اخبار ذات صلة

الجمعة، 13 فبراير 2015

اتهام رئيسة الأرجنتين رسميا بحماية إرهابيين

وجهت النيابة العامة في الأرجنتين إلى رئيسة البلاد كريستينا فرنانديز دي كيرشنر تهمة التآمر في قضية تفجير مركز الرابطة اليهودية AMIA في بوينس آيرس عام 1994.
وذكرت صحف غربية الجمعة 13 فبراير/شباط أن المؤامرة كانت بمشاركة سياسيين اثنين بهدف حماية إيرانيين مشتبه بهم في حادثة التفجير.
وكان العضو في النيابة العامة ألبرتو نسمان الذي حقق في تفجير المركز اليهودي قد وجد مقتولا في 18 يناير/كانون الثاني الماضي بطلق ناري في رأسه داخل شقته بالعاصمة وعثر بجوار جثته على مسدس، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الحادثة قد تكون انتحارا لكن المحققين أعلنوا فيما بعد إمكانية أن يكون نسمان قد أرغم على قتل نفسه.
وأعلنت كيرشنر بعد حادثة قتل نسمان عن نيتها حل جهاز الاستخبارات في البلاد. وقالت إنها ستحيل إلى الكونغرس الوطني (البرلمان) مشروع قانون ينص على إقامة جهاز استخباراتي جديد لأن الجهاز الحالي لم يتم إجراء تغييرات فيه منذ الإطاحة بالحكومة العسكرية سنة 1983.
وتؤمن كيرشنر بأن حادثة قتل النائب لم تكن انتحارا بل عملا مدبرا من قبل "فاسدين" داخل جهاز الاستخبارات وضباط من أجل اتهام الرئيسة والحكومة.
المصدر: RT + وكالات

حوار مع الرسامة الجنوبية المتألقة صبا آل عفيف: المـرأة تعطي كثيراً.. وأن عطاءها هو الحياة والجمال.. فامنحوها الثقة والفرصة لإنقاذ هذا الوطن " ..

في حوار صحفي مع الرسامة الجنوبية المتألقة صبا آل عفيف: المـرأة تعطي كثيراً.. وأن عطاءها هو الحياة والجمال.. فامنحوها الثقة والفرصة لإنقاذ هذا الوطن " ..

- أرسم الشهداء بالقلم لتخليـد ذكراهم وهدفي التضامن مع أسرهم وأخبارهم بأن تباعد الأجساد لا يعيق تواصل الأرواح


-القانون كالعقل بالنسبة لي، والرسم هو العاطفة وكلاهما يشكلان شخصيتي " ..

في إطار اهتمامنا بالشباب الجنوبي من الجنسين وتسليط الأضواء عليهم لاسيما المبدعين والموهوبين منهم في شتى المجالات، أجرت ( صحيفة صدى الساحة ) الصادرة من عدن حوارا صحفيا مع الطالبة الجنوبية صبا آل عفيف الموهبة الفريدة والمتألقة بفن الرسم ناهيك عن امتلاكها قلم حر وصاحبة فكر نير كونها متخصصة بدراسة القانون .
صبا آل عفيف ذو العشرينيات من العمر، بالرغم من بعدها عن الوطن الأم منذ طفولتها، وانشغالها بدراستها العليا، إلا أنها تشارك أبناء وطنها أحزانهم وآلامهم بحسها الإنساني وقلمها وريشتها التي رسمت أروع اللوحات لشهداء الجنوب الاخيار رحمة الله تغشاهم وغيرهم من الشخصيات التاريخية جنوبية وعربية وعالمية وغيرهم .
فإلى حصيلة الحوار :

حاورها : بشير الغلابي

* هلا تكرمتي بإعطاء بطاقة تعريفية بحضرتك للقارئ الكريم ؟
- صبا آل عفيف، من أسرة مغتربة في السعودية، ولدتُ خارج الوطن، نشأت وتلقيت التعليم الأساسي في جدة ثم التحقت بكلية الحقوق بجامعة الملك عبدالعزيز ، وانتظر تخرجي خلال منتصف هذه السنة بإذن الله، من هواياتي الرسم والتصوير والكتابة. كان لقاءي الأول والوحيد باليمن عموماً في عام 2010م مع بدايات الثورة والاضطراب الأمني، قضيتُ حوالي اسبوع في صنعاء وآخر في عدن .. ومازالت الذكريات عالقة بمخيلتي إلى اليوم .

* متى اكتشفتي انك تملكي موهبة الرسم وكيف كانت في طفولتك؟
- لم يكن أمراً اختيارياً، لطالما كانت تشدني كثيراً الملامح البشرية، فبدأت بالتركيز عليها، دون شعور مني، حتى انتبهت لهذه الموهبة الفطرية مبكراً معلمة التربية الفنية «أ.زكية قاضي» في الصف الثاني الابتدائي .. والتي لها الفضل بعد الله في تعريفي بما أملكه من قدرة على تصوير لوحة تُسعد الناظر إليها، وقد سألتني حينها ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبرين ؟ فأجبتها ، (رسامة) إلا أن القدر كان يخبىء لي أمراً آخر .. فلم أتخصص بالرسم أو الفن التشكيلي أبداً بل اتجهت لدراسة القانون.

* الرسم والقانون، ما الرابط بينهما ؟ ألا يوجد تناقض بين الأثنين ؟
- لا.. فعندما كبرت وبدأت تتحدد ميولي أكثر، وخاصة في وجودي في وقت تكثر فيه الانتهاكات والمظالم، وجدتني أميل لدراسة القانون.. فقررتُ أن يكون تخصصي، واكتفيتُ بالرسم كهواية.
والحقيقة أن من ينظر للأمر بسطحية قد يجد عدم موائمة بين الرسم والقانون ، لكن قليل من التأمل في الاثنين يمكنك من استنتاج الرابط القوي بينهما، فالرسم نوع من الفنون الجميلة، خطوط أو ألوان تُرسم في انتظام معين تشكّل قانون خاص بالرسام وحده، تعكس نظرته وشخصيته، بالمثل القانون هو نوع آخر من الفنون، فن تنظيم الحياة بجميع مجالاتها، واظهار الإنسانية في ارقى أحوالها والتزامها بالنظام.. ويكفيك معرفة أن آلة القانون الموسيقية سميت بذلك لانتظامها واتساع نغمها وطربها، حيث تغطي كافة المقامات الموسيقى العربية، ولذلك تعتبر هي القانون او الدستور لجميع الآلات الموسيقية عند العرب، تماماً كالبيانو عند الغرب. فهنا امتزج القانون بالفن، فظهرت مادة موسيقية رائعة .

* كيف تستطيعين التوفيق بين دراسة القانون والاهتمام بالرسم؟
- بصراحة، تخصصي الدراسي سرقني كثيراً من ممارسة هواياتي وعلى رأسها الرسم، وهذا من أشد نواحي تقصيري، أنني كرستُ كل وقتي للقانون وأمور أخرى ولم أعطِ للموهبة حقها من الاهتمام، ومع ذلك يظل الرسم هو المتنفس لي، حينما أحتاج للتخفيف من صرامة القانون وجموده، ولا أبالغ إن قلت أن القانون كالعقل بالنسبة لي، والرسم هو العاطفة وكلاهما يشكل شخصيتي .

* اقترن اسم «صبا آل عفيف» مؤخراً بصور الشهداء في الجنوب بشكل لافت، حدثينا عن هذا؟
- الأمر لم يكن مخطط له أبدا.. فالعاطفة لا تعرف لها وقتاً تنفجرُ فيه، بدأ الأمر أثناء وقت المذاكرة في ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤ فرأيت مقتل الوزير الشهيد زياد أبوعين خنقاً على أيدي الصهاينة وهو يزرع شجرة زيتون.. فانفجرت عاطفتي برسم وجهه بعشوائية يصرخ غاضباً بقلم الحبر، في أقل من ثلاثة دقائق.. وأدهشتني آلاف الاعجابات عليها في بعض الصفحات الاخبارية الفلسطينية..
والحقيقة، أنها لم تكن متقنة أبداً، ولكن الاحساس الغاضب استطاع أن يصل، وكانت هذه بدايتي في الرسم بالقلم وبعدها تكرر الأمر مع الشهيد م.خالد الجنيدي ثم بأيام الشهيد د.زين اليزيدي، فوجدت نفسي أرسم وجوههم، مستخدمةً القلم لتخليد ذكراهم .. واستمر الأمر مع شهداء آخرين.

* من أعمالك الفنية رأيت أن ما يميزها هو اختيارك الموفق وكيفية رسم تعبير الوجوه بشكل لافت ومبهر؟ هل تتعمدي هذا أم هذه طريقتك في الرسم بشكل عام؟
- كما أخبرتك أن ملامح الوجه تستهويني جداً، وكانت صور الشهداء وهم أموات تؤلمني وأحزن لانتشارها بهذا الشكل دون مراعاة لحرمة الميت أو مشاعر أهله، فتأتي محاولتي المتواضعة لرسم الشهيد بأبهى اطلالة له وإهداءها لروحه ولأسرته..
وأتعمد رسمها بالقلم، لأنني أرى في حبره الثبات والخلود.
وهكذا أرسم كل شخص له موقف أو أثر انساني بعيداً عن الحدود الجغرافية، فرسمتُ الرئيس ابراهيم الحمدي والاعلامي يحيى علاو ، والبردوني ، والشيخ زايد والملك عبدالله رحمهم الله جميعاً إضافة إلى شخصيات عربية وعالمية .

* كيف قمتي بتنمية موهبتك؟ وهل من الممكن لشخص لا يجيد الرسم أن يتقنه بالتعلم ويصل لمستوى الاحتراف؟
- الى اليوم لم أعمد إلى تنميتها كما يجب ، فأنا أرسم بفطرتي واحساسي دون التقيد بقاعدة، كل ماكتسبته في مجال الرسم كان اثناء حصص التربية الفنية في المدرسة لا أكثر ، والطريف أنني في كل عطلة صيفية أعد نفسي بصقل موهبتي والالتحاق بدورات فنية، ولكن للأسف لا أفي بوعدي لها !.
والحقيقة أن التعلم والممارسة تكسب الشخص مهارات كثيرة ، وإن لم يصل لمرحلة الإحتراف، ولكنه سيتمكن من استغلال وتنمية الجانب الفني الجميل في شخصيته.. وهذا بحد ذاته قمة السعادة.

* كيف تستلهمي أفكارك؟ وأي الأوقات تفضليها للرسم ؟
- في رسم البورتريهات ، أستلهم فكرتي ورغبتي بالرسم من قصة الشخص نفسه،
أما في رسم الطبيعة .. فأنا أعبر عن حالة نفسية أمر بها أو خيال عابر .. وعادة أحب الرسم في ساعات الصباح الباكر، حيث الهدوء التام والأفكار المتدفقة.. وأحياناً قد أرسم أثناء المحاضرات أو في السيارة !

* ما هي الأدوات التي تفضلين الرسم بها ؟
- منذ بداياتي وأنا أفضل الرسم بالمرسام، فهو المفضل لدي لسحره وتدرجاته وامكانية التحكم والتعديل وبالتالي الحصول على نتيجة مقاربة جداً للواقعية ، أيضاً أحب استخدام الباستيل في اللوحات الطبيعية وكذلك الالوان المائية .. ومؤخراً اتجهت للرسم بالقلم رغم صعوبة التحكم به في اظهار الملامح وتظليلها، إلا أنه يعلمني الصبر والدقة لتجنب الأخطاء ، وكذلك أميل إلى التضليل بأسلوب التهشير (بخطوط عشوائية أو دوائر) باستخدام القلم الاحمر .. هذه الطريقة الأسرع والأقوى للتعبير عن مزاجي وعاطفتي .

* ما هو هدفك أو الأفكار التي تريدي نشرها من أعمالك الفنية؟
- هدفي الأول من رسم الشهداء خصوصاً هو التضامن مع أسرهم، وأن أخبرهم بأن تباعد الأجساد لا يعيق تواصل الأرواح، وبشكل عام أتمنى أن يرتفع الاهتمام بكافة أنواع الفنون لمرحلة أعلى من غيرها،
نحن بحاجة ماسة، للاشتغال بكل ماهو جميل لابراز مانملكه كشعب يحب الحياة والسلام، على خلاف مايتم تداوله في الإعلام ، وأن أتمكن من توصيل رسالة مختصرة، وهي أن المرأة تعطي كثيراً .. وأن عطاءها هو الحياة والجمال ، فامنحوها الثقة والفرصة لإنقاذ هذا الوطن .

* هل شاركتِ في معارض أو تلقيتي عروض او غيرها؟
- ليس بهذا المعنى تحديداً، فالناتج الطبيعي لتقصيري في حق موهبتي، هو قلة مشاركاتي ، فلطالما اعتبرتُ الرسم أمر شخصي وحالة انسانية لا أعرضها للعامة، وإن كانت لي مشاركات في معارض المدرسة .. واكتفيتُ بها في حينها، ثم اتخذت الرسم وسيلة مميزة لإهداء الأحبة والأصدقاء في مناسباتهم وكان هذا هو المعرض الجميل والمميز لي.. وقد عرض علي المشاركة في برامج تستهدف الشباب، وأنا أرحب بأي عمل انساني أو أجتماعي خالص، بعيداً عن متاهات السياسة، و قد تكون لي مشاركات مستقبلية بعد تخرجي باذن الله أمزج فيها بين القانون والرسم.

* ما هي القضايا التي تثير اهتمام قلمك ؟
- كل مايتصل بالانسانية يثير عاطفة قلمي سواء بالرسم او الكتابة.. قضايا المرأة تشغل الحيز الاكبر فيّ، خاصة مايتعلق بحقوقها كزوجة أو مطلقة ، أم أو أبنة أو أخت، مروراً بزواج القاصرات إلى التهميش الاجتماعي والنظرة المغلوطة أحياناً للمرأة .. فأنظر لهذا بنظرة الفنانة والقانونية معاً .

* شخصية ابكتك عند رسمها ؟
- الوزير الفلسطيني زياد أبوعين الشهيدة شيماء الصباغ، وأكثر الشهيد م.خالد الجنيدي ووالده ، ولا أخفي عليك .. أن التحديق في عيونهم لأكثر من ساعة يُشعرني بالوطن الذي لم أعرفه كفاية.. وبالمرارة أيضاً .
وأرى كم نحن متشابهون في القضية والملامح والغربة والبحث عن الوطن الضائع .

* نصيحتك للشباب عموماً وللرسامين المبتدئين خاصة ؟
- كرسامة مبتدئة أيضاً، أنصح الشباب والشابات عموماً، بتكريس أوقاتهم في اكتشاف ذواتهم، فنحن نصف الحاضر، وسنصبح كل المستقبل، فأي مستقبل سيواجهنا إذا لم نقم بتحضير أنفسنا اليوم ؟ لذلك أدعوهم جميعاً للاهتمام بالدراسة والمواهب، فهذا هو الانجاز الحقيقي الذي يحتاجه منا الوطن، فيوماً ما سيرحل كل هذا الفساد وأهله، وسيبقى ما أعده المواطن لنفسه من علمٍ وعمل، وبالنسبة للرسامين، أنصحهم بأن لا يكونوا مثلي في تقصيري، وأن يهتموا بتنمية موهبتهم وصقلها . وما أجمل أن يكون للشخص تخصص وهواية معاً .

* كلمة أخيرة تودين قولها ؟
- أوجه كلمتي لكل من يعنيه أمر الوطن والانسانية، رفقاً بالانسان، رفقاً بحقوقه وحياته وكرامته.. اهتموا بتنمية الوطن ومراكز المواهب والابداع والترفيه، اعتنوا بالشباب، وأنقذوهم من مستنقعات البطالة والمخدرات ومخاطر الفراغ. أتمنى أن أعود كمواطنة يملؤها الشوق والحياة لوطن يضم الجميع ويحقق طموحهم ويوفر لهم الأمن والرخاء ..
وأخيراً أتوجه بالشكر لأسرتي وخصوصاً والدتي المُلهمة الأولى، ووالدي الذي دعمني كثيراً ، وإلى كل من وصلته رسالتي وشعر بها سواء في الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي.. ولكم أيضاً في صحيفة ( صدى الساحة ) الشكر على الاهتمام بمواهب الشباب وتسليط الضوء عليهم . تمنياتي بالأمن والسلام والتوفيق للجميع .

*نقلاً عن صحيفة صدى الساحة

الخميس، 12 فبراير 2015

إحباط تهريب 126 طائرة تجسس مزودة بكاميرات بميناء بورسعيد

إحباط تهريب 126 طائرة تجسس مزودة بكاميرات بميناء بورسعيدأحبط رجال الجمارك بالتنسيق مع مباحث ميناء بورسعيد، اليوم الخميس، محاولة تهريب 126 طائرة تجسس مزودة بكاميرات، وميمورى، وريموت كنترول داخل 3 حاويات بهم لعب الأطفال قادمة من الصين إلى ميناء بورسعيد.
تلقى الدكتور مجدى عبد العزيز، مدير مصلحة الجمارك المصرية إخطارًا من الإدارة العامة لمكافحة التهرب الجمركى بتمكنهم من ضبط 3 حاويات واردة من الصين لصالح إحدى الشركات فى المنوفية، حيث تم العثور على 126 طائرة تجسس مزودة بكاميرات وميمورى وريموت كنترول، و180 طرد مسدسات، ورشاش لضرب الخرز مصنوع من البلاستيك المقوى، وهذه الأصناف محذور دخولها البلاد طبقًا لتعليمات الأمن العام.
وقرر محمد أبو زيد، رئيس جمارك بورسعيد بتحرير محضر ضبط جمركى والتحفظ على الحاويات وإخطار الجهات الأمنية لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
المصدر/ صدى بورسعيد

بالصور جثث 8 مصريين الذين ذبحتهم داعش بسرت الليبية وليس كما اشاع الاعلام المصرى انهم 21

قام تنظيم الدولة الارهابية  داعش بدولة ليبيا بمدينة سرت بذبح 8 مصريين يقال انهم اقباط من محافظة المينا  بحسب ما نشرته بعض صفحات النشطاء الليبين حيث قامت داعش  بتصويرهم قبل تنفيذ اغتيالهم 
مما اثار الراى العام المصرى كما ان وسائل الاعلام المصرية اشاعت انهم 21 شخص
وبعد ذلك قام النشطاء الليبين بنشر  صور لجثث 8 اشخاص رؤسهم مقطوعة على اساس ان داعش  قامت باعدامهم على اساس انهم مرتدين وانهم عمالتهم وجرائمهم مختلفة بحسب ما كتب على شريط الصورة 


ماذا يحدث بالجنوب العربى "عدن"؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم
مالذي يحدث الان في الجنوب...
انني ارى كحقيقه وان كانت مرة ان ما يحدث هو محاوله لانتاج النموذج السوري في الجنوب العربي بالتحديد
حيث ان وحده الجنوبيين اصبح امر حتمي بغض النظر عن تباينات مواقفهم كطرف اشبه بالائتلاف السوري وجيشه الحر من جهه يقاوم على طرفان لاقبول لهما شعبيا" الاول اشبه بالنظام السوري(كطرف الثاني) المتمثل في سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم والثاني الفلول العقائديه الممانعه لوجود الحوثيين في وطن وسكان سنيين(كطرف الثالث) وهذا يستوجب سرعه التدخل الجنوبي للحضور في المشهد بقوة حاسمه تحسم خطر وتداعيات هذا الغزو الحوثي من جهه وتدافع عن قضيه شعبنا كقضيه وطنيه بامتياز وليست مذهبيه بالدرجه الاساسيه كون ارضنا لايوجد فيها اي تواجد لمذاهب اخرى عدا السنه الشافعيه المعتدله وان حاول اي طرف زرع ذلك فانه لن يجدي بل انه اشبه بمن يحرث في البحر.
وقد حدث في بيحان امر جلل في ظل استنفار قبلي اجتماعي وسياسي ممانع لتواجد الحوثيين او وصولهم الى شبوة عبر بيحان وحدودها مع البيضاء او مارب التي كلاهما مستنفرون لصد هذا التحرك فما كان من الحكمه تدخل القاعده بسيطرتها على اللواء 19 مشاه تلك السيطرة التي لن تدوم طويلا" لتدخل قبايل بيحان لاخراجهم منه وهذا اللواء موجود في سوق بيحان التابع لبيت ال حميد احد بيوت وفخائذ المصعبين لان هذا التدخل الذي نرى ان فيه تواطئ من ادوات عفاش المتنفذه في المنطقه وهذا يخدم ايجاد الذريعه لدخول الحوثيين الى شبوة بحجه محاربه القاعده كوكيل عن توافق وتوجه دولي بهذا الصدد وهذا التواطئ يخدم عفاش في نقل صراعه مع الحوثيين على السلطه في صنعاء الى الجنوب بالوكاله ليضعف الحوثيين من جراء هذه الحرب من جهه ويتيح له ذلك استجماع قواه للسيطرة على الوضع برعايه عراب الربيع العربي منظمه الصهيونيه العالميه التي تدير الامر في المنطقه من مكتبها في دوله اثيوبيا باديس بابا.
ويتوجب علينا كجنوبيين العمل بوتيرة اكبر في ظل الحذر الشديد والحرص على عدم الانجرار الى مربع حرب طائفيه بقدر ماهي حرب نخوضها وطنيه لنيل استقلال وطننا على كامل ترابه التي كانت تعرف ماقبل 22ما1990بحدود جمهوريه اليمن الديموقراطيه الشعبيه.
وللعلم احاطه ا ن اي انجرار لنا في الحرب الطائفيه سيرجح كفه تقسيم اليمن الى دولتين دوله مستقله شرقيه من حدود مارب مع الجوف حتى حدودنا مع سلطنه عمان ودوله اخرى غربيه اتحاديه فدراليه بين عدن وماتبقى من الجنوب مع صنعاء... ونسئل الله السلامه
المهندس علي المصعبي
بسم الله الرحمن الرحيم
مالذي يحدث الان في الجنوب...

انني ارى كحقيقه وان كانت مرة ان ما يحدث هو محاوله لانتاج النموذج السوري في الجنوب العربي بالتحديد
حيث ان وحده الجنوبيين اصبح امر حتمي بغض النظر عن تباينات مواقفهم كطرف اشبه بالائتلاف السوري وجيشه الحر من جهه يقاوم على طرفان لاقبول لهما شعبيا" الاول اشبه بالنظام السوري(كطرف الثاني) المتمثل في سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم والثاني الفلول العقائديه الممانعه لوجود الحوثيين في وطن وسكان سنيين(كطرف الثالث) وهذا يستوجب سرعه التدخل الجنوبي للحضور في المشهد بقوة حاسمه تحسم خطر وتداعيات هذا الغزو الحوثي من جهه وتدافع عن قضيه شعبنا كقضيه وطنيه بامتياز وليست مذهبيه بالدرجه الاساسيه كون ارضنا لايوجد فيها اي تواجد لمذاهب اخرى عدا السنه الشافعيه المعتدله وان حاول اي طرف زرع ذلك فانه لن يجدي بل انه اشبه بمن يحرث في البحر.
وقد حدث في بيحان امر جلل في ظل استنفار قبلي اجتماعي وسياسي ممانع لتواجد الحوثيين او وصولهم الى شبوة عبر بيحان وحدودها مع البيضاء او مارب التي كلاهما مستنفرون لصد هذا التحرك فما كان من الحكمه تدخل القاعده بسيطرتها على اللواء 19 مشاه تلك السيطرة التي لن تدوم طويلا" لتدخل قبايل بيحان لاخراجهم منه وهذا اللواء موجود في سوق بيحان التابع لبيت ال حميد احد بيوت وفخائذ المصعبين لان هذا التدخل الذي نرى ان فيه تواطئ من ادوات عفاش المتنفذه في المنطقه وهذا يخدم ايجاد الذريعه لدخول الحوثيين الى شبوة بحجه محاربه القاعده كوكيل عن توافق وتوجه دولي بهذا الصدد وهذا التواطئ يخدم عفاش في نقل صراعه مع الحوثيين على السلطه في صنعاء الى الجنوب بالوكاله ليضعف الحوثيين من جراء هذه الحرب من جهه ويتيح له ذلك استجماع قواه للسيطرة على الوضع برعايه عراب الربيع العربي منظمه الصهيونيه العالميه التي تدير الامر في المنطقه من مكتبها في دوله اثيوبيا باديس بابا.
ويتوجب علينا كجنوبيين العمل بوتيرة اكبر في ظل الحذر الشديد والحرص على عدم الانجرار الى مربع حرب طائفيه بقدر ماهي حرب نخوضها وطنيه لنيل استقلال وطننا على كامل ترابه التي كانت تعرف ماقبل 22ما1990بحدود جمهوريه اليمن الديموقراطيه الشعبيه.
وللعلم احاطه ا ن اي انجرار لنا في الحرب الطائفيه سيرجح كفه تقسيم اليمن الى دولتين دوله مستقله شرقيه من حدود مارب مع الجوف حتى حدودنا مع سلطنه عمان ودوله اخرى غربيه اتحاديه فدراليه بين عدن وماتبقى من الجنوب مع صنعاء... ونسئل الله السلامه
المهندس علي المصعبي

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

بالصور --وعد ابراهيم :إلى اين ذهبت ليبيا ؟؟؟

الوضع  في ليبيا  اصبح  اشد خطوره  وفي كل لحظه ودقيقه  يزداد توتراً وخطوره  
كنا  نعلم ونقول بأن القاعده ستنتشر في ليبيا  وتسيطر على الدوله وكل مفاصلها  ولكن اليوم قد حدث خدا للامر على ارض الواقع  
فالقاعده في ليبيا اصبحت هي المسيطر الاول على كل مفاصل الدوله  العسكريه  والسياسيه 
واصبحوا يظهرون في العلن  ويقرأون بياناتهم امام الكميرات بوجوه عاريه ويعلنون في تاييدهم التام لأبوبكر البغدادي    امير  داعش  
فالذبح والسلخ والتقطيع والاغتصاب  اصبح  امر مباح وعلني  في ليبيا   وطبعاً  تحت اسم الله  فهم  يدعون انهم  يطبقون  شريعة الاسلام الصحيح  !!
ابناء  ليبيا  بكل قبائلهم  يحاربون  القاعده في ليبيا  ولكن  لا ننسى انهم سيبقون ضعفاء فالقاعده  لها  عتاد  قوي جدا   فمازالت ( قطر وتركيا والسودان )  يدعمونهم بالسلاح  والمال والمرتزقه . 
ايضا ابناء الجيش  الليبي  في المنطقه الشرقيه  يبذلون قصارى جهدهم  للقضاء على الارهاب  ولكن عتادهم  محدود جداً  امام ما تملكه  داعش  في المنطقه الشرقيه  
ابناء  الشعب الليبي  وبإعتراف  المنظمات الحقوقيه    يعانون الويلات  بين اسير ومفقود ومهجر خارج الوطن  ونازح  داخل ارضه 
اكثر من ٢٠ الف اسير داخل سجون القاعده  بينهم وجال ونساء وشيوخ واطفال  
ما يقارب اتنين  مليون ليبي مهجرين في  الدول المجاوره الي ليبيا  وزادالعدد  بعد الحرب الاخيره في المنطقه الشرقيه  
ما يقارب المليون  ليبي  نازحيين  في الوطن وغرباء  
منهم (تاورغاء ورشفانه  المشاشيه  الجميل ) وغيرها من المدن الليبيه  التى عاثت فيها العصابات الاجراميه  فياداً ودماراً 
للاسف  العالم  غير مكثرت  لما يجري في ليبيا  
وايضا  الارهاب  يلعب في  لعبه  قذره  فهو  يحاول  الدخول الي مصر  وبهذا يجعل الدوله  القويه  اليوم  ملتهيا  في  مشاكلها الداخليه ولا تستطيع ان تساعد  جيرانها  وبعد ان يتم القضاء  علي ليبيا  بالكامل وسوريا  يريدون النيل من ام الدنيا مصر 

ان  كان  العرب  يريدون النهوض  فيجب عليهم ان يكونوا  يداً  واحده  ويكثفوا  جهودهم  
وعندما  نتكلم  عن قضايانا  لا يجب ان نقسمها  فهي قضيه واحده في النهايه  
امه عربيه  واحده  ضد الارهاب  
يداً بيد للقضاء على الارهاب











ليبيا - العثور على 40 رأس مفصولين عن الجسد بعد سيطرة الجيش على بوعطني


وعد ابراهيم -ليبيا 
عثرت قوات الجيش الليبيى على 40 رأس شخص مفصولة عن الجسد بعد سيطرة الجيش على بوعطنى 


بطولات المخابرات المصرية وكشف أخطر الجواسيس

على السعدنى يكتب :
الجاسوس بهجت حمدان . . الهارب من الإعدام بعد نكسة يونيو 1967 وبينما الطائرات الاسرائيلية كانت تمرح آمنة كيفما تشاء في سماء مصر كان بهجت حمدان ينقل الى العدو أولاً بأول خرائط وصور القواعد العسكرية المصرية  ويشعر بنشوة غامرة لنجاحه في "العمل"ولثقة الموساد في معلوماته وأمام تدفق الأموال عليه كوّن شبكة جاسوسية خطيرة في القاهرة  لكي يزداد ثراءاً ورونقاً .. وتوحشاً ولحظة سقوطه في قبضة المخابرات المصرية صرخ غير مصدق مستحيل . . مستحيل . . كيف توصلتم إليّ.. ؟ لقد دربوني جيداً في أوروبا بحيث لا أسقط أبداً لغة الجسد أصيبت المخابرات الإسرائيلية بصدمة قاسية عندما انكشف جاسوسها المدرب بهجت حمدان وزلزل النبأ كبار ضباطها الذين أعمتهم الثقة وغلفهم الغرور  ذلك لأن الجاسوس مدرب جيداً في أوروبا بواسطة أمهر الخبراء. . وحصل على دورات تؤهله لكل المهام التجسسية الصعبة. . دون أن يثير شكوك المخابرات المصرية، وظل العميل المدرب "نائما" لسنوات في أوروبا انتظاراً للحظة الانطلاق لقد أجاد فنون التجسس دراسة عكس غالبية الخونة الذين يُدفع بهم عقب تجنيدهم مباشرة لممارسة العمل ضد بلادهم . . وكان تجنيده قد تم بواسطة نقطة ضعفه  المال الذي ظل يلهث وراءه  الى أن وقع ولد بهجت يوسف حمدان بالاسماعيلية في 24 ديسمبر 1932 لأب ثري يعمل في التجارة اجتهد في عمله لتأمين حياة كريمة لأسرته مضحياً بكل ما لديه في سبيل تعليم أولاده وتبوئهم مناصب مرموقة في المجتمع وأمضى بهجت طفولته على شاطئ القناة في المدينة الجميلة الساحرةولما حصل على الشهادة الاعدادية كان والده قد قرر الانتقال نهائياً الى القاهرة بعدما توسعت تجارته واشتهر اسمه فالتحق بهجت بمدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية وتبلورت شخصيته بها وظهر حبه وولعه بالرسم والفنون  للدرجة التي جعلته يهرب كثيراً من المدرسة ليزور المتاحف والمعارض الفنية وكان ينفق مصروفه على شراء الألوان وأدوات الرسم، الأمر الذي استدعى تدخل والده لصرفه عن هوايته التي رآها الأب مضيعة للوقت على حساب مستقبله وفي عام 1950 نال بهجت حمدان شهادة الثانوية العامة بصعوبةواتجهت نيته الى الالتحاق بأحد المعاهد الفنية لتنمية موهبته لكن الأب عارض بشدة مصراً على تعليمه كأبناء الباشوات وأرسل به الى ألمانيا الغربية لدراسة الهندسة المعمارية في جامعاتها وأمام رغبة الأب وإصراره حزم الشاب حقائبه وطار الى ميونيخ وفي نفسه غصة لضياع حلمه في أن يكون رساماً وفي ميونيخ تصدع عقل الفتى الأغر  فقد وجد نفسه فجأة بداخل مجتمع غريب عن طبيعته كشرقي مجتمع يفيض تحرراً وانفتاحاً يستطيع الامتزاج به بسهولة  لذلك انطوى على نفسه في بادئ الأمر وفشلت الأسرة الألمانية التي يقيم معها في إخراجه من عزلته فطلبت من إدارة الجامعة استبداله بآخروانتقل بهجت بعدها الى سكن بيوت الطلاب لدراسة اللغة مبتعداً عن المغريات التي تستهوي الشبابوكرس كل جهده ووقته لذلك حتى وقعت له حادثة بدلت طريقه وطباعه فقد دعاه زملاؤه الطلاب لقضاء سهرة الكريسماس بأحد المراقص وفي النادي الليلي حيث الخمر والرقص والفتيات الحسناوات والغزل  تعرف بشاب مغربي قدمه الى إحدى صديقاته وعلى "البيست" أخذ يراقصها فتناثرت عنه انطوائيته وضاع خجله وانقلب من وقتها الى شاب جديد مليء بالثقة في نفسه يملك القدرة على إدارة الحوار بشتى أشكاله بعدها  تعددت السهرات مع الفتاة الألمانية  التي أخذت تحيطه بالاهتمام فأحبها ولم يعد بمستطاعه الافتراق عنها يوماً واحداً ومن المصروف الذي كان يرسله أبوه أخذ ينفق عليها في المطاعم والبارات والمنتزهات  مضحياً بأوقات الدراسة والاستذكاروكانت النتيجة الطبيعية رسوبه في أولى سنواته الجامعية ونجاحه يتفوق في تعلم لغة الجسد وتشريح مفاتنه الأبواب الموصدة انشغل بهجت حمدان بحياته الأوروبية المتحررة واكتشف في نفسه لحولة تغري الفتيات وتسحر النساء فلم يعد يقنع بواحدة منهن الى أن ساءت سمعته بين الأوساط الطلابية العربية  ولما علم أبوه بنبأ رسوبه أصيب بخيبة أمل وبرر له الابن أسباب فشله التي أرجعها الى صعوبة اللغة الألمانية واختلاف الطقس وظروف الحياة  فسكت الأب على مضض وحذره من تكرار الرسوب مهدداً بأنه سيضطر الى قطع المصروف عنه. لكن الشاب العابث لم يبد رغبة بينه وبين نفسه في تغيير مساره الشائن إذ استمر على حاله في المجون حتى جاءت الامتحانات ورسب للمرة الثانية  وأخذت الجامعة بتقارير أساتذته التي تصفه بأنه سلبي لا يبذل جهداً يذكر في تحصيل العلوم فتم فصله وأرسلت الجامعة بصورة من قرارها الى والده بالقاهرة فصدم   وكتب في الحال الى ابنه يطلب منه الرجوع ليعاونه في أعماله التجارية فهل انصاع الابن.. ؟ وهل قبل وداع حياة التحرر هكذا بسهولة .. ؟ بالطبع كان الأمر شديد الوقع على نفسه، فهو لم يعد يتخيل كيف يرضى بالعيش في مجتمع القاهرة المغلق بعد ذلك  كان مجرد التفكير في ذلك يؤرقه ويدفعه لأن يقاوم رغبة والده في العودة  فقد ألف الحياة الأوروبية بكل صنوفها وأشكالها  وفي حرمانه منها الظلم والموت البطيء  ومنذ تلك اللحظة  اتخذ قراره بألا يعود الى مصر ومقاومة تهديدات والده بإثبات ذاته من خلال الإنفاق على نفسه  وساعدته ظروف علاقاته المتشعبة في العمل بإحدى الشركات التجارية وهيأ له راتبه حياة مجون لا تقل عما كانت عليه من قبل   فداوم على البحث عن ملذاته  وأصبح زبوناً دائماً ومألوفاً بشوارع شتافوس وشتراسة وشوانبخ حيث المومسات متراصات في الفتارين وعلى النواصي يساومن المارة  وما إن هل عام 1955 حتى طرأ حادث جديد على حياته  إذ تعرف بالحسناء "إنجريد شوالم" الألمانية الرقيقة وأحبها  وبادلته الفتاة الحب بإخلاص وسعت لانتشاله من الفشل الذي يوجهه  والحياة الرخيصة التي انغمس فيها  وبعدما تزوجها حرصت إنجريد على تحفيزه لدراسة الهندسة إرضاء لأسرته في مصر هكذا وقفت زوجته الى جواره لا هم لها سوى الارتقاء به لأجل حياة أفضل فقد مرت سنوات قليلة على انتهاء الحرب العالمية الثانية    التي خرجت منها ألمانيا مهزومة محطمة مقسمة وكانت بحاجة الى كوادر علمية وفنية لإعمارها من جديد والدخول بها الى دائرة التنافس الاقتصادي والصناعي لكن فتانا كان قد توصل الى هدف جند كل حواسه لتحقيقه وهو الإثراء بشتى الطرق ليكون من رجال المال والأعمال المشهورين ولأنه بلا خبرة ولا تدعمه شهادات علمية  فشل فشلاً ذريعاً في ان يكون إنساناً ناجحاً ومرموقاً  وفي عام 1958 حصل بطرق ملتوية على شهادة في الهندسة الانشائية  قام بتوثيقها في السفارة المصرية وعاد بها الى القاهرةومعه زوجته فأثلج صدر أبيه وغمره بالفرحة  أحبت إنجريد الأسرة الجديدة وعشقت جو القاهرة  وسرعان ما تأقلمت مع العادات الاجتماعية وأصبحت جزءاً من نسيج الأسرة وأمام ضغوط أبويه وإلحاحهما المستميتوافق بهجت على البقاء للعمل والعيش في القاهرةوبمساعدة الأب التحق بوزارة الاسكان وعمل في مشروع "الخمس سنوات" الذي جندت له الحكومة وقتذاك إمكاناتها الهائلة لإنجاحه كانت ظروف العمل الجديد تتيح لبهجت أن يغش ضميره ويفتح يديه لتلقي المال الحرام فعاودته من جديد أحلام الثراء التي تكسرت في ألمانيا وأراد تحقيقها في بلده  ذلك لأن راتبه الضئيل لا يمكنه من ارتياد المراقص والظهور أمام زوجته بمظهر أعلى يقوف موارده لهذا عرف طريق الرشاوي مستغلاً مركزه الوظيفي و تقرب كثيراً من أصحاب الشركات الأجنبية بالقاهرة وأطلعهم على أسرار المناقصات والعطاءات التجارية فأغدقوا عليه بالأموال   حتى فاحت رائحته بين الموظفين، واشتم فيه المسؤولون فساد الذمة ففصل من العمل  وأغلقت في وجهه أبواب الحياة في مصر فغادرها الى لبنان يائساً ومعه انجريد الحزينة وفي لبنان أدركه الفشل في الحصول على عمل مناسب فاقترحت عليه زوجته أن يعودا الى ألمانيا حيث فرص العمل متوفرة هناك  لكنه رفض بشدة  فهي لا تدري شيئاً عن شهاداته الدراسية المزورة التي لا يستطيع إبرازها في ألمانيا ومع احتدام الخلاف بينهما حملت أنجريد حقيبتها غاضبة حانقة وسافرت الى ميونيخ وحدها بينما طار هو الى باريس يمني نفسه بالمال الوفير والباريسيات الفاتنات ذوات القدود المائسة والأنوثة والدلال  جاسوس للبيع كانت باريس في ذلك الوقت من صيف 1960 تضج بالحياة والحركة والجمال حيث يرتادها مشاهير العالم بحثاً عن الجديد في عالم الأزياءأو لالتماس الهدوء بين ربوعها وتنتشر بشوارعها شتى الوجوه والألوان والغرائب فهي عاصمة النور في أوروبا ومأوى الفن  وملاذ الصعاليك وهواة تصيد الفرص على مقاهيها وايضاً وكر آمن لصائدي الجواسيس والخونة لكل أجهزة المخابرات  نزل بهجت حمدان بفندق "ستار" بوسط المدينة  وهو فندق بسيط يرتاده شباب المغتربين   وغالبيتهم أفارقة وآسيويون لرخص سعره ولقربه من قلب العاصمة حيث المطاعم الرخيصة والمقاهي وسهولة المواصلات  ومنذ وطئ بهجت فرنسا ضايقته مشكلة اللغة  فهو يتكلم الألمانية بطلاقة وبعض الانجليزية أما الفرنسية فكان يجهل مفرداتها البسيطة التي لا تمكنه من التحرك بثقة وسط أناس يرفضون التعامل بغير لغتهم  وفي اليوم التالي فوجئ بموظف الاستقبال يرحب به باهتمام وتحدث معه بالعربية السليمة واصفاً له السنوات التي قضاها في بورسعيد موظفاً بإحدى شركات الملاحة حتى غادرها إبان أزمة 1956 كان الفرنسي اليهودي يعمل مخبراً لرجال الموساد في باريس  تنحصر مهمته في التعرف على العرب النازحين الباحثين عن عمل أو أولئك الذين قدموا للسياحة أو الدراسة  ويتولى بعد ذلك تقديمهم  كل حسب حالته   الى رجال الموساد  فلما اطلع على ظروف بهجت أدرك بأنه صيد سهل  فهو يمر بأزمة مالية ويواجه مشاكل مع زوجته الألمانية بسببها فضلاً عن وظيفته السابقة في مصر التي قربته من الكثيرين من رجالاتها في مختلف المواقع لذلك رتب له دعوة للعشاء بأحد المطاعم الراقية وهنا قدمه الى صديقه "جورج سيمون" ضابط الموساد الذي ظهر بشخصية رجل الأعمال لاستشعر بهجت الأمان بعض الشيء واطمأن باله وهو يتجاذب بالألمانية أطراف الحديث مع جورج سيمون وطال الحديث بينهما في مجالات كثيرة تخص أحوال مصر اقتصادياً وتجارياً حتى تطرقا الى مشروع "الخمس سنوات" وفوجئ سيمون بمحدثه يخبره بأنه يمتلك ملفات كاملة عن المشروع يحتفظ بها في القاهرة وكذا تقارير اقتصادية خطيرة تدرسها الحكومة المصرية خاصة بوزارة الاسكان  وبعد عدة لقاءات وسهرات في النوادي الليلية  بأموال الموساد بالطبع   قام جورج سيمون أثناءها بعملية "تشريح" متكاملة لفريسته  من حيث ميوله ورغباته ونقاط ضعفه  فتبين له أن الشاب المصري المفلس "يعبد القرش ولديه أسباب قوية لأن يطرق كل السبل من أج الحصول على المال. لذلك لم يكن من الصعب استقطابه  وإحاطته بشعاعات من أمل في العمل والثراء  وجاء الرد حاسماً من تل أبيب: "مطلوب تجنيده وبأي ثمن". وكان الثمن زهيداً جداً عندما سلمه عميل الموساد ألفاً وخمسمائة فرنك فرنسي على وعد بإيجاد عمل محترم له إذا ما كتب تقريراً وافياً عن مشروع "الخمس سنوات والخطوات التي تمت بشأنه  والمعوقات التي تواجه مصر في تنفيذ سياساتها الاقتصادية وكانت هذه الخطة أولى محاولات تجنيد بهجت حمدان  إن عملية تجنيد جاسوس جديد تعد من أكثر النشاطات المخابراتية صعوبة وخطورة ومنذ اللحظة الأولى في هذه العملية يجد صائد الجواسيس نفسه في موقف صعب فالشخص الذي اختاره لتجنيده ربما يفطن الى الحيلة   وبذلك فقد كشف عن شخصيته له قبلما يتأكد من استجابته  لذلك  فالمهارة هنا لها الدور الأساسي في عملية تجنيد الجواسيس الجدد  بمعنى أن العميل يجب أن يكون واثقاً من تقديره للموقف وأن يكون حذراً للغاية حتى يتمكن من التقهقر في الوقت المناسب إذا ما حالفه الفشل  ولكي يضمن جورج سيمون إحكام حلقته حول بهجت حمدان رتب له لقاءً حاراً في "مصيدة العسل" مع سكرتيرته المتفجرة الأنوثةوهذا الأسلوب تميزت به الموساد عن سائر أجهزة المخابرات للسيطرة على المطلوب تجنيدهم وتفننت في استخدامه بتوسع حيث يتم تصوير هؤلاء في أوضاع شاذة وتسجيل حوارات سياسية تدينهم  فتنهار أعصابهم حين مواجهتهم ولا يستطيعون الخلاص أو الفكاك وما إن ووجه بهجت بالأفلام العارية التي تحوي مشاهد مؤسفة  وأحاديث مليئة بالسباب للعرب وقادتهم حتى بهت الصياد وتفصد عرقاً نعم  بهت لأنه فوجئ بما لم يتوقعه أن يحدث له من قبل لقد صرخ بهجت حمدان في وجهه  الصفقة الناجحة كان اللعب قد أصبح مكشوفاً بين الصياد والفريسةوكانت الخطة تقتضي اولاً أن يسافر بهجت الى فرانكفورت حيث الانطلاقة من هناك  بعد ذلك يتم عمل "ساتر" يختفي وراءه وفي فرانكفورت استقر الجاسوس الجديد بأحد فنادقهاوأرسل الى زوجته إنجريد فأسرعت اليه سعيدة بقدومه. وأنبأها بأنه التقى في باريس برجل أعمال كبير وعده بإيجاد عمل له في بورصة الأوراق الماليةومكثا معاً عدة أيام في نزهات خلوية صافية الى أن زاره "صموئيل بوتا" الخبير في أعمال البورصة والتجارة الدولية بدأ بوتا في تعليم بهجت كل ما يتصل بأعمال البورصة ودراسة السوق المصرفية، وعرفّه بالعديد من رجال الأعمال وهيأ له المناخ الملائم لكي يستوعب هذا النوع من العمل الذي يتطلب قدراً عالياً من الذكاء والمهارة وناضل ضابط المخابرات الاسرائيلية من أجل خلق رجل أعمال مصري ناجح  للدفع به في الوقت المناسب الى مصر فيتعرف على علية القوم ورجال الأعمال بهامما يتيح له التغلغل بين الأوساط الراقية وذوي المناصب الحساسة إن المخابرات الاسرائيلية لا تصرف الآلاف من نقودها هباءًبل تدرك بحق أن المنافع التي ستعود عليها بعد ذلك ستكون رائعة. واستمراراً لخطة صنع جاسوس محترف انتقل بهجت الى مدينة "بريمن" حيث قدمه بوتا للعديد من أصحاب شركات البترول والتجارةوعمل لديهم لبعض الوقت فاكتسب خبرات هائلة. . وصداقات متشعبة بصفته مواطن الماني متزوج من ألمانيةوفي عام 1967، تأكد للإسرائيليين أن "الجاسوس النائم" بهجت حمدان أصبح ذا دراسة وعلم كبيرين بأمور التجارة الدوليةوأعمال البورصة تعضده جنسيته الألمانية في اقتحام مجالات التجارة والتصدير في أسواق الشرق الأوسط دون أية شكوك أو صعوبات تعترض طريقه وابتدأ عمله التجسسي بأن أرسل لشركة "مصر للبترول" يعرض عليها استيراد شحنات من البترول المصري بصفته مندوباً لإحدى الشركات الألمانية وسافر الى القاهرة ليدرس العرض مع الشركة  كانت نكسة يونيو قد تركت آثارها على شتى النشاطات في مصر  وحطمت المناخ العام شعبياً وعسكرياً وسياسياً. وفي القاهرة أخبره والده بأنه مني بخسارة فادحة في تجارته  فأغدق بهجت على أسرته بالهدايا الثمينة في كل مرة يجيء فيها الى القاهرة للتفاوض مع الشركة وبرغم فشله في عقد صفقة واحدة مع مصر للبترول بسبب طمعه في نسبة عمولة عالية  اتجه  بتوجيه من بوتا الى تجارة السلاح  فدرس هذا المجال باستفاضة وأخذ يبحث كيفية تقديم عروض للدول العربية لبيعها صفقات أسلحة  خاصة  وظروف المنطقة المشتعلة بالصراع تتطلب ذلك أعجبته الفكرة تماماًوابتدأ بالأردن، لكنه فشل في أولى محاولاته لأن الأردن لا يبتاع السلاح عن طريق وسطاء فعاد الى القاهرة يحدوه الأمل في النجاح هذه المرة وتقدم الى المسؤولين بعدة عروض لتوريد بعض المهمات والمعدات اللازمة لقطاعات هامة في الدولة وفوجئ بموافقة مبدئية على أحد العروض ولكن طلب منه تأكيد جدية العرض باستيفاء بقية الأوراق ومنها سابقة الأعمال. كان بوتا  وهو الضابط الخبير  قد احترز جيداً في عمل "الساتر" للجاسوس المتحمس وقام بتكوين شركة مساهمة تحمل اسم "نورد باو" للأعمال الإنشائية والتوريدات  مديرها بهجت حمدان ورئيس مجلس إدارتها "ألبرت فيزر" ضابط المخابرات الاسرائيلي الذي يحمل جواز سفر ألماني وكان هذا الساتر مأمن لبهجت ونقطة ارتكاز لتثبيت أقدامه بعيداً عن شكوك رجال المخابرات المصرية الذين يتشككون في كل شيءوبناء عليه  سافر بهجت حمدان الى ألمانيا لإطلاع بوتا على سير الأمور وكان على ثقة من نجاح الصفقة التي سيربح من ورائها عشرات الآلاف فهنأه بوتا على الصفقة الجديدة وأمده بسابقة أعمال وتوريدات مزورة حملها الى الحكومة المصرية واصطحب معه ألبرت فيزر لمناقشة الأسعار المقدمة وفي القاهرة طلب المسؤولون منهما عينات ومبلغ 20 ألف دولار كتأمين وتمت الصفقة في نجاح أذهل الاسرائيليين ذلك لأن عمليهم المدرب نال ثقة المسؤولين المصريين على اعتبار أنه مصري يسعى لخدمة وطنه بائع الوطن لم تضيع الموساد وقتاً فظروف عميلها بهجت حمدان في القاهرة تتيح له العمل بأمان ونشاط  وكان عليها استثماره جيداً ليس بإمدادها بمعلومات فقط بل بتكوين شبكة واسعة من أتباعه الذي يلمس ظروفهم عن قرب وينتقيهم بنفسه نظر بهجت حواليه وبدأ ينصب شباكه حول أولى ضحاياه وهو المهندس محمد متولي مندور زوج شقيقته الذي يعمل بشركة المقاولون العرب بمنطقة القناة، ونظراً لظروفه المادية السيئة فقد كان من السهل اصطياده بدعوى توفير فرصة عمل له في الخارج بواسطة شريكه "فيزر" في حال نجاح مشروعاتهما المرتقبة في مصر لأجل ذلك تفانى مندور في خدمة الخائن وشريكه ولكي يضمن كسب ودهما أكثر وأكثر استجاب لرغبتهما وأطلعهما على أسرار بعض العمليات الإنشائية السرية التي تتم على الجبهة بواسطة شركة المقاولون العرب طمعت الموساد في الحصول على رسومات هندسية لتصميمات الدشم والقواعد والمطارات العسكرية التي تقوم بها الشركة ولتنفيذ ذلك  تعمد بهجت الابتعاد قليلاً عن مندور ومماطلته في أمر تشغيله في الخارج وأخيراً، صارحه بأن شريكه يريد الاطمئنان على مدى كفاءته وخبرته وطلب منه بعض الرسومات الهندسية العسكرية للإطلاع عليها لتأكيد مدى تميزه وخبرته في العمل والوقوف على مستواه العملي فلم يعترض مندور وسلمه بالفعل الكثير من هذه الرسومات التي تعتبر سراً عسكرياً هاماً لا يجب البوح به بل تمادى في شرح الأعمال الإنشائية التي يقومون بها على خط القنال وبمناطق أخرى بالصعيد والوجه البحري وكان بهجت يسأله بخبرة الجاسوس الخبير ويسجل أقوال صهره أولاً بأول وينقلها الى "فيزر" الذي لا يكف عن طلب المزيد والمزيد من المعلومات والرسومات وفي يوم الجمعة 22 مايو 1969 عاد بهجت من ألمانيا يحمل قائمة طويلة من أسئلة الموساد ومطلوب إجاباتها من خلال المهندس مندور من أجل ذلك أخبره بهجت بأنه في سبيل الحصول على موافقة نهائية من الشركة للعمل بها براتب قدره مائتي جنيه مع ان راتبه حينذاك كان لا يتعدى "25" جنيهاً شهرياً وبالتالي أراد مندور ألا يضيع هذه الفرصة التي ستبدل حالته المتعثرة الى نعيم وازدهار. . فتمادى في إمداده بعشرات اللوحات الهندسية والتصميمات العسكرية السرية جداً، ومعلومات غاية في الدقة سجلها الجاسوس واحتفظ بها لدى شقيقته الأخرى ليسافر بها الى ألمانيا ولكي يوسع من شبكة الجاسوسية بدأ بهجت يحوم حول جمعة خليفة المحامي صديق العائلة وبإغراءات تعيينه مستشاراً قانونياً للشركة في مصر وتسفير ابنه لإكمال تعليمه في المانيا  دخل أخيراً وكر الجواسيس وسافر الى بون لرؤية ابنه الذي يدرس الهندسة بالفعل وجلس مع فيزر لعدة جلسات يتناقشان في العقبات القانونية التي تقف أمام الشركة في مصر واكتشف ضابط الموساد أن جمعة تربطه علاقات قوية برجال يشغلون مناصب رفيعة. فكلفه بالبحث عن بعض العسكريين "الكبار" الذين يتركون القوات المسلحة لاستخدامهم كمستشارين فنيين كان الغرض من ذلك تكوين شبكة تجسس قوية من خلال هؤلاء العسكريين واستدراجهم في الحديث للإفصاح عن الأسرار العسكرية دون أن يعلموا أن كل كلمة ينطقون بها تصل رأساً الى الموساد هؤلاء القادة العسكريون كانوا حلم الأحلام بالنسبة لبهجت إنهم سيمنحونه شلالاً متدفقاً من المعلومات الغزيرة التي لا تنتهي  حيث سيمنحهم رواتب ضئيلة قياساً بآلاف الجنيهات التي ستملأ جيوبه في هذه الأثناء كانت إنجريد زوجته الألمانية تعيش حياة رغدة في ألمانيا وتسكن شقة فاخرة في شارع راينهارت وتقود بنفسها سيارتها ماركة فورد، وتزخر شقتها بأروع التحف وأجمل السهرات مع صويحباتها يملؤها الفخر بزوجها رجل الأعمال الناجح الذي أغدق عليها حباً ومالاً وهدايا ثمينة من كل بقاع الأرض. زادت الأموال بين يدي بهجت حمدان فازداد إنفاقه وازداد طمعه وسيطرت عليه شهوة المال الحرام فسعى إليه يطالبه ببيع أمنه وطنه وأرض وطنه وأهل وطنه دون أن تتحرك لديه نبضة من ندم أو خلجة من شعور. بهجت حمدان اصطاد قائده كانت إسرائيل في تلك المرحلة وبعد انتصارها في يونيو 1967 تبث دعايتها على أنها ذات جيش لا يقهر وكانت طائراتها الحربية تصعد عملياتها الهجومية لتمتد الى طول الجبهة من قناة السويس شمالاً الى خليج السويس جنوباً في ذات الوقت الذي استخدمت فيه قوات الكوماندوز المحمولة جواً في عمليات جريئة واسعة النطاق في عمل الأراضي المصرية ، فأظهرت أوجه الخلل والعجز في النظام الدفاعي المصري وأصيب عبد الناصر بعدها بأزمة قلبية من فرط الغضب والانفعال. ففي الساعات الأولى من ليل 1/11/1968، استخدم العدو طائرات الهليوكوبتر بعيدة المدى من طراز "سيكورسكي"، و "سوبر فريلون"، في اختراق الدفاعات الجوية، والوصول الى منطقة نائية في تجمع حمادي، ودمر أحد الأبراج الرئيسية لكهرباء الضغط العالي بأسلاكه، فانقطع التيار الكهربائي عن القاهرة والوجه البحري شمالاً. وكان الغرض من العملية هو إحداث الشلل في مصادر الطاقة في مصر كان الجاسوس بهجت حمدان يشعر بنشوة غامرة كلما دكت طائرات العدو قواعد الجيش المصري الذي لم تقف قيادته عاجزة بشكل كلي عن التعامل مع العدو بل واجهته لحد كبير بنفس أسلوبه وهاجمته في منطقة شرقي الدفرسوار وكبريت وأغارت عليه في مقر داره ودمرت قطعه البحرية في إيلات كل ذلك وكانت آلة الدعاية اليهودية تعمل بكفاءة شديدة وتبث الإحباط في نفوس العرب، من أجل إرهابهم إذا ما أقدموا على عمل حربي موسع ضد إسرائيل وبينما كانت القوات المسلحة تعيد تنظيم صفوفها كانت المخابرات العامة المصرية تراقب تحركات بهجت يوسف حمدان  الذي قدم الى مصر وغادرها اثنتى عشرة مرة الى ألمانيا ولاحظ رجال المخابرات كثرة لقاءاته بصهره المهندس مندور وجمعة المحامي وبعض رجال القوات المسلحة السابقين وبعد مراقبات وتحريات مكثفة تبين لرجال المخابرات أن هناك شبكة تجسس يرأسها بهجت وعلى الفور جرى اعتقالهم جميعاً يوم 2 يونيو 1969، وفي مبنى المخابرات العامة ، ووجه بهجت بأدلة تجسسه فانهار في خلال عدة ساعات، وأفصح عن دوره الحقيقي ودور كل فرد من أفراد شبكة التجسس ومن مبنى المخابرات أرسل الى فيزر طالباً منه الحضور الى القاهرة على وجه السرعة حيث وافقت الحكومة المصرية على العروض المقدمة اليها وأنه بانتظاره للتوقيع على العقود وبدء النشاط، وعندما جاء فيزر كانت المخابرات المصرية بانتظاره على سلم الطائرة  وأثناء التحقيق مع أفراد الشبكة بواسطة العميد إسماعيل مكي ظهرت مفاجأة لبهجت إذ اكتشف أن ضابط المخابرات الإسرائيلي "بوتا" يهودي مصري عاش بالاسكندرية وغادر مصر بعد عدوان 1956 مباشرة وأنه زاول العمل في مصر كسمسار للقطن في بورصة الاسكندرية لعدة سنوات قبل مغادرتها اكتشف أيضاً ان المخابرات الاسرائيلية كانت تثق بنفسها أكثر من اللازم ويتملكها غرور قاتل فبرغم احترافه لمهنة الجاسوسية بعد تدريبه الطويل في أوروبا.. وعدم تركه لدليل واحد يساعد على كشفه  إلا أن المخابرات المصرية استطاعت اصطياده وأفراد شبكته بسهولة شديدة وفي وقت قياسي وهذا بعد دليلاً أكيداً على يقظة رجالها الذين برعوا في إلقاء القبض على عشرات الجواسيس في تلك المرحلة العصيبة وبعد حوالي العام من اعتقال الجواسيس الأربعةأصدرت المحكمة العسكرية حكمها بالأشغال الشاقة المؤبدة على الخائن بهجت حمدان "زواجه من إنجريد وحصوله على الجنسية الألمانية أنقذه من الإعدام" وبالسجن لمدة خمس سنوات لكل من ضابط الموساد والمهندس مندور وجمعة المحامي  كانت لهذه الحادثة آثارها المرعبة في الموساد، لمعنى اعتقال أحد ضباطها من قبل المصريين، تكشف حقائق أساليب العمل المخابراتي الاسرائيلي في التجسس على البلاد العربية، بما يعني تغيير أنماط العمل المختلفة في النشاط الاستخباراتي كان هناك أيضاً الأثر النفسي الذي أصاب ضباط الموساد والعملاء العاملين خارج إسرائيل، إذ تخوف كل من المتعاملين معهم من الخونة العرب، ومن محاولات اصطيادهم بالخديعة والدهاء كما حدث للضابط الخبير فيزر، الذي وقع في شرك المخابرات المصرية لقد تندرت وسائل الإعلام العالمية بخيبة رجال الموساد، الذين قادتهم الثقة الزائدة الى كشفهم. وكان بهجت حمدان بحق هو أول جاسوس في العالم يصطاد قائده بعملية خداعية ذكية مكنت المخابرات المصرية من الحصول على معلومات ثمينة جاءت على لسان الضابط الأسير










الفنان ايهاب  نافع طائر المخابرات 


الجميع يعرف انه فنان لكن لا احد يعرف انه من رجال القوات الجوية ومارس عمله كطيار مقاتلات ومن اهم عملاء المخابرات المصرية
ساهم بشكل كبير فى معلومات غاية الاهمية للمخابرات المصرية و انه كان صديق عزرا وايز مان وكان يفهمه انه عميل مزدوج لديهم ولكن فى الاصل انه مقاتل مصرى بمعنى الكلمة  وهو كان حلقة الوصل بين زوجة رأفت الهجان ( رفعت الجمال ) وبين المخابرات العامة المصرية وفي مناورات الفرقة الرابعة مدرعة في 15مارس 1958م ركب معه الرئيس جمال عبد الناصر الطائرة التي كان يقودها (إيهاب) وبعد نزولهما إلى المكان المحدد للهبوط انضمت فرصة ان الطائرات الأخرى ستقوم بلفة جوية أخرى فلفت نظر عبد الناصر إلى عيب في الطائرة التي كان إيهاب يقودها عندما قال إيهاب نافع للرئيس جمال عبد الناصرأترى ياسيدي الرئيس ذلك الزيت الذي يتسرب من موتور الطائرة  رد عليه جمال عبد الناصر قائلاً: ماسببه؟
أجابه إيهاب نافع :السبب أن الطائرة طارت 640 ساعة طيران والمفروض أنها لاتسرب زيت بهذا الشكل فرد الرئيس جمال عبد الناصر غاضباً: لقد نبهت عليك أن تقول لي المشكلة وحلها وأن لاتنتظر مني أن أقول لك الحل.. وهل أنا طيار؟ رد عليه إيهاب: نغير جميع الموتورات التي وصل عمرها الافتراضي إلى المنتصف ونعطيها إلى الأسراب الأخرى ونشتري موتورات جديدة للسرب الجمهوري فقال له الرئيس: المهم الأن هل هنا من خطر علينا ونحن عائدون..هل من الأفضل لنا العودة بالسيارات


اجابة إيهاب نافع قائلاً: لاتخف ياسيدي الرئيس فليس هناك من خطر ولكن يمكن أن يكون الخطر في المستقبل  إن كل مادار بين إيهاب نافع والرئيس جمال عبد الناصر كان مجرد اختبار منه لشجاعة عبد الناصر.. ومن خلال قرب إيهاب نافع صداقته بعزرا وايزمان قائد القوات الإسرائيلية الذي أصبح رئيساَ لإسرائيل فيما بعد وهو من مواليد حي الموسى بالقاهرة وكان في ذلك الوقت يسهل لإيهاب إجراءات السفر إلى إسرائيل للقيام بالمهام السياسية المكلف بها من قبل المخابرات العامة المصرية وكان يساعده (عزرا وايزمان) اعتقاداً منه أن إيهاب نافع عميلاً مزدوجاً فقد كانا يتبادلا المعلومات العسكرية بمعنى أن إيهاب كان يعطيه المعلومة وفي الحال كان يحصل على معلومة مقابلة وكانت المخابرات المصرية تريد من خلال إحد المهام التي كلف بتنفيذها أن تعرف وتتأكد من أن الممر الذي عملته إسرائيل فيما بعد بطول 7 كيلو للطائرات السريعة ثم إنشاؤه إن ضغط الناس والحاحهم دفع إيهاب نافع إلى كتابة مذكراته على الرغم من انه دفع ضريبة ذلك  فالمذكرات ظلت لمدة 6 شهور في المخابرات العامة لتحليلها و تنقيحها فهذا الكتاب هو النسخة المنقحة التي أجازتها المخابرات المصرية توفي الفنان إيهاب نافع في مستشفى القوات الجوية حيث كان يرقد في غيبوبة بالعناية المركزة 















علاقات فنانين مصريين بالموساد

د . سمير محمود قديح

باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية


تبادل المصالح·· أساس أي علاقة·· حتى أن الفلاسفة والمفكرين يرون في علاقات الحب بين الجنسين، مصلحة·· فكلاهما يرغب في الوصول الى حالة الإشباع العاطفي ··!! لكن·· هل ينطبق ذلك على العلاقة بين الفن والسياسة؟ بين السلطة في بلد ما، والمشاهير من النجوم والنجمات··؟ ! الواقع يقول إن هناك تزاوجا بين الطرفين·· فالسلطة تحتاج دائما إلى من يسهل لها الوصول بأفكارها للناس·· ليكون قناة تمرر من خلالها سياساتها ومشروعاتها·· كما أن الفنان يحتاج أيضا لمن يسانده·· ويوفر له الأرضية الصلبة التي يستطيع عن طريقها تدعيم نفسه·· والانطلاق الى عالم أرحب من الشهرة والمجد، تحت غطاء آمن · هكذا يمتزج الثراء والشهرة في جانب مع النفوذ والسلطة في جانب آخر·· داخل إطار علاقة تكاملية تحقق لكليهما المصلحة والهدف·· ذلك ما تؤيده أحداث التاريخ في الشرق والغرب·· تلك الأحداث التي تؤكد حتمية هذه العلاقة !! لا شك أن فتح ملف هذه القضية يكشف عن حقائق غائبة عن الكثيرين من خلال استقراء أحداث وتفاعلات الوسط الفني بالسلطة منذ عصور مضت نستطيع أن نخرج بنتائج أكثر وضوحا عن شكل تلك العلاقة الخاصة جدا ·

إسمــهان ضابـطة مخــــابرات

من هذه الأسماء المطربة السورية >أسمهان< أو >آمال فهد الأطرش<، شقيقة المطرب >فريد الأطرش<، فرغم حياتها القصيرة ـ حيث ماتت في سن الـ23 ـ إلا أن مشوارها كان مليئا بالأحداث المثيرة·· يؤكد المقربون منها أنها لم تكن تحب الفن بقدر عشقها لكونها أميرة·· وربما هذا ما استهواها في اللعب مع الكبار خلف كواليس السياسة·· لكنها لم تكن تتقن أصول اللعبة·· فدفعت حياتها ثمنا لحفنة جنيهات استرلينية·· وكان من أبرز أدوارها السياسية ما قامت به أثناء الحرب العالمية الثانية لتحقيق استقلال بلادها·· وتعرضت لموت محقق عشرات المرات·· وقيل إنها كانت ضابطة في المخابرات البريطانية·· وقد قام قائد المخابرات بتجنيدها، حيث طلب منها السفر الى الدروز بصفتها زوجة الأمير >حسن الأطرش< وزير دفاع سوريا للتحدث في أمور تتعلق بعدم اعتداء الدروز على الجيش البريطاني أثناء دخوله البلاد·· خوفا من اجتياح جيوش المحور للبلاد ·



برعت >أسمهان< في تقديم المعلومات للاستخبارات·· حتى حكم عليها بالإعدام من قبل الألمان لما ألحقته بهم من أضرار·· فانتقلت للعمل في فلسطين وكان يرافقها بصفة دائمة ضابط بريطاني·· وحينما أصبح الألمان على أبواب مصر خشيت بريطانيا وقوعها في الأسر، فقرروا التخلص منها خشية أن تفضح ما سمعته وشاهدته·· فماتت أسمهان غرقا !!



وكانت >أسمهان< ماهرة في التخفي، وقد شكلت حرسا خاصا بزي خاص من الدروز شاركوا في حماية الانجليز·· وكانت تحصل على أموال كثيرة نظير هذه الخدمات·· لكن نظرا لبذخها الشديد رفض الانجليز الإنفاق عليها·· فحاولت الاتصال بالألمان لكنها أعيدت من على نقطة الحدود، وقد ماتت أسمهان غرقا عام 4491 إثر حادث بسيارتها في طريق القاهرة ـ الاسكندرية الزراعي، بعد خلاف مع المنتج والممثل أحمد سالم ـ خامس أزواجها ـ وبعد شهرين من موتها أصر شقيقها >فريد الأطرش< على فتح ملف الحادث·· ولكنه فاجأ الجميع بإعلانه في الصحف أن أسمهان لم تقتل·· وبعد 26 عاما على هذه التراجيديا مازال السؤال المحيّر يطرح نفسه·· من قتل اسمهان؟ قد يكونون الألمان لاتصالها بالإنجليز·· وقد يكونون الانجليز خشية فضح أسرارهم·· أو بسبب صراعها مع الملكة نازلي على حب رئيس الديوان الملكي المصري آنذاك >أحمد باشا حسنين <·



ويقول الكاتب الراحل >مصطفى أمين< عن أسمهان: إنها كانت ذات شهية غريبة·· كانت تفطر في الصباح طبق فول وفي المساء تأكل الكافيار، تشرب الشمبانيا وتنفق ببذخ فتبيع أزياءها لتسديد ديونها· وقد قالت عرافة لوالدتها ـ حينما كانت أسمهان طفلة صغيرة ـ إن ابنتها ستموت غرقا·· ونتيجة لهذا أحاطت الأسرة أسمهان بحالة من التشاؤم والخوف من الموت·· وذكرت أخصائية في الصحة النفسية تدعى >سوزان سعد رزق< في تحليلها لشخصيتها، أن أسمهان شخصية مليئة بالمتناقضات نتيجة الانقلاب المفاجئ الذي حدث لأسرتها وانتقالها من حياة الترف الى الفقر، وانفصال الوالد عن الأسرة·· كل هذه العوامل جعلت أسمهان انبساطية المزاج تحب الظهور والشهرة، والاتصال بعلية القوم ·



جـاسـوسة في فــراش المـــلك



أما >كاميليا< أو >ليليان ليفي كوهين<·· غريمة >أسمهان< في عشق >أحمد سالم<·· كانت فنانة وراقصة استعراضية تنبّأ لها الجميع بمستقبل زاهر مع النجومية·· وفي الوقت نفسه اتهمت بالتجسس لصالح اسرائيل، والحكاية تقول إن الملك فاروق ـ آخر ملوك مصر قبل الثورة ـ أعجب بها أثناء مرافقتها لأحمد سالم في إحدى الحفلات الخيرية، وأصبحت محظية له وذلك عام 1946 ، مما جعل الوكالة اليهودية تنتبه لكاميليا وعلاقتها بفاروق·· فحاولت تجنيدها !!



وقد وصفها الكاتب >حنفي المحلاوي< في كتابه >فنانات في الشارع السياسي< بأنها عميلة من الدرجة الممتازة للمخابرات الإسرائيلية، ولم يكن ارتباطها بالموساد عاطفيا ولكن باعتبارها يهودية، وقد لعبت دورا خطيرا منذ عام 1948 حتى 1950 ، ولو امتد بها العمر لهاجرت الى إسرائيل·· كانت كاميليا تعبد المال وتصلّي للذهب·· واستطاعت خلال خمس سنوات أن تجمع ثروة هائلة خلفتها وراءها·· وكانت في آخر أيامها تعاني من مرض السل بسبب إفراطها في تناول الخمور والتدخين·· ماتت وعمرها 12 عاما وكان ذلك عام 1950 محترقة داخل طائرة·· وقد تناولت السينما حياتها من خلال فيلم >حافية على جسر الذهب <·



استغلت كاميليا علاقتها بالملك·· وكانت تمد اسرائيل بالأسرار التي كان يبوح بها فاروق ·· وحينما اتهمتها الصحافة بالتجسس لصالح اسرائيل، أعلنت أنها لم تسافر لإسرائيل أو القدس·· وقامت بجمع تبرعات للجيش المصري المحارب في فلسطين·· ولم يكن اتهامها آنذاك مبنيا على دليل مادي وإنما على أساس تصورات عامة·· منها كونها يهودية، وبراعتها في الاتصال بكبار الشخصيات، والتصاقها بالملك، وكذلك ثراؤها الفاحش ·



يقول الكاتب >محمود متولي<: إنها ظلت طوال 03 سنوات تحصل على معلومات عن سير حرب فلسطين من >فاروق<·· وكانت في نفس الوقت عضو في شبكة للإساءة بسمعة العرب·· ونظير تلك الخدمات كانت كاميليا تطمح في الوصول للسينما العالمية·· ونجحت الوكالة اليهودية في الاتفاق لها على بطولة فيلم عالمي·· على أن تظل بانجلترا·· ولكن عادت الوكالة تطلب منها السفر لمصر تمهيدا للاشتراك في عملية >صفقة الأسلحة الفاسدة< والتي اشترتها مصر عام 1948 وكانت سببا مباشرا في هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1948 · وظلت كاميليا على علاقتها بالموساد، وبعد الحرب وتأسيس دولة اسرائيل انضمت للجمعيات الخيرية لجمع التبرعات·· وأكد البعض أن موتها كان مدبرا من قبل الحرس الجديد للملك ـ سواء بعلمه أو بدون علمه ـ بينما أكد آخرون أن مقتلها كان بتخطيط أجنبي ·



ليلى مــراد تجمـــع تـــبرعات للجيـــش الصهيـــوني



في عام 1952 اتهمت المطربة الشهيرة >ليلى مراد< بالتجسس لصالح الموساد واستغلال علاقتها بالملك لإمداد المخابرات الاسرائيلية بالمعلومات، وذلك بعد نشر خبر تسرّب الى الصحافة مفاده أن >ليلى مراد< زارت اسرائيل وجمعت تبرعات تقدر بـ( 50 ألف جنيه) لتمويل الجيش الصهيوني، وشجع على انتشار الخبر أنها يهودية الأصل·· وأحدث الخبر ردود فعل غاضبة منعت على إثرها أغاني ليلى مراد وأفلامها في سوريا، مما جعلها تقدم على إنتاج فيلم (الحياة حب) الذي تدور أحداثه حول ارتباطها وتعاطفها مع الجيش المصري لتحرير فلسطين·· وكان الفيلم ضعيف المستوى ولم يضف لتاريخها شيئا·· ونتيجة الحملة الشعواء ضدها تركت >ليلى< الأضواء عام 1955 ، وأكدت وسائل الاعلام ساعتها أن دوائر الأمن السوري وراء تلك الشائعة لمنع أفلامها في سوريا·· وقد وصل تأثير الشائعات لدرجة أن السلطات المصرية عزمت على اعتقالها ومصادرة أموالها·· وبعد تحريات قام بها مجلس قيادة الثورة تأكدت براءتها·· وتوسط >جمال عبد الناصر< لدى سوريا عام 1958 لرفع الحظر عن أغانيها وأفلامها ·



ويذكر أن >ليلى مراد< عقب سماعها الخبر أغمي عليها وقالت: >الله يجازيك يا أنور< ـ تقصد أنور وجدي ـ، وعقدت ليلى مراد مؤتمرا صحفيا نفت فيه جمع تبرعات لاسرائيل·· وبعد 74 عاما استطاع أحد الباحثين تجميع أدلة براءتها·· وهناك رسالة من >أنور وجدي< قال فيه إنه لم يطلق ليلى مراد بسبب خلاف ديني لأنها أشهرت إسلامها، أو بسبب خلاف سياسي أو ميول وطنية·· بل كان الطلاق لأسباب عاطفية·· وكانت الشبهات تدور حول تورط >أنور وجدي< في هذه الشائعة انتقاما منها بعد طلاقها منه ·



راقصــة في بــــلاط هتـــلر



تتفق الأسانيد المختلفة على أن >بديعة مصباني< أول ممثلة وراقصة عربية ـ قد رحلت من لبنان الى مصر في مطلع القرن العشرين لتضع الكازينو الخاص بها وجميع العاملين به تحت تصرف القوات البريطانية طوال مدة الحرب العالمية الثانية· ومن الطريف أيضا، أن كازينو >بديعة< قدم ثلاث راقصات أصبح لهن ارتباطات سياسية بشكل أو بآخر ·



أولهن >حكمت فهمي< التي قامت قبل نشوب الحرب العالمية برحلة لإيطاليا وألمانيا والمجر·· ورقصت أمام هتلر وموسوليني·· وتعرفت على شاب ألماني أمّه مصريه، اسمه >حسين جعفر< وكان جاسوسا لألمانيا، فتعرف بدوره على >أنور السادات< والفريق >عزيز المصري<، وعرفت عوامة >حكمت فهمي< اجتماعات هؤلاء الذين كانوا يرغبون في الاتصال بالألمان من أجل طرد الانجليز من مصر·· إلا أنهم وقعوا في يد المخابرات البريطانية، فصدر حكم ضد الراقصة >حكمت فهمي< بالسجن لمدة 30 شهرا·· وطرد السادات من الخدمة العسكرية ·



ملــــكة لليــلة واحــــدة



أما الراقصة الثانية فهي >سامية جمال<، واسمها الحقيقي >زينب خليل<·· وضعها النخاس الإيطالي >أنطوان بوللي< في طريق الملك فاروق·· فبدأت ترقص له·· وقد ذكر >مصطفى أمين< في كتابه >ليالي فاروق< بعنوان >ملكة لليلة واحدة< أن سامية جمال أمضت ليلة في غرفة الملك واستيقظت فلم تجده·· فقد اختفى دون أن يودعها·· بعد أن أمضى الساعات وهو راكع تحت قدميها يبثها غرامه·· فبحثت عنه في كل مكان قد تجده فيه ولكنه كان يتجاهلها·· وبسبب حبها لفاروق أنهت علاقتها بفريد الأطرش·· وهي الأخرى اتهمت بزيارة اسرائيل، فمثلت فيلمها عن فلسطين لدرء هذه التهمة ·



من المــلاهي الى المعتقــــلات



الراقصة الثالثة التي تخرجت من > كازينو بديعة< هي >تحية كاريوكا<·· فلم تكن مجرد راقصة ولكنها شخصية معتزة بنفسها متفرّدة بتصرفاتها·· ولها باع طويل في المعترك السياسي·· فوالدها قضى بعض الوقت في المعتقلات، وعمّها قتل على يد الانجليز·· وفي الأربعينيات والخمسينيات كانت شديدة القرب من الحزب الشيوعي، وإن كانت قد نفت انضمامها لأي حزب ·



دخلت >كاريوكا< السجن في مطلع الثورة بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم عام 1954 ، حينما كانت متزوجة من الضابط >مصطفى صدقي<·· فقد كان موضوعا تحت المراقبة·· وعندما هاجم البوليس الحربي منزل الزوجية، عثروا على منشورات معادية للثورة·· فألقي القبض على الزوجين، وخرجت كاريوكا من السجن بعد ثلاثة أشهر ·



وكان لكاريوكا نشاط مع الفدائيين المصريين عام 1951 وعرفت السادات·· وظل مختبئا بمعرفة الفدائيين لفترة طويلة·· وكانت هي واحدة ضمن من ساعده على الهرب·· وفي أحد لقاءاتهما معا عام 1978 قال لها السادات وهو رئيس جمهورية: >إني كنت أعمل مع شقيقك<، وهنا وقفت وقالت: >لا يا ريّس·· أنت كنت هربان<·· فضحك السادات !!



ضـــد الحـكـــــومــة



في عام 1968 أصدر وزير الداخلية المصري >شعراوي جمعة< قرارا بمنع عرض مسرحية (كدابين الزفة)·· فقررت >تحية كاريوكا< الاعتصام والاضراب عن الطعام·· حتى رفع قرار المنع بعد حذف ما يقرب من نصف النص المسرحي · وفي عام 1972 وفي أعقاب قرار الرئيس المصري السادات طرد الخبراء السوفييت·· قدمت (كاريوكا) مسرحية (يحيا الوفد) بالتعاون مع زوجها (فايز حلاوة)·· وكانت المسرحية تحوي انتقادا صريحا لعبد الناصر وسياساته فتم اتهام كاريوكا بأنها قدمت هذه المسرحية كبوق دعاية للسادات·· وعرف عن كاريوكا تماسكها وشجاعتها في مواجهة فترة السجن·· فقامت في سجن النساء بنشاط لمحو الأمية·· وقال عنها المفكر الفلسطيني >ادوارد سعيد<: إن تحية كاريوكا مثل أم كلثوم ·· تحتل موقع الرمز المرموق في الثقافة الوطنية·· ويبدو أن نشأتها الصعبة وصعودها من قاع المجتمع وما لقيته من قسوة، إضافة الى رغبتها الملحة في أن تكون شيئا ذا قيمة للفئات الشعبية، والحس الوطني، والسعي الى التعرف برموز المجتمع السياسية والثقافية·· وقد حدث أن رقصت أمام الملكة >نازلي< فقالت: >لقد رقصت أمام ملكة مصر ولن أرقص مرة أخرى<·· واعتذرت عن العروض المقدمة لها متعللة بوعكة ألمت بها ·

عـلاقـة >وردة< بـوزير الـدفـــاع

في منتصف الستينيات انطلقت أقاويل تؤكد علاقة وزير الدفاع المصري آنذاك المشير عبد الحكيم عامر بالمطربة الجزائرية وردة·· وقيل إن المشير يعيش معها قصة حب·· قيل أيضا إن مثل هذه العلاقات لا يطلق عليها وصف الحب إلا من باب التأدب مع القادة والشخصيات العامة الكبيرة·· ومن كتاب >ما لم تنشره الصحف< للكاتب >محمد رجب< قيل إن جمال عبد الناصر اختلف مع المشير حول هذه العلاقة، بل وخيّره بين أن يعزله، أو يطرد >وردة< من مصر·· وحينما أصدرت القيادة السياسية المصرية قرارا يتعلق بمستقبل >وردة< الفني في مصر·· كثرت الحكايات وتأكدت الأقاويل، وتأزم موقف وردة التي لم تكن تتوقع تدخل القيادة السياسية المصرية بهذا الشكل المثير·· وكانت البداية حينما اقتربت سيارة المشير من امرأة شابة تقف أمام سيارتها المعطلة وكان ذلك في دمشق·· فأمر ضباطه بإصلاحها·· وعندما سأل عنها، أبلغوه بأنها مطربة جزائرية تقوم بإحياء حفلات في دمشق وبيروت·· وبعد أسابيع من اللقاء استقرت >وردة< بالقاهرة، واستغلت شائعة ارتباطها بالمشير واستثمرتها جيدا·· فانهالت عليها العروض السينمائية والحفلات العامة·· ولم يستمر الحال طويلا، حيث أمر >عبد الناصر< بطردها من مصر، في حين نشرت الصحف، تقول إنها غادرت القاهرة في جولة فنية طويلة، لم تنته إلا بموت عبد الناصر ·

زواج الفـــن بالسيــــاسـة

أما الفنانة >برلنتي عبد الحميد< فقد تزوجت من المشير عامر عرفيا لدواعي الأمن، والتي تتطلب عدم معرفة مكان المشير وتحركاته·· وقد كان حريصا على ألا يعرفه الناس، وكذلك كانت رغبة عبد الناصر· وأكدت برلنتي أن عبد الناصر لم يحضر العرس، ولكنه كان دائم الزيارة لهما هي وزوجها·· وكان يشاركهما في المناسبات العائلية·· وقال للمشير مداعبا >بيقولوا عليها حلوة قوي<·· وكان يتصل بهما أكثر من مرة في اليوم الواحد أحيانا·· وفي أحيان كثيرة كان يداعب برلنتي ـ حسب قولها ـ بعبارة: >اتركيه لعمله يا متوحشة<· وقد قام جهاز المخابرات ـ آنذاك ـ بقيادة >صلاح نصر< بجمع تحريات عن برلنتي عبد الحميد، خوفا من أن تكون جاسوسة مدسوسة، تستغل علاقتها بالمشير لتسريب أسرار البلاد·· وأثبتت التحريات براءتها من كل تلك التهم· والغريب أن الصحف ساعتها تجاهلت الخبر وتظاهرت بأنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، وكانت هذه أول سابقة لزواج السياسة بالفن في العالم العربي· وكانت >برلنتي عبد الحميد< تلقب بملكة الإغراء والتمثيل، إلا أنها تركت الأضواء والشهرة، عندما بلغ أجرها عن الفيلم الواحد وقتها ( 1500 جنيه) أي ما يعادل أعلى أجر تتقاضاه فنانات اليوم·· لتعيش بعد ذلك كزوجة وأم، ولتصبح شاهدة وأحيانا شريكة في أدق وأحرج لحظات هذا العصر ·

وشهدت هذه الفترة أيضا زواجا عرفيا آخر بين مطربة كبيرة وأحد ضباط مكتب الوزير، واعتزلت التمثيل إلا أنها كانت سعيدة بمميزات هذه الزيجة التي جعلتها تأمر وتنهي تحت حماية المنصب الجديد ·

وفي حقبة الستينيات من القرن الماضي أيضا قام >صلاح نصر<، مدير المخابرات المصرية آنذاك، بالزواج عرفيا من النجمة >اعتماد خورشد< ـ عمة شريهان ـ وذلك بعد أن أجبر زوجها على تطليقها·· وقد شهدت >خورشد< ضده عند محاكمته، وقالت بأنها طارد عددا كبيرا من النجمات·· لدرجة أن البعض منهن هربن خارج البلاد خوفا من بطشه·· وقد أنكر >صلاح نصر< من جانبه كل هذه الاتهامات، بما فيها زواجه العرفي ·

أم كلثـوم·· الـوزيـرة المـوقـوفة

ما لا يعرفه الكثيرون أن كوكب الشرق >أم كلثوم< كانت ستكون أول وزيرة في حكومة جمال عبد الناصر، حيث رشحها ضمن 10 شخصيات نسائية أخرى لاعتلاء وزارة الشؤون الاجتماعية·· لكن المشير عامر اعترض على فكرة أن تكون هناك امرأة ضمن التشكيل الوزاري، فأرجأ عبد الناصر الفكرة·· حتى عرضها على الكاتب >مصطفى أمين<، والذي اقترح بدوره أن تكون أم كلثوم وزيرة للثقافة·· لكن عبد الناصر أراد أن تكون بمصر وزيرة واحدة، فاختار >حكمت أبو زيد<· والغريب أن أم كلثوم علمت بالخبر بعد أن رفض عبد الناصر الفكرة·· وكانت لأم كلثوم مواقف وطنية، وكانت قريبة من السلطة، فقبل قيام الثورة منحها الملك فاروق أحد الألقاب الرسمية، وبعد الثورة اعتبرها البعض معادية لها·· وقرروا عدم إذاعة أغانيها حتى تدخل عبد الناصر·· وكان لها موقف بطولي في أحداث حصار ضباط الجيش المصري في الفالوجا بفلسطين عام , 1948 · وقامت بجولات فنية في العديد من الدول العربية والغربية لجمع تبرعات لبناء وتسليح الجيش المصري عقب هزيمة , 1967 · وفي عهد السادات تبوّأت مكانة عالية أثارت غيرة الكثيرين ·

الفنانـــون أبــواق دعـايــة

في فترة ثورة جويلية بمصر·· جندت أصوات المطربين المعروفين أمثال عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، شادية، أم كلثوم·· لتعريف الناس بمبادئ الثورة وبث الحماس في نفوسهم، كما حدث في حرب 1956 وبناء السد العالي، فكان الفن بوق دعاية للثورة وأهدافها·· كما شهد هذا العصر تقاربا كبيرا بين أهل الفن والسلطة·· فقد كان عبد الحليم حافظ من الأصدقاء المقربين لعبد الناصر، وكان الأخير يطلبه لكي يلعب معه الشطرنج، وكان عبد الحليم ـ كما تردد ـ يستغل صداقته لكبار الشخصيات والقادة في الانتصار على منافسيه في المجال الفني، فكان العندليب الأسمر أحد أعمدة نشر مبادئ الثورة، وغنى العديد من الأغنيات الوطنية والحماسية·· وقد تأثرت علاقته بالسادات نتيجة اعتقاد السادات القديم بولاء عبد الحليم لعبد الناصر ·

من الأسماء اللامعة، والتي قامت المخابرات المصرية بتجنيدها لصالحها، المطرب >سمير الاسكندراني<·· فأثناء وجوده في باريس حاول الموساد تجنيده وإغراءه بالمال·· فأبلغ المخابرات المصرية التي جنّدته كعميل مزدوج، فحصل على معلومات خطيرة، وكان على اتصال بالجاسوس المصري >رأفت الهجان< داخل اسرائيل ·

كذلك وظفت المخابرات المصرية الفن لصالحها، وقامت بتهريب بعض المعدات المهمة داخل أجهزة التصوير ومتعلقات العاملين بفيلم (عماشة في الأدغال ·· والفيلم برمته كان من تدبير المخابرات، واستطاعت من خلاله تنفيذ عملية تفجير الحفار الاسرائيلي في شواطئ غرب افريقيا، وعندما عرض الفيلم داخل دور العرض·· استهجنه الناس فقد كان شيئا جديدا أن يتم تصوير فيلم مصري بالكامل داخل الأدغال الافريقية ·

اللـغـــــز المحـــــــير

ومن القصص التي مازالت لغزا محيرا·· علاقة مارلين مونرو وجون كيندي الذي كانت تلتقي معه داخل إحدى الغرف الخاصة بالبيت الأبيض·· فعرفت مارلين الكثير من الأسرار من خلال علاقتها بكندي·· وعندما حاول إنهاء علاقته بها فشل، فقد وقعت في غرامه، ويقال إنها لم تمت منتحرة، ولكن قتلها رجال كيندي، ويقال أيضا إن إدمانها الخمور وفشلها العاطفي وراء انتحارها ومازال سر نجمة الإغراء غامضا برغم مرور أكثر من 55 عاما على رحيلها ··

وهناك حاليا الصداقة التي تربط عائلة كلينتون بالمطربين مايكل جاكسون والتون جون، وكان مايكل جاكسون يرافق كلينتون في حملاته الدعائية لرئاسة الولايات المتحدة ·

المصلحـــة والمتـعـــــــة

الكاتب الراحل >مصطفى أمين< فسر هذا التزاوج بين الفن والسياسة بأنه من الطبيعي أن يجتمع المال والشهرة متمثلة في الفنانين مع النفوذ والسلطة·· فكل منهما يحتاج الآخر ومكمل له·· فالسلطة تريد بوقا دعائيا لأفكارها، وليس هناك أداة أسهل من فنان يتمتع بجماهيرية وشعبية طاغية يمكن عن طريقه توصيل أفكارها، كما أن الفنان كحالة تعويضية يحتاج الى سلطة ونفوذ يساعدانه لتحقيق طموحاته الفنية والشخصية·· بدليل أن أغلب الفنانين ـ وهم من قاع المجتمع ـ يسعون دائما للالتصاق بالقادة والشخصيات الكبيرة، كحالة تعويضية عن الذل والمهانة والفقر الذي عاشوا فيه ·

أما علماء الاجتماع فيقولون إن الفن والسلطة لا يفترقان، فكلاهما يسعى نحو الآخر، والعلاقة بينهما علاقة نفعية قائمة على المصلحة والمتعة·· سواء الخاصة أو العامة، فالفنان يحتاج الى سلطة ونفوذ لتعظيم حجمه وتعويضه عن حياته السابقة·· وهو باتصال بالسلطة يستفيد لأنه يصبح من أصحاب النفوذ ويحمي بذلك عالمه الفني والخاص ··

والسلطة من جانبها تريد حماية أفكارها ومبادئها، كما حدث في عهد الثورة المصرية ونكسة 7691 ، فقد استغل الساسة الفن لتحميس الناس ونشر الأفكار الثورية·· وهناك جاذبية ما بين الشهرة والثراء من جانب والنفوذ من جانب آخر·· فكل منهما يكمل ويعوض الآخر·· وكل منهما يسعى لمغازلة واجتذاب الطرف الآخر ·


***

ما زالت أصداء اتهام بعض الفنانات المصريات بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي مستمرة؛ حيث أعلن مؤخرا عن أسمائهن، ونفت كل منهن صلتها تماما بهذا الجهاز. جدير بالذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يدعي فيها الموساد صلته بفنانين مصريين، لكن في المقابل نستطيع أن نرصد تاريخا طويلا لحكايات ترددت عن علاقات فنانين بأجهزة مخابرات مختلفة، وتمتد جذور تلك الحكايات إلى الحرب العالمية الثانية، ونروي في السطور التالية التفاصيل الكاملة لذلك الملف الأسود، سواء كانت أكاذيب رددتها الشائعات أو فيها جزء من الحقيقة.

بداية لا ننكر أن هناك بعضا من رموز الفن المصري كانوا يعتنقون الديانة اليهودية، وأرادت إسرائيل أن تجندهم لخدمتها، ولكنها فشلت في ذلك، وفى السرد التاريخي الذي نقدمه نبدأ من مطربة ذات صوت جميل، ماتت في ريعان شبابها وكانت على منافسة مع مطربة كبيرة، وحققت شهرة واسعة النطاق في سنوات قليلة من عمرها الفني بعد أن جاءت إلى مصر، وهى طفلة صغيرة مع شقيقها ووالدتها؛ هربا من الاحتلال الفرنسي لبلدها، واتهمت بأنها على علاقة بالمخابرات الألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية، ووصلت هذه الأقاويل إلى حد التأكيد، لكن لم تكن هناك أي مستندات أو صور أو شيكات بأنها كانت جاسوسة للألمان إبان الحرب العالمية الثانية، التي انتهت عام 1945وقد رحلت هذه المطربة عن عالمنا بعد انتهاء الحرب بقليل في حادث مأساوي، وقيل: إن المخابرات كانت وراء ذلك الحادث الأليم .

مكالمة بيريز

أما الفنانة ليلى مراد – اليهودية الأصل – فقد أعلنت إسلامها عام 1947 وتزوجت ثلاث مرات من فطين عبد الوهاب وأنور وجدي ووجيه أباظة، واتهمت بأنها على ديانتها اليهودية وأردات أن تدفن في إسرائيل وأنها دفعت 50 ألف جنيه تبرعات لإسرائيل، لكنها قبل وفاتها نفت ذلك تماما، وأكدت أنها مسلمة ومصرية وتريد أن تدفن في مقابر المسلمين بالقاهرة،

وقيل: إن "شمعون بيريز" اتصل بها ذات مرة في أعقاب محادثات السلام المصرية – الإسرائيلية، التي بدأت في عام 1977 بزيارة السادات للقدس والكنيست الإسرائيلي، والتي أدت إلى توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد عام 1979 ولكن المطربة قالت للخادمة: أغلقي الخط في وجه بيريز ولم ترد عليه في أي محادثة تلفونية.

أما الفنان اليهودي الأصل "ديفيد حاييم ليفي" الشهير بـ "داود حسنى" وهو ذلك الملحن المشهور الذي أشيع أن له علاقة بالموساد، فهل كان الموساد وقتها موجودا؛ وهو المولود 1870 وتوفى عن عمر ناهز 37 عاما، ولم يكن له أي نشاط سياسي في حياته، ولكن إسرائيل استطاعت أن تحصل على تراثه وألحانه، واعتبرته جزءا من تراثها الفني، والمعروف أن ابن داود حسنى المسمى "بديع هاجر"ذهب بالفعل إلى إسرائيل وعمل هناك مذيعا في الإذاعة لإسرائيلية.

وأشيع أن اليهودية "راشيل إبراهيم" الشهيرة بـ "راقية إبراهيم" كانت على علاقة بالموساد، وهذه الفنانة بدأت حياتها الفنية مع محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم "رصاصة في القلب" مع بداية الأربعينيات وأعلنت إسلامها وتزوجت المهندس المصري المسلم "مصطفى والى" ثم انفصلت عنه وهاجرت إلى أمريكا بدون أسباب واضحة ثم عادت وتزوجت هناك من يهودي، وعملت في سكرتارية الأمم المتحدة إلى أن تقاعدت وافتتحت محلا للحلوى الشرقية، ولكن في السنوات العشر الأخيرة لا أحد يعلم عنها شيئا

وكذلك تم ترويج إشاعة تتهم الفنان المصري "محمود المليجي" بأنه كان على علاقة بالموساد الإسرائيلي، وهى قصة كاذبة كالقصص والإشاعات الأخيرة؛ لأنه فنان وطني ومسلم يحترم عقيدته ووطنيته، وكان يشاهدـ في آخر أيامه ـ يوقف التصوير؛ من أجل أن يصلي الفريضة في وقتها بعد الأذان مباشرة، وربما انطلقت هذه الإشاعة من واقعة زواجه من الفنانة اليهودية الأصل "علوية جميل" التي أعلنت إسلامها، وهذه الواقعة لا تعيبه، كما أن جذوره الأصيلةـ وهو صاحب فيلم "الأرض" الذي يمثل الفلاح المصري ـ تجعله لا يمكن مطلقا أن يفكر مجرد التفكير في خيانة وطنه والتعامل مع الموساد مهما كانت الإغراءات؛ خاصة وأنه كان نجما وقاسما مشتركا في كل أفلام السينما في عصرها الذهبي

تجنيد سمير الإسكندراني

لكن القصة الحقيقية في هذا السياق، هي تجنيد الفنان "سمير الإسكندرانى" على يد الموساد الإسرائيلي عندما كان يدرس في إيطاليا خلال حقبة الستينيات وقد أوقع" سمير الإسكندرانى" من أرادوا تجنيده لحساب الموساد بدوره في شباك المخابرات المصرية، وعمل بالفعل معهم ولكن تحت رعاية المخابرات المصرية، حتى استطاعت المخابرات المصرية أن تسقط أكبر شبكة للتجسس الإسرائيلي في القاهرة، وطوال الفترة لم تكتشف المخابرات الإسرائيلية علاقة" سمير الإسكندرانى" بالمخابرات المصرية، وقد أعلن "الإسكندرانى" عن ذلك بعد أن تم تأمينه تماما

وفى إطار الشائعات والمزاعم نفسها، قيل: إن هناك مطربة عربية من دول المغرب العربي تم تجنيدها ضد مسئول ليبي؛ لخدمة أحد أجهزة المخابرات؛ لذلك منع دخولهاـ خلال فترة من الفترات ـ لعاصمة عربية قبل أن يسمح لها بدخولها بعد أن تم التأكد بأن ما أشيع عن علاقتها بمخابرات بلادها ليس صحيحا ولا يخرج عن كونه من الإشاعات الكاذبة التي استهدفت فنانين آخرين،