اخبار ذات صلة

الخميس، 9 يناير 2014

إســـــــراء ... قصة قصيرة .... للكاتب محمد يوسف


أنيسته كل الوقت ، يتأملها ، يطعمها، هديلها المتواصل جلب أصدقاء لها ،تحدثهم من خلف جريد عُشها ، حاول أحدهم فتح مزلاجها، تراجعت للخلف ، انزوت في ركن البيت ، نظراتها رغبة للخروج ، لكن لمن تتركه؟ وهو كل حياتها ، نظرات حُب تتساقط من قلبها مختلطة بحَب طعامها، وشربة ماء لا ترويها ، رفيقها من بني جلدتها يُناجيها ، عرف رغبتها ، فتح لها البيت ،أطلق صفارته الحزينة ، معلناً لها الحرية ، بتثاقل حاولت الخروج ، لم تعثر على الشباك ، بحنو حملها ، قبلها ،أطلقها ، جناحيها يتعلمان الطيران لأول مرة ، لم تنسَ أن تترك له ذكرى ، ريشة بيضاء أسقطتها في يده ، تلقفها، قبلها ،ودعته بهديل باكي ، رآها الأخر قادمة ،أسرع للقاء انتظره طويلا ، للحظات شعرت بسعادة ،وسرب من ملائكة طيرها يرافقهما في حفلة زفاف، تنظر أسفلها ، بيتها وهو يبتعد ، دموعها تنهمر ، لا مفر من تلاصق جسدين غضين وأجنحة تلتصق ببعضها ، ونشوة غامرة عابرة ، هدية عرسها طعام ليس كطعامه، دارت في سمائها الجديدة ،سعدت بحياتها ، تقترب من بيت قديم ، لازال الرجل يُصفر حتى خَفَت صوته، لكنها تسمعه بوضوح، ارتفع هديلها ،التفت ، شاهدها في سماء تختلط بالمئات من اقرأنها ، في فجر جديد استيقظ كعادته حيث عش قديم ، سعد حين رأى بعض القش يحتضن أفراخا صغارا ، وحبيبته تحمل حَباً ، وحُباً للجميع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق