منذ الوحدة اليمنة ونحن نعاني من تعصب الشمال ومحاولاته فرض اسلوبه في الحياه و اجتهاداته ومورثه الشعبي على بقية المناطق التي لها تميزها المجتمعية وعاداتها ومورثها الشعبي المستقل ..
وهكذ وفي ضل تعصب الهيمنة من الشمال ومحاولة فرض فكرها وثقافتها على الاخرين لتسود على كل المجتمع وضرب وطمس كل ما يختلف معها وخلق العداء والنفور لدى من يحملونه
فمن التعصب للقبيله الشمالية واعرافها وتقاليدها وقيمها ومحاولة فرض ثقافة قبيلة معينه لتكون هي الاصل والمرجعية والبقية ليست الا فروع ترجع عليها ومن رمزية الشيخ الاحمر واولادة في هذا الاتجاه الى التعصب الديني والذي حاول فرض رويته ومنهجه ليكون الوحيد المسموح التعبد بطريقته وضهوره في الواجهات الدينية من مساجد ومناهج دراسية وبروز الزنداني واليودمي ومن معهم كرموز لهذا الاتجاه
ليضهر اليوم التعصب الحداثي اليبرالي بعد ان انتهت قوة التعصب الديني واندحار حزبهم ضهر تطرف جديد من الشمال ايضا تطرف باسم الحداثة والتحرر ..والذي من خلاله ضهرت وزيرة الثقافة الجديدة في اليمن وتقول يخزيكم الله يا جنوبيين لتضيف خزيها لنا الى خزي بيت الاحمر القبلي وخزي الاصلاح الديني ..
,,,وهي تعرض صورة للمعتصمين في ساحة عدن وهم يصلون ...لقد رات في صلاتهم تخلف و رات في حضور رجال الدين والمتقاعدين من الجيش ورجال القبائل خطرا على اعتصام الجنوبيين وانهم سيفشلون ثورة الجنوبيين كما افشل امثالهم ثورة الشمال
متناسية الى ان ثورتنا لست للخروج من الدين وترك الصلوات وان ثقافة رجال الدين والقبائل والعسكر عندنا غير ما عرفته في مجتمعهم فلكلا اسوبه وحياته
فنحن في الجنوب ناخذ الامور بحكمة ووسطية فلا تعصب في منهجنا الديني ولا منهجنا الحداثي
فلن تجد أيا من مثقفات الجنوب ذوات الفكر اليبرالي وان وصلت بها جراتها الى الرقص في الشوارع وساحات الاعتصام كما فعلت الوزيرة اروى عثمان في صنعاء التي اشبعت الساحات والشوارع رقصاء نشرا للثقافة بحسب مفوهما وانه مهما كانت افكار أي مثقفة جنوبية متحرره تضل تحترم المجتمع من حولها فلا تثير ما يتخالف مع ضوابطه ايمانا منهم في التعايش السلمي
وقد عانينا قبل هذا التعصب الديني الذي حاول فرض مذهب بعينه والتعصب له و محاربه كل من يخالفه ووتم استغلال التحريض باسم الدين لمحاربة الجنوبيين وقتلهم بعد اصدار فتاوي تبيح ذلك شرعا ووتمر كريس رموز معينه لتمثل الدين ومرجعيته تمثلت في الزنداني واليدومي وغيرهم من انصارهم
ومحاولة الغاء وطمس أي مذهب اخر او طريقه اخرى لتعليم الناس امور دينها و تشويها واتهامها على انها مبتدعه ومارقة وخارجة عن الدين وتحريض الناس عليهم باسم الدين
بل ومحاولة إظهار صور ان الجنوبيين لا يعرفون شئيا عن الدين و محاولة طمس كل الشواهد والدلالات التي تعكس مدى رقي و نبوغ الفكر الديني في الجنوب وذلك عن طريق هدم المساجد القديمة وبناء جديدة محلها لتظهر جديدة وتختفي المعالم التاريخة في المنطقة ولم يقتصر هذا على المدن فقط بل وصل الى القرى البعيدة ففي قريتي روضة باقطيان في حضرموت تم هدم مسجدها القديم وبنا اخر اكبر بالحجر رغم ان المصلين يوم الجمعة لا يصلون ربع مساحة القديم
هذا اضافة الى طمس تاريخ الدعوة الدينة ومدارسها والمرجعيات الدينية والتي كانت اربطه العلم و منابرها منتشرة في مختلف مناطق الجنوب والذي اشتهروا بالدعوة في مختلف نواحي العالم بل ولبعضهم ارتباط بالشمال كالعالمة محمد بن سالم البيحاني الذي درس في تعز والعلامة عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف الذي له زيارات عده لليمن وكان وسيطا عند الملك عبد العزيز ال سعود ليسحب جيوشه من تهامه
اضافة الى تاريخ الجنوب في الحركة الاقتصادية والتجارية والثقافية التي لا تزال اثارها في المباني المعمارية وذكر وجودهم في مختلف المناطق طيلة الميتين سنه الماضية في مختلف المراجع بلغات مختلفه تحرص الحكومة اليمنية على عدم ترجمتها لكي لا يطلع عليها احد
وتم اختصار تاريخ الجنوب في المرحلة الاشتراكية فقط وان ما قبلها كان استعمار بريطاني احتلالي لا يذكروه الا بالأمراض والتخلف والتدهور ليكرس انه لم يوجد ثقافة و كيان للناس مربوط بدينهم الا بعد الوحدة متناسين انه كان مع وجود الاستعمار البريطاني مجتمع يعيش لا علاقه له بالكيان السياسي وتقلباته مجتمع له ثقافته و هويته وتاريخه مجتمع استاطاع باخلاقه ووسطيته ورقي فكره ان يكون مدرسة مستقله لها مرجعياتها واقتدا مجتمعات اخرى بها مجتمع يؤثر ولا يتاثر ويشهد على رقية منارة العيدروس في عدن ومنارة المحضار في تريم وغيرها من الشواهد التي لا يمكن طمسها
طوال ثلاثين من الوحدة لا تجد ذكر لاعلام مدرسة هذا المجتمع ولا اعلامة لا افكارة لا في المناهج الدراسية ولا الدورات الدينة ولا المجلات الثقافية ,, مكتفين بعرض صور مدينة شبام وذكرها كاقدم ناطحة سحاب ...في صورة سخيفة تتجاهل رقي البشر وريادتهم وربط الناس باعلامهم والاكتفاء من رفع شان المدر والحجر والتفاخر به ليكون للناس مرجعا
في محاولة حثيثة لقطع ابنا الجنوب عن هويتهم وثقافتهم التي تنبع جذورها من اعماق ارضهم وقطعهم عن مرجعيات واعلام تلك الثقافة وتغييب رقيها و علو شانها وذلك رغم اختلاف الدويلات التي قامت على هذه المنطقه واختلاف حدودها من عصر الى الى خر الى انه ضل هذا المجتمع برقيه المستقل
لن اتعب نفسي هنا بالحديث عن المكونات السياسية والدول التي قامت على ما يسمى الجمهورية منذ بداية التاريخ ذلك بان نشاة المكونات السياسية وتمددها او انكماشها وزوالها لا علاقه له بما اود طرحة من الخصايص المجتمعية التي يتميز بها مجتمع ما عن اخر بجواره رغم احتمالية كون مجتمعات عدة تنطوي تحت كيان سياسي واحد الا انه يضل كل مجتمع له تميزه وثقافته وتقافته و حياته الخاصة
لم نرى على طول التاريخ السياسي البشري ان كيان سياسي حاول التدخل والغاء ذلك التميزبين المجتمعات داخل حدود دولته ..تحت حجة الوحدة او غيرها
وان كان ذلك في بعض الصور الاستبدادية النادرة فليس الا بالقضاء على مجتمع معين بكل مكوناته وابادته واحلال مجتمعا اخر بديله كما يحدث في فلسطين من قبل الاستطيان الاسرائلي
كم خلال استقرا كل المراحل التاريخة منذ قبل الاسلام وبعده نجد قيام عدة دويلات متفرقة في جنوب جزيرة العرب ...وعلى مر التاريخ كانت تزدهر حواضر ومدن وتندثر اخرى , وتارة تقوى دولة لتمتد وتضم دويلات اخرى ايلها فيصل الى عمان ومكه وتضم اقاليم ومجتمعات مختلفة
ومن ذلك خروج عبد الله بن يحيى الكندي – على دولة بني امية ..الذي خرج بجيشه من حضرموت واستولى على صنعاء وكافة اليمن واستولى على مكة والمدينة وكل الحجاز حتى سير إليهم مروان بن محمد، أخر خلفاء بني أمية جيشاً كبيرا ..
و رغم كل ذلك بقي كل مجتمع في تلك المناطق يحافظ على تميزه ووجوده في ضل احترام متبادل من المجتمعات حوله وعلى مر المراحل التاريخية نسمع عن ثلاثة مجتمعات كان لهذا ذكر باستقلالية عن الاخرى وهي اليمن وحضرموت وعمان حتى مع وجود اكثر من عشر دول وسلطنات ..بقيت المجتمعات ثلاثه لم تزيد وكذا اذا ضمهم كيان سياسي واحد تضل المجتمعات ثلاثة ومن يجهل ذلك يرجع الى كتب التاريخ ...
واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين والذي يدعي الانسان انه قطع شوطا من التحضر والتمدن و والرقي بالثقافة والذي يلزم معه اتساع الافق البشري ليحترم الراي الاخر ويعترف بوجود الاخر و التعايش السلمي معه رغم الاختلافات ..
ولكن فوجينا بهذة الوحدة السياسية والتي تمثلت بقيام ما يسمى الجمهورية اليمنية ككيان سياسي وقد خبطت بين وحدة الكيان السياسي ومعنى التعدد المجتمعي فرات الفئية المهيمنة على الحكم في هذه الدولة فقد فهم المهيمنون على السلطة في هذه الدوله ان من الوحدة السياسية وحدة الثقافة و وكل اساليب الحياة المختلفة من عادات وتقاليد وفكر موروث فعمدت الى تبني مورثهم التراثي على انه تراث كل الدولة السياسية
وباسم التراث الشعبي اليمني يعممون تراث منطقة بعينها لتفرض على انها تراث كل الجمهورية اليمنة ويرج لها على انها التراث الشعبي الاصيل الذي يجب الحفاظ عليه والضهور به في كل المناسبات الرسمية وغير الرسمية فيحشرون تراث هذة المنطقة بلباسها والحانها ورقصاتها واهازيهجا وعاداتها ليلزمو به اشخاص من مناطق مختلفة لا يعني لهم هذا التراث شئيا ولا يعرفونه , ولا صلة لهم تربطهم به ويلزمون على الضهور به و الادعاء انه جزاء من شخصيتهم زورا وبهتانا
فلا يكاد يقام حفل في حضرموت او عدن او المهرة الا وتجد صورة ذلك التراث المهيمنة والسائدة وكان سكان هذة المناطق لا ثقافة لها ولا تراث ولا ما يدل على وجودها وكل ذلك ليس الا دليلا على اصرارهم على ان صنعاء هي الاصل وهي المنبع وما البقية الا فروع تفرعت عن ذلك الاصل يجب عودتها اليه كل من يعترض فانه ليس له اصول من هذه الدوله و ليس الا صومال او هنود
واتذكر من هذا عنما التحقنا بالمعهد العالي للقضاء وتم فرض لباس التوزة وهي عبارة عن جنبية و وجهاز لها وحزام كبير يزن اكثر من اربعه كيلو جرام اضافة الى المعطف الازرق الكبير وهي الصورة التي يضهر عليها المنشودون في التواشيح الدينية على قناة اليمن
وعنما اعترضت على لبس ذلك اتهمت باني متمرد عن تراثي وما تمثله من رموز رغم انه لا احد يعرف ذلك الباس ولا صورته في مجتمعي
ومنع الطلاب في البعثات الخارجية من اقامة اية فعالية او موروث شعبي اذا لم يكن الصنعاني واجهته واقحام لباس صنعاء في شعار تريم عاصمة الثقافة الاسلامية
وحشر الامور وخلطها في الرقصات الشعبية فتجد التمايل الحضرمي على الحان صنعانية وتجد التمايل الصناعني على الجن الحجي والحضرمي فخرجت رقصات مشوهه غريبة الاطوار لا تتناسب مع اللحن ولا التراث لينتج هجين لقيط لا يستحسنه احد
وكذا منع الطلاب في الدارسين في الدول المختلفة من اقامة اية فعالية من رقص شعبي او احتفالية الا باضهار ثراث صنعاء كوجه
اني لا اقلل من مقالي هذا من شان احد ولا انكر ان صنعاء مدينه لها عبقها التاريخي الاصيل ولها تراثها المتميز الاصيل ومجتمع الشمال عموما ملي بالنخب الثقافية المتميزة والراقية ,,التي لها تميزها ورونقها الخاص ولكن ذلك لا يمنع من وجود غيرهم ممن لهم تميزهم على هذه الارض وانا سنبقى على هذا التميز وستبقى لنا اهازجينا وانغمنا التي تطربنا ونتمايل عليها سنضل لنا ذوقنا وطريقتنا في كل تفاصيل حياتنا
واني اتسال الا يوجود وسطيون في الشمال وقد عرفت منهم الكثير يمسكون على يد المتطرفين منهم ويعرفوهم بان غيرهم موجود له حق ان يعيش وفق هويته وثقافته ....قبل ان يفضي هذا التطرف الى صراع لا ينتهي ولا يزول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق