يا ليت تجار الدم وخونة الاوطان يعلمون ان الدم غالى وتراب الوطن اغلى
ابطال الجبهات العربية يروون تراب الوطن بدماءهم الذكية لكى تنبت اشجار الحرية ليستظل بها الاجيال القادمة
من اصعب اللحظات التى مرت امامى فى تاريخ تغطيتى لاحداث الجنوب العربى هى زيارتى لاحد الجرحى بمصر وهو البطل مراد محمد على الذى اصيب فى جبهة كرش والذى اعتبره ابن من ابنائى مثلما اعتبر اى جريح ، لحظات عصيبة مرت على بطل من ابطال الجنوب اليوم امامى وهمه بينقلوه من العناية المركزة لكى يقوم بعمل اشاعة
كنت ارى النفس ينقطع لبضع ثوانى ليعود مجددا عبر الخراطيم ، وارى ملامح الحياة تختفى من ملامحه لتعود مجددا ، كنت ارى هبوط فى عدد دقات القلب مصحوبة بهبوط التنفس وهو مسلم امره لله وصابرا على البلاء
ومشكلتى كلها اليوم انى فاهمة اللى بيحصل بسبب تغيرات الارقام التى تظهر على الشاشة والطاقم الطبى كان مهتم جدا بالحالة ولم يتهاون معها ولم يقصر على الاطلاق وتركونى مع الحالة لعدة ساعات مع ان هذا ممنوع ولكنهم كانوا بحاجة الى رفع روح المريض المعنوية وهو اطمن لما علم انى سها البغدادى ام الجنوب
كنت كل شوية اقول له اطمن انا امك وجمبك كان يكتفى بابتسامة لان الانبوبة اللى متركبة فى الشق الحنجرى تمنع الاحبال الصوتية من اصدار الكلام وخصوصا بعد ما طلع من حجرة الاشعة وهو واثق ان امه جمبه ومش هتتخلى عنه
بعدها ذهبت الى مدير المستشفى فعلمت منه ان شهريا بيجى للمستشفى من الجبهات خالتين او ثلاثة من نفس نوع الاصابة وقال لى مستنكرا همه بيضربوهم بأيه هناك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق