نعم هذا يوم الفكرة الطيبة التي يظلل تاجها كل شئ .. يوم أخي جاوز الظالمون المدي .. فحق الجهاد وحق الفدا .. أنتركهم يغصبون العروبة .. مجد الأبوة والسؤددا .. وليس بغير صليل السيوف .. يجيبون صوتا لنا أو صدي .. فجرد حسامك من غمده .. فليس له بعد أن يغمدا .. أخي أيها العربي الأبي .. أري اليوم موعدنا لا غدا .. نعم اليوم يوم "عاصمة القلب" المجاهدة التي اقتدت بعد أن تعلمت من أمها أسماء بنت أبي بكر وهي تهزم رهط قريش .. وليس يوم حكيم والجسمي .. ليس يوم فاضلة منتقبة تذهب وتتعلم في مركز يخلد إسم وسيرة سيزا النبراوي التي حاربت وأحرقت الفضيلة والحجاب .. نعم ليس يوم قمة عربية تعقد فلا تنتج إلا كلام ساكت...
ما أشبه الليلة بالبارحة
في مثل هذه الليلة 14 من إبريل من عام 1986 وفي محاولة غادرة جبانة؛ أغارت طائرات اليانكي من رعاة البقر علي بيت العز والصمود؛ متجاوزة كل البيوت والقصور وحتي الكهوف؛ لتلقي بحممها وحقدها علي البيت الصامد ورمزة معمر القذافي وما أشبه الليلة بالبارحة فهاهم برابرة الغرب بقيادة قراصنة الطين العفن في نفس الليلة 14 إبريل يضربون سوريا الإقليم الشمالي والجيش الأول بنفس الطريقة؛ لكن المقصود منها الجيش الثاني والثالث الإقليم الجنوبي مصر .. فسورية علي مدار السبع سنوات العجاف الماضية لثورات أراذل الشعوب طالها ما طالها من التدمير والخراب فهي ليست بحاجة للمزيد من الإعتداء.. ولقد قال أحدهم ضرب دمشق تمهيد للنيل من القاهرة. قال الشاعر"بول فاليري": "التاريخ أخطر محصول أنتجته كمياء الفكر" وانطلاقا من هذه المقولة العبقرية؛ يجب علينا أن نتخذ من هذا الإنتاج الفكري؛ وحصاد الأحداث؛ عبرة ويعظة واستثمارها بشكل جيد للحاضر والمستقبل!!..
سؤال جوهري: هل توجد فكرة طيبة عند القوم وغلمانهم في القمة العربية المنعقدة؟!!.. بالطبع لا.. القوم يهربون إلي الماضي باستحضار سيرة خالد بن الوليد وصلاح الدين وبيبرس وقطز .. لقد نجحوا فيما فشل فيه آينشتين حين أراد أن يعيش في الماضي .. أو يهربون للأمام بقفزة في الظلام بإستبدال البطولة الحقيقية ببطولة مزيفة والبطل الحقيقي بحاس البطولة المزيف .. القوم مفلسون لا يبرحون مكانهم متحركين محلك سر؛ ليس لديهم إلا الجانب المعرفي المشوة فكما قال: بن خلدون "ولقد أصبحت المعرفة تولد جهلا" ليس لهم من جهد في الجانب الإجرائي أو الجانب العملياتي. وما أصدق من إعتراف الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون عندما قال: "أمريكا دولة عظمي ولكن بلا أفكار". وعندما تقدم الروس خطوة واحدة علي الأمريكان في برنامج غزو الفضاء قامت الدنيا في أمريكا ولم تقعد ففي وثيقة أمة في خطر سنة 1983 للرئيس الأسبق ريجان "إذا فرض علينا نظام تعليم معين فسنعتبر هذا بمثابة إعلان حرب وسندخل الحرب". فهل يمتلك القوم الشجاعة الأدبية ويعترفوا بأخطائهم فالمؤمن رجاع أم أنها الخيانة والجهالة والإستكبار .. تريدون العودة للتاريخ؟!!.. إذن فلتصنعوا التاريخ.. أصنعوا خالد وصلاح الدبن وعمر .. تراكم تقدسون البطولة في كل لهو رياضبة وفنية.. ولا تنصرونها في مواطن. وساحات الجد .. إنكم فيها زاهدين مشوهين محاربين سارقين هذه هي جملة انجازاتكم في الحل الوحيد أمامكم..
من هنا نبدأ
أيها الحكام أيها الشعوب لن نخرج من الهزائم التي نحن بها إلا بمعجزة البطولة؛ وأعداء هذه البطولة ليسوا من يسبونها أو يحاربرنها من الداخل أو الخارج فهم يمهدون لها أرضية خصبة ليعرفها الناس. بل أعداؤها الحقيقيون هم من لا ينصرونها .. معجزة البطولة بشقيها: بطولة الأمة التي "تسمي إرادة" وبطولة الفرد الإنسان التي "تسمي معجزة". وكما عرف لا يفل الحديد إلا الحديد فكذلك لا يفل الوهم إلا الوهم.. فالأعداء بنظرية الفوضي الخلاقة التي يحاربوننا بها قد جمعوا فيها خمسة سنن كونية هي كالآتي:-
1- العامل التاريخي. 2- العامل الإجتماعي. 3- العامل الإقتصادي. 4- العامل الجغرافي. 5- العامل العسكري.
ولم يبقي لنا مو هذه السنن بين أيدينا إلا العامل السادس ( سنة البطولة). وهي عين ما يخشاه الغرب. يقول بن جوريون "أخشي ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي من يوجه خلافاتهم إلينا". ويقول: هنري كيسنجر "لن نسمح بميلاد ناصر جديد".
فبالله العجب لو سمع بشار الأسد النصيحة نصيحتي له عام 2008 عندما أرسل إلي أحد أبناء عمومته.. حضر ندوتي المقامة في حزب مصر العربي الإشتراكي وكانت بعنوان "سورية الدولة الحائرة بين الفرس والعرب". عرفني بنفسه وطلب ورقة البحث فأجبته ليس معي تركتها في البيت.. عندها طلب مني أن أستضيفه .. ركبنا سيارة زوجتي راح يناقشني في بعض النقاط التي أثرتها في المحاضرة .. الطريق كان من المعادي إلي حدائق الأهرام .. لم تنقطع إتصال السفارة السورية له طوال الطريق فطلبت منه أن يبقي الخط مفتوح .. وصلنا المنزل أحضرت له البحث وبدأت المناقشة.. كانت فكرته تتلخص في لم شمل الشعوب عن طريق أبطال ورموز لا ينازعون الحكام والأنظمة سلطانهم بل يرفعون الضغوط الخارجية من علي كاهل الأنظمة من خلال ثلاثة أهداف تعمل بهم اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة.
1- لا للفرقة. 2- لا للتدخلات الخارجية. 3- العمل علي صناعة البطولة ..
فاجأني بأنه يعرف عنها كل شئ فقط يريد أن تدخل سوريا بعض أفراد إلي اللجنة فقلت له أهلا وسهلا.. فرد: ولكنك ترفض. فقلت له طالما أن لجنة سورية من الشعب وليس النظام .. وأخذ يعدد مزايا وجود سورية الدولة في اللجنة من كل النواحي لكنه وجدني أكثر اصرارا في الرفض عن ذي قبل.. أخذ الضيف واجب الضيافة وقبل الرحيل قال إن البحث ليس به كثير جديد .. استأذنت الضيف وأخذت البحث ومزقته ووضعته في سلة القمامة إستغربت زوجتي فنظرت إليها بأن تلقي عليه ما تبقي في الأطباق .. رجعت له جلسنا خمس دقائق تقريبا وإذا به يصدق حدثي.. أين البحث؟.. فرويت له ما حدث منذ دقيقتين. فقال أنا أريده .. أنا أريده وقال ممكن أن أضع يدي في السلة وأنظفه.. فقلت له لا تزعج نفسك فهو ليس به جديد كما قلت.. فقال: لم أكن أقصد .. فقلت له أنت ظننت أني علي شاكلة من يتعاملون معكم فأردت أن تساومني علي المال المدفوع وأنا لا أتاجر بهموم أمتي والا كنت قبلت بعروضكم وعروض غيركم المغرية .. بالفعل أدخلته المطبخ ووضع يده وأخذ كل أوراق البحث الممزقة .. ثم انصرف وتعددت اللقاءات .. وتكررت مرات ومرات عرضه بالنسبة للجنة وعندما لم يجدوا بدا صاروا يحاربونني بكل الوسائل...
العرب: وصول للنهاية قبل النهاية
آه لو كانوا سمعوا النصيحة ما كانت وقعت نكسات الربيع العربي .. في اليوم الثالث من إندلاع ثورة أبي لهب في سورية الحبيبة كنت علي إحدي القنوات متوجها بالحديث في جزء منها لبشار الأسد .. قل أننا تيقنا بالدليل أن وراء هذه الأحداث الغرب ومعهم إسرائيل وإذا لم تتوقف تلك المهزله سيكون الردع "خيار شمشون" علي وعلي إسرائيل ومن يقف معها.. يا سيادة الرئيس: مجرد التلويح بهذه الورقة سيضمن لك تعاطف كل الشعوب الإسلامية وسيتخذونك بطلا وتحل المشكلة .. هذه اللغة وهذه الفكرة هي أخشا ما يخشاه أعداء الأمة .. تم قطع البث علي في مدينة الإنتاج ومع ذلك لم يستفد بشار من الفكرة وها هو من عدة أيام بالتحديد بعد سبعة سنوات يقول بها بشار بعد فوات الأوان .. بعد أن أجري معي حوار وهو أحد الشبان السوريين الدكتور/ نواف إبراهيم علي أثير إذاعة صوت روسيا العريقة بأن المستشارة السياسية للرئيس الدكتورة "بثينة شعبان" ترغب في الإتصال بك لأنهم بصدد عقد مؤتمر في لبنان للبدأ في تنفيذ فكرة "اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة" وستتحدث معك في سبل الخروج من الأزمة .. فقلت له علي الرحب والسعة وذكر لي هل تستطيع الذهاب لبيروت فأجبته علي الفور من سمع صوت النداء لا يمكنه إلا أن يلبي النداء .. طرحت الموضوع في اللجنة للمناقشة .. فكان السؤال: كيف نرفض التعاون مع الأنظمة والآن نقبل به؟؟!.. فأجبت الأبطال السياق العام للأحداث قد تغير نحن كنا نزيل الضغط الواقع عليهم والذي كان يسلبهم إرادتهم أما الآن فالأوطان نفسها -الشعوب- تسلب إرادتهم بالربيع العبري.
ولكن تلك المبادرة أجهضت عن طريق الفرس المجوس إيران.. بعد إقتحام السفارة السورية في مصر من بعض عناصر الجيش السوري الحر - مرتزقة أمريكا - المتواجدين في مصر ومعهم مرتزقة ميدان التحرير ثوار 25 يناير من الإخوان والسلفية وعلمانيين وبلطجية ميدان التحرير .. جاءني أحد الأصدقاء السوريين المقيمين في مصر من قبل هذا بعدة سنوات متسائلا ولكن هذه المرة باستعجاب لماذا تقف مع المجرم بشار هكذا قال؟!!.. أنظر هذه أوراق تخصك أحضرها الثوار بعد اقتحامهم للسفارة هذه وثائق التآمر ضدك وضد اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة موجهة بالتبادل بين السفارة السورية ووزارة الخارجية السورية!!!... فقلت له يا أخي هذه مؤامرة وليست ثورة .. واعلم أن معارضة النظام أي نظام بحق شرف ومجد أما معارضة الأوطان فهي عمالة وخيانة بامتياز .. فأنا لن أقول يحيي أبي .. يحيي أخي .. بل يحيا الوطن
وللحديث بقية ... بقلم صدي البطل,, أيمن فايد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق