اخبار ذات صلة

الجمعة، 3 يناير 2014

مأزق الأخوان بين تحقيق الحلم و(تهكير) الثورات


ثورة 25 يناير كان فرسانها شباب مصر المبدعين وكانت وسيلة التواصل الاجتماعي الفيس بوك وسيلة الحشد التي بواسطتها ادرك الشباب الواعي ما وصل إليه الشعب المصري من ضيق النظام الفاسد وخرج شعب مصر العظيم يهجى القيادة الفاسدة حروف الحرية ومعانيها في اصطفاف وتلاحم وطني أذهل العالم بأسره , وما هي إلا أيام معدودة حتى تهاوى ذلك النظام الفاسد واقتيد رئيسه وأبنائه وكل رموز الفساد إلى سجن طره ومنه إلى المحاكمات . واستبشرنا خيراَ لمكانة مصر المحوري التي عليها تدور الأمة العربية لتأثيرها الثقافي والعلمي ولما قدمه أبنائها وجيشها العظيم من تضحيات دفاعا عن الأمة العربية وما قدمه ويقدمه شعب أم الدنيا من جهود تنويرية عظيمه في جميع الاقطار العربية والإسلامية . لكن ثورة 25 يناير (هكرها) الفكر الاخواني بعد ان حصلوا على أعظم واكبر فرصة تاريخية كنا نظنها لإثبات جدارة نهجهم وامتحان صدق نواياهم . وصلوا على اكتاف الشباب إلى قمة السلطة وكنا نتمنى ان يظهروا بروح الإسلام ورسالته السمحة وان يعتلي الرئيس مرسي هرم المجد المصري الكبير ويقف عليه شامخاً كالطود العظيم آخذاً بيمينه نهج الرسالة المحمدية وهو يتخذ من العفو المحمدي ومن صبر أولى النهى سلاحه الماضي إلى قلوب شعب مصر اقتداء برسول الرحمة والهدى وطاعة وتصديق لأمر الله العظيم الذي فوض به رسوله لكسب قلوب من بهم مرض وتليين قلوب من يضمرون العدوان وذلك بالإحسان اليهم وبيان أن رسالة الاسلام هي رسالة تكريم للإنسانية لأنها رسالة الرحمة والعدل والسلام ومن هم يقفون في وجه القيم التي كان ينشدها عدلا وسلام موقف العداء مصداقا لقوله تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(35(( - فصلت وبذلك النهج والمنهج المحمدي يأسر قلوب شعب مصر ورأيه العام , فإذا كان صبر الاخوان في مصر الذي استمر اكثر من 8 عقود تقريبا آتى ثماره كان اجدر بهم ان يكون الصبر قاعدة الانطلاق والخلاص اللذان يفضيان الى ارساء قواعد العدل والسلام المحمدي المنشودين . ومن العفو ينطلق بروح الرسالة المحمدية السمحة إلى ردم الهوة السحيقة بين اطفال الشوارع وسكان المقابر وبين من استأثروا بخيرات مصر الساكنين في القصور والمنتجعات وناطحات السحاب العالية ,( وفي هذه الجزئية لم نسمع خلال السنين الماضية أي دور قدمه الأخوان لسكان المقابر وأطفال الشوارع الذين يعدون بالملايين ). وبالصبر والمثابرة وبروح المسلم السمحة يحشد قيم مكارم الاخلاق المحمدية ويتخذ من كلمتي ( الدين المعاملة ) إلى جانب مكارم الاخلاق سلاحه الماضي إلى تزكية النفوس ومعالجة امراضها من الفساد إلى الرشوة وإلى كل مال سحت حرام ويبين مفاسد تلك الامراض وعلاجها المحمدي . كان على مرسي وبروح وثقة المؤمن الصادق ان ينظر إلى المجتمع المصري بعمق ايماني وهو يعتلي فوق الهرم الأكبر ويستحضر تاريخ مصر الإنساني العظيم ودورها الريادي العربي والإسلامي مصر ام الدنيا . لكن ما حصل هو ان الأخوان قاموا بتهكير ثورة الشباب وما كان الرئيس مرسي إلا وسيلة الحلم الأخواني الذي ينظر إلى المجتمع نظرة ارتياب فكري ظاهريا ونظرة تكفيرية مبطنة عند الكثير من غلاتهم . وبدلاً من ان يعتلي الرئيس مرسي عرش مصر في الحقيقة ما كان إلا من المريدين الذين يتمسحون بكرسي المرشد وهم يقدمون بين يديه تعظيم سلام عن كل خطوه وعمل حزبي ضيق الافق , وخلال الأربعة الأشهر الأولى فقد الأخوان روح الزخم الديمقراطي الذي اوصلهم إلى قمة السلطة وما كاد ينتهي عامهم الأول إلا واضحة سيناء وكر لكل ارهابي يهدد وحدة مصر ومستقبلها. وبدت سياسة الاخوان التي تقدم المصلحة الحزبية على مصلحة الأمة وحل التوجس في قلوب شباب مصر صناع الثورة وغالبية الشعب المصري محل الأحلام الوردية لثورات الربيع العربي , والإخوان في غرورهم انتفخت اوداجهم وهم يستحضرون حلم الخلافة الخاص بطريقتهم المثلى كما يعتقدون , وكان لدور وسائل الاعلام المريبة ومن ورائها الدور الاكبر في نفخ ريشهم بإضفاء روح الاسلام والذود عن حياضه اليهم , وكأن ملايين المسلمين الذين يشهدون لله الواحد القهار بالوحدانية ولرسول الرحمة والهدى محمد صلى الله عليه وسلم بخاتم الانبياء والمرسلين وبرسالته التي بعثه الله بها للناس كافة وبعثه كذلك رحمة للعالمين أقل معرفة بدينهم ونبيهم ودنياهم وآخرتهم مع ان عظمة رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين انها جعلت سر العلاقة بين المسلم وخالقة وحددها حديث الرسول الاعظم (عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما . واجمع علماء الامة ان هذا الحديث ميزان للإعمال الباطنه التي لا يعلمها إلا علام الغيوب فلا وصاية ولا كهنوت لمسلم على اخوه المسلم في دين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تزر وازرة وزر أخرى وكل امرئ بما كسب رهين إلا ان يكون تسمية الأخوان المسلمين لحزبهم عن قصد ونية بأنهم يمتازون عن ملياري مسلم يشهدون ان لا اله الله وان محمد رسول الله فعليهم البيان والتبيان من اوحى لهم بذلك . لقد أثبتت الأيام وأثبت شعب مصر العظيم الذي خرج بعشرات الملايين في ثورة 30 أكتوبر الثانية وعززها بحشود مليونية في جمعة 17 رمضان تجاوزت 29 مليون مصري وخلفهم 50 مليون مصري من جهة و مشيخة الأزهر الشريف الذي حمل لواء الرسالة المحمدية الوسطية السمحة وأنار علمائه الاجلاء مشارق الأرض ومغاربها بنور الرسالة الوسطية السمحة لمئات السنين وإلى ما شاء الله , نعم لقد اثبت كل ذلك فشل سياسة الأخوان الإقصائية القصيرة النظر المتعصبة لعصبيتها وخرج ملايين المصريين يلبون نداء الوطن حفاظاً على وحدة مصر العربية الإسلامية وعلى روح الإسلام السمح , وكذلك حفاظاً على آخر قلاع الجيوش العربية جيش مصر العظيم بطل العبور التاريخي المعروف الذي صدح صادقا بقول الحق ( الله أكبر ) لحظات العبور المشهودة . والذي من الواضح ان تدمير جيش مصر العربي الأبي كان الهدف الأول لأصحاب الفكر المسطح الذين ينفذون وهم يدرون أو لا يدرون الفوضى الخلاقة وهم يهتفون (الله أكبر ) كلما قتلوا امرئ مسلم ومن ثم إدخال مصر في مستنقع فناء العراق وتقطيع أوصال سوريا ومن ثم تقسيم مصر بعصا البشير وسيف الترابي اللذان بفضل جهادهم المقدس استأصل الغرب ثلث مساحة السودان وعمقها وعمق مصر وكنزهما المائي والحيوي نهر النيل الذي هو شريان الحياة لمصر والسودان . ولذلك خرج شعب مصر مجمعاً على تصحيح مسار ثورة الشباب وإعادتها إلى أبوها وحاضنها الشرعي شعب مصر العظيم وبالتالي استئصال منظومة الإرهاب الفكري والمسلح من غلاة الاخوان إلى قاعدة التوليد المركزي التي كانت تعد سيناء محطتها الكبرى بحكم مساحتها وموقعها وحالتها الجغرافية فكانت تعد سيناء محطة لتوليد الإرهاب الظلامي توازي محطة توليد الكهرباء القائمة على السد العالي التي تنير مصر إلى مئات السنين بذلك المشروع العملاق. انني وأنا الموطن العربي الذي تتلمذ على يد آبائه المدرسين الاجلاء من جمهورية مصر العربية عليهم رحمة الله اين ما كانوا استبشر خيرا بيقظة شباب مصر وشعبه العظيم وهم اليوم ينفثون في جسم الوطن العربي المنهك روح القيام على ابواب نهضة الغد المنشود وباسمي ومن شعب الجنوب العربي أحيي كل مصر أم الدنيا وأم العرب التي علمتهم وعالجت امراضهم وأنارت ظلماتهم دون منه وبكل ايثار ولا ينكر ذلك العطاء المصري للعروبة وللأمة الاسلامية إلا جاحد . اننا في ارضنا الجنوب العربي نتعرض اليوم لأسوء استعمار همجي قبلي متخلف معزز بفتاوى من يتلبسون لباس النساك ويتمسحون بمسوح الاسلام وما فتئت اياديهم ولا كفت سكاكينهم من ذبح شعب الجنوب العربي ونحن نصرخ وننشد السلام . نحن في الجنوب العربي كنا السباقين إلى الوقوف في وجه الطغاة ودعيي الغلاة بحراكنا السلمي الذي انطلق قبل ثورات الربيع العربي ب 5 اعوام دفعنا آلاف الشهداء والجرحى وخرجنا بمليونيات عارمة لكن من المؤسف اننا لم نرى من اخواننا العرب موقف عربي اخوي اسلامي يؤازرنا ويأخذ بأيدينا بحكم التعتيم الاعلامي والإعلام الرخيص الذي هو كذلك مهكر بيد من اوكل اليهم تجنيد ما يسمى ألإخوان وفروعهم اصلاح اليمن مثلا . وما رسولته المغرورة التي كان انتدبها الى رابعة العدويه اليمنية توكل كرمان إلا مثال غبي عما ينشدونه من عدل وسلام ونحن نذبح بفتاواهم وسكاكينهم كل يوم وما زادونا إلا قتل ونهب وطغيان وما يقظة شعب مصر ودرايته وهو يرد حمالة الحطب وجيدها على خناقها إلا بشرى للحق المنشود . ممتنين ومستبشرين ببوكر انوار الشموس المشرقة علينا من أم الدنيا وبكل اكبار نحيي انواركم الكاشفة وهي تسلط الاضواء على عورات مسطحي الافكار من جهة وعلى مصابنا في ارض الجنوب كما التمسنا من مواقف شبابكم المشرف ومتفائلين بان تنساب الحرية التي ننشدها وإياكم جميعا في عناق ابدي بين قناة السويس وباب المندب الجنوبي العربي . نشد على ايديكم والله غالب على امرة ولكن اكثر الناس لا يعلمون عاشت مصر حرة ابية ام الدنيا تحية حب وإجلال وعرفان لشعب مصر العظيم وتحية حب وإجلال لقائد مصر الغد مصر أم الدنيا الفريق / عبد الفتاح السيسي عاشت ثورة 30 اكتوبر منتصرة لكم تحيات شعب الجنوب العربي من المهرة إلى باب المندب . بقلم / صلاح الطفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق