اخبار ذات صلة

الجمعة، 19 يناير 2018

الحروب بالوكالة ومن الاخطر الحليف العسكرى أم العدو المقاتل

الخليل بوخال يكتب :

تعتبر الحروب بالوكالة ظاهرة لافته في هذا الوقت في المنطقة العربية.

 وهي لاتختلف كثيرا عن الحروب التقليدية. فكل الوسائل المستخدمة في الحروب التقليدية تستخدم في الحروب بالوكالة ,

 جوهر الإختلاف بينهما :
--  إن الحروب بالوكالة تعرف على الأقل مشاركة طرف ثالث او اكثر في النزاع بجانب أحد الطرفين المتناحرين في ساحة القتال .

--  الحروب التقليدية تكون فيها الأطراف المتقاتلة سيدة قرارها في الحرب و السلم, بينما الحروب بالوكالة فتخضع الأطراف المتحاربة لجهات خارجية تملك معظم الخيوط المتحكمة في صياغة الإجراءات الميدانية, بحيث يكون قرار التصعيد و التخفيف من حدة القتال في ملك أطراف غير حاضرة ميدانياً.

*لهذا فمن خصائص الحروب بالوكالة الأتي :*
---------------------------------------------------
--  الحروب بالوكالة القرار بيد الاطراف الخارجية.

--  وجود علاقة فوقية تربط الطرف المقاتل بالحليف الخارجي.

--  الطرف الخارجي  يلعب  دور الممول,

--  الطرف الخارجي حامي العقيدة المتبناة مع الحليف المتواجد في ساحة المعركة.

--  قد يجتمع الوجهان (التمويل وعقيدة التدخل) في بعض الحالات مما يعطي للصراع زخما إضافيا, و يوطد العلاقة بين الأطراف المتحالفة بما يجعل فك الإرتباط صعب المنال أو شديد التعقيد .

--  نكران الأطراف الغير المباشرة تدخلها او نسبة الجرائم التي تحدث للاطراف المتصارعة, و إن كانت تملك قرار الحل و العقد بحكم تفوقها على الطرف المتحالف المتورط في القتال ميدانيا.

-- صعوبة عملية تسوية الصراع بين الاطراف المتحاربة و التقليل من فرص نجاحها. و ذلك راجع بالأساس إلى رفض الأطراف الخارجية الجلوس للتخاطب و إكتفاءهم بإدارة المفاوضات عن بعد و بلسان حليفهم العسكري.
فتصبح جلسات التفاوض بينهما و كأنها تدور بين أصم و أصم .

-- الخضوع الكامل من الطرف المقاتل المتحالف لأوامر الطرف الخارجي الداعم .

--  الطرف الخارجي لايهتم بالخسائر المادية والبشرية للاطراف المتقاتلة مهما بلغ التدمير وعدد القتلى والمشردين والجوعى كون الحرب ليست على ارضه ويسعى لتحقيق اهدافه.

تعتبر الصراعات المندلعة في منطقة الشرق الأوسط حالياً حروب وكالة بإمتياز. كما أن مصدرها واحد و إن تعددت بؤر التوتر و التنظيمات الناشطة ميدانيا.

فالحرب في العراق, و الحرب الأهلية في سوريا, و التوتر الطائفي في لبنان و ما تشهده  اليمن مؤخرا من حروب, كلها تصب في خانة حروب وكالة تدفع بها دول الخليج العربي و النظام الإيراني لإعتبارات جيوسياسية,

و ليس كما يروج له بمسميات زائفة من هذا الطرف و ذاك بهدف تجييش المشاعر و توريط دول و شعوب المنطقة في صراع لا يعنيهم بالمرة.

وهي كما يقول المحللون : إن الحروب  لاعادة تقاسم النفوذ في المنطقة والحصول على مصادر الطاقة بين الدول المتصارعة  .

✍ الخليل بوخال  -- الراي المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق