توجهات مختلفة ومتناقضة تتحین الفرصة للانقضاض على بعضها البعض، كونهم شخوص مستعدین للتنازل عن طموحات ومطالب من انتدبوهم لصالح مشروع هجین یخدم مصالحهم الآنیة والضیقة.
أثبتت الشرعیة الیمنیة منذ إعلان الانقلاب وحتى الساعة، لحلفائها في التحالف ولنا وللعالم أجمع عدم قدرتها على تأمین أي من مناطق الیمن بسهولة، فلو تركت الشرعیة الیمنیة وقواتها وحیدة لتقاتل طواحین الهواء والحوثي والقاعدة في الیمن، لما نالت أكثر من بلد یشبه قطعة جبنة سویسریة مقطعة الأوصال. لقد أثبت الجنوبیون ومجلسهم الانتقالي انهم حلفاء حقیقیون لدول التحالف والمجتمع الدولي في مواجهة الارهاب وسیظلون یقومون بواجبهم حمایة لوطنهم ودعماً للامن الاقلیمي والدولي، بما في ذلك الإسهام في حمایة خط الملاحة الدولیة في خلیج عدن وباب المندب والبحر الأحمر.
كما برز قادة جنوبیین، یمسكون بزمام الأمور على الأرض، مجرد وجودهم یظهر عدم انسجام الشرعیة الیمنیة وعدم سیطرتها في الواقع فالقائد الجنوبي &اللواء هیثم قاسم طاهر& وكان قد شغل منصب وزیر الدفاع في دولة جنوب الیمن (جمهوریة الیمن الدیمقراطیة الشعبیة)، یسیر جنباً الى جنب مع قادة قوات التحالف كالقائد الفعلي لجبهة الساحل الغربي، على الرغم من عدم تعیینه بشكل رسمي من الرئیس هادي.
مهما كان حجم التزییف والإدعاء الذي یطلق من قبل الشرعیة بعدم شرعیة المجلس الانتقالي الجنوبي ووصفه بالانقلابي ، فإن ذلك لا یحجب حقیقة مشروعیته المستمدة من الشعب وحقیقة وجوده على الارض الجنوبیة كلها كفاعل لاینازعه احد لیس هذا فحسب بل واصبح له تمثیل سیاسي ودبلوماسي في كل من الولایات المتحدة الأمریكیة وكندا والاتحاد الأوروبي وبریطانیا ومصر وموسكو والسعودیة والإمارات وسیتمدد في دول أخرى قریبا كما اصبحت له صلات مباشرة مع دوائر الحكم وصنع القرار في تلك البلدان ومع عددا من بعثات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والمنظمات الانسانیة .
دور المجلس الانتقالي الجنوبي معروف لدى دول العالم في جدیته وحزمه في قیادة مكافحة الارهاب وحمایة باب المندب وحمایة المیاه الإقلیمیة وحریة الملاحة ووقف التمدد الإیراني في منطقتنا الاستراتیجیة كاهداف له لا یحید عنها ، وانتصاراته جلیة وشراكته ضمن التحالف العربي في كل ذلك لاتنكر بل وتعبر عن الثقة والاعتراف به ، وبعد ذلك یصبح عدم الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي من قبل الشرعیة لا یساوي غیر الاعتراف بعدم اي وجود لها على الأرض وهذه هي الحقیقة .
آن الأوان لیعلم القائمون على &الشرعیة الیمنیة& أنهم لیس الا طرفاً واحداً من الأطراف التي سیجلس معها المجتمع الدولي ویستمع إلیها جمیعاً بالتساوي للتوصل الى حل دائم وعادل للوضع في الیمن شمالاً وجنوباً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق