اخبار ذات صلة

الجمعة، 23 أغسطس 2013

اعتذار الحكومة اليمنية غير مكتمل وكان بدون ثيران !!!!!!!


القاصي والداني يعرف العادات القبلية اليمنية في شأن الاعتذارات بين القبائل ، وبحسب الخطأ المقترف تقدم الضمانات للتحكيم . وجرت العادة أن يتم تقديم أضحية حيوانية معينة بحسب حجم المعضلة وتصل إلى عدة أثوار ( جمع ثور ) وخصوصاً إذا كان هناك قتلى . وتقوم القبيلة التي منها القاتل أو القتلة بتحكيم قبيلة القتيل أو القتلى بما يرونه مناسباً في حق القتلة إما بأخذ القصاص أو أخذ الديات أو المسامحة ، أي تضع شروطها لقبول اعتذار قبيلة القتلة بما تراه مناسباً ، وعندها تُذكَّى الثيران إذا لم يكن القصاص هو الحل. ويوم الأربعاء الفائت 21/08/2013 م قدمت الحكومة اليمنية بياناً أسمته اعتذاراً لشعب الجنوب العربي عما أسمته حرب صيف 1994 م ( غزو الجنوب ) وفيه حملت السلطة السابقة وبعض المكونات السياسية اليمنية المسؤولية الأولى وليست الوحيدة عن حرب غزو الجنوب وحروب صعدة اليمنية ، والغريب أن الحكومة اليمنية ساوت ما بين حربٍ داخلية ( حرب صعدة ) – بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبتها هناك - وحربٍ غزت بها دولة الجنوب العربي كاملة واحتلتها . وبما أن الحكومة اليمنية تتعامل بالأعراف القبلية وتقوم بتحكيم بعض القبائل للتعامل مع أزماتها كما حصل في أوائل شهر نوفمبر من العام 2007 م عندما قامت الحكومة اليمنية وبتكليف من الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح بتحكيم قبيلة آل بلحارث بتقديم ستين بندق ومليون ونصف كعقيرة وكفن ومليون ريال كغداء للمطرح ( بضعة ثيران ) - وهذا على سبيل المثال لا الحصر – فإنها تضع نفسها في موقع الخصم القبلي لا في موقع دولة – غير موجودة أصلاً – على أرض الواقع. وحيث أن الحكومة حجّمت نفسها إلى خصم قبلي وقدمت اعتذارها لشعب الجنوب العربي فيجب عليها أن لا تضيع بين الحضارة والقبلية وعليها التمسك بأحد الخيارين ، إما الحضارة فتقبل التفاوض الندي بين الدولتين بعد اعترافها بجريمة الاحتلال للجنوب ( حرب صيف 94 ) وإعادة استقلال الجنوب العربي ، أو تقبل العرف القبلي الذي وضعت نفسها فيه وتقدم ما يسمى بالعرف القبلي ( العدل ) أو وجه الدولة بعدد من الدبابات والمدافع بدل البنادق لأن الخصم هو شعب كامل ، وتقدم أيضا حظيرة ثيران كاملة لشعب الجنوب العربي على ما اقترفته من جرائم وتدمير لمستقبل جيل بكاملة من شعب الجنوب ونهب منظم لثرواته وتدمير بناه التحتية . ولكن اعتذارها جاء بين الحضارة بلا دعوة للتفاوض وبين القبلية بلا ثيران . خاتمة: شعب الجنوب أكثر وعياً من أن يقع في فخ اعتذار صوري لا يمت للواقع بصلة ، فالاعتذار يجب أن يكون بخروجهم من كل أرض الجنوب العربي ولا غير ذلك.
محمد الهمشري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق