اخبار ذات صلة

الأحد، 5 أبريل 2015

مشاهدات من المكلا: "وراء بقعه تعكّت"*!


على بن يحيى سالم :
1 كنت أمس الأول مع بعض الأصدقاء نتناقش سوداوية المشهد، والحرب الثانية المعلنة على الجنوب بفعل التحالف (الحوثي العفاشي) المدمر الذي صنعه ثنائي الدم والتخلف وحب السلطة، وفي ثنايا الحديث أستبعد أحد الأصدقاء نقل الصراع إلى حاضرة محافظة حضرموت (المكلا) لعدة اعتبارات- بحسب وجهة نظره- لكنني خالفته الرأي وقلت: "طالما والرئيس السابق علي عبدالله صالح دعا لقتل كل شيء جميل في البلاد، فالدور القادم على حضرموت وكبرى مدنها، فمن وجهة نظري هذه المحافظة- بثقافة أهلها، والمستوى التعليمي، والمدنية، والنظام والقانون المسيطر على الحياة فيها- هي الشيء الجميل المتبقي في الوطن المتجزئ، ولهذا ستنال نصيبها من الفوضى"!. وبالمناسبة كان مخططاً خروج مسيرة جماهيرية في المكلا بعد صلاة الجمعة مؤيدة لضربات (عاصفة الحزم) الجوية وتم تعطيلها بفعل ذلك التدخل السافر من قوى الظلام وأعداء الحياة بنشرهم الفوضى الخلاقة مصحوبة بثورة نهب وسطو وسرقة نالت العديد من المرافق الحكومية الحيوية. 2 ما أصاب المكلا خلال اليومين الماضيين أمر عظيم، حطم النفوس قبل تحطيم (الخزينة)، فالنهب والسطو والسرقة أعمال فوضوية لا يقرها شرع ولا دين، ويرفضها الشرفاء كافة في حضرموت، وجوه منكسرة لا تصدق ما حدث، سخط عام ورفض تام لقرصنة (صبية) يحاولون تشويه وجه المكلا الحضاري المدني، ما تم من مشهد مأساوي يوضح درجة الثقافة الدخيلة التي أنتجها نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وخلاياه النائمة وزرعها في جسم حضرموت الجميل، للنيل منها ومن تقدمها ومثاليتها. 3 في مساجد المكلا الكل مجمعون على نبذ وشجب واستنكار ما حصل في المدينة من أعمال مهينة لأهلها، وفي الشارع تقابل عينات مختلفة تقذف الفاعلون بأقذع الصفات والشتائم، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي يهاجمونهم شر هجوم.. فمن أين أتت تلك النوعيات الغريبة من البشر لتنهب وتسرق وتسطو وتخرّب وتشيع الفوضى..؟!. عندما تضيع القيم، تذهب الأخلاق، وعندما تذهب الأخلاق تغرق الإنسانية في الوحل!!!. 4 لعنة الله والناس أجمعين على جيش متخاذل، وأمن متواطئ، يترك مهماته في حماية المواطنين ويهرب ذليلاً باسماً، يفترض جمع هذه البزات العسكرية والبصق عليهاااا. ووالله إن أولئك عمال (البلدية) - ممن ينظر لهم المجتمع بنظرات دونية- هم أشرف وأطهر وأنقى منكم جميعاً، تباً لكم ولمن علمكم (العسكرية)، ولا عزاء لجيش الجنوب المغوااار (المسرّح) الذي يهز الدنيا هز... و"إذا قالها دوري داااارت"!!!. 5 كل طالب بمدرسة (علي عبدالله صالح) فاشل (أخلاقياً) بإمتيااااز! أنظرواااا إلى الشوارع وسترون...!. 6 مسلسل إحراق الجنوب يستمر..بدأ في عدن، نهب، سطو، سرقات، بالتوازي مع محافظة لحج، ثم المكلا.. لم يمرّوا أبين، لأنهم دمروها من قبل، آخر حلقات التدمير النفسي والمعنوي والتخريب ستكون في عتق، وجهتهم القادمة، فهل سيشمّر أبناء شبوة عن سواعدهم، لحماية عاصمتهم من عصابات الفيد والهدم، والأهم الأخلاق.. فمن لديه أخلاق لا ينهب ولا يسرق ولا يسيء لنفسه ومجتمعه؟!. ويبقى الجنوب رغم جراحه قادراً على الصمود والعودة مجدداً للحياة. *عنوان المقال مأخوذ من رائعة الشاعر جمعان أحمد با مطرف: ورا بقعه تعكت.. تعكت ماتبتت على رأس المقل أثقال جم وهموم حطت وهو كل ما رفع رأسه عطوه القاع مسكين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق