اخبار ذات صلة

الاثنين، 8 يوليو 2013

أنوار رمضان بقلم الاعلامى أحمد طقش



أنوار رمضان
النور الأول : رمضان فرصة عظيمة للوقوف مع الذات بل للارتقاء بالذات بل لمحاسبة الذات
وجرد سلبياتها وإيجابياتها , حبذا لو ضاعفت السلوكيات التي تحقق رضى الله عليك طالما أن
الأجور مضاعفة في رمضان , وقلمت أظافر الأمور التي تجلب سخط الله عليك ،اتصل بكل من
له حق عليك وأعطه حقه , ابتداء من أهلك مرورا بجيرانك انتهاء بالدعاء لكل المسلمين في
مشارق الأرض ومغاربها , واعلم أن رمضان كريم لأنه إن شاء الله سيشفع للصائمين الحقيقين
, وأن القرآن كريم لأنه إن شاء الله سيشفع لمن يعمل به بعد أن يقرأه ويفهمه ويتعلم تفسيره و
تجويده وأسباب نزوله .
رمضان فرصة تصالحية مع نفسك , دللها بحجبها عن المنكرات ، قومها بردها عن الغي ،
شذبها بعشرة الصالحين المصلحين ، ارفعها بالرياضات الروحية المشروعة ، أدبها بسيرة
الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ثم سيرة صحابته الكرام ثم سير التابعين الأجلاء.
إن إضعاف الجسد بالصيام فرصة حقيقية لتقوية الروح بالعبادات , في شهر الأخلاق عاهد
نفسك على صيام الامتناع عن المفطرات وصيام الارتقاء إلى رب الأرض والسماوات .. إن
وقوفك الصارم مع نفسك كل رمضان سيرفعها في مدارج الكمال فكل يوم رمضاني هو درجة
جديدة نحو العلا , حيث تشكل الجنة أخيرا قمة هذا الصعود في الآخرة ، بعد أن يشكل رضى
الله قمة هذا الصعود في الدنيا ...
إن هذه الجولة المباركة التي تجريها في نفسك ستضعك أمام حقيقة الدنيا الزائلة وستردك إلى
حجمك الحقيقي حيث لاامتهان يفقدك توازنك ولاغرور يدفعك للتسلط على الآخرين ...
النور الثاني : رمضان فرصة عظيمة للتأمل في علاقاتك مع الآخرين ، متى سوف تنتهي عن
نقل سلبيات زوجك إلى أهلك إن لم يكن في رمضان ؟ متى سوف تجلسي لتدريب ابنتك على
علم التجويد إن لم يكن في رمضان ؟ متى سوف تقلعي عن التدخين بكل أنواعه إن لم يكن في
رمضان ؟ إن الأخريات يقيمن أخلاقك من خلال الطريقة التي تتعاملين بها معهم , فاحرصي
على أن تكوني مفتاحا للخير مغلاقا للشر , كفي لسانك وعينيك ويديك عن التدخل في الأخريات
, استخدمي كل عمرك ومواهبك وحواسك في تحبيب من حولك بدين الله العظيم , المؤمنة
السلبية تكتفي بعدم السرقة وعدم الكذب وعدم الغيبة والنميمة , المؤمنة الإيجابية توقن أن
مهمتها أن تكون منارة للأخريات , تحبهم وترشدهم وتساعدهم في السير على طريق الهدى
والرشاد , لذلك يعد رمضان فرصة ذهبية لك كي ترفعي مستوى الحديث من القشور والسفاسف
إلى جماليات الإيمان التي لاتنتهي , حدثي جاراتك عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهم , ادفعي
جارتك اللجوجة إلى الصبرعلى مكاره زوجها , قولي لجارتك التي تكذب : إن الله لايحب
الكاذبين ، قولي لجارتك التي تكتفي بخدمة أبنائها إن مهمتها أرقى بكثير لأن التربية تشمل ضخ
الفضائل في الأبناء وليست خدمتهم في المآكل والملابس والمشارب فقط .
إن رمضانك هذا العام سيكون شهرا فاصلا في التغير نحو الأفضل حيث ستضاعفي من
الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان خلاله وبعده أيضا .
النور الثالث : أفضل الشهور لتصحيح علاقتك بربك هو رمضان حيث تصفد الشياطين وتتفرغ
تماما أخي المؤمن للتقرب من الملك الجبار الذي أعطاك نعمة التأمل في هذا الكون بل أمرك بها
, قل لله : سامحني , تجاوز عن سيئاتي ، ياغفار اغفرلي ، ياغفور امسح زلاتي ، ياغافر لا
تؤاخذني على أخطائي .
إياك أن تفوت هذه ال (720 ) ساعة , لأنها أفضل ساعات العام كله ، عاهد فيها ربك على
توبة نصوح , لاتكرر بعدها أخطاء الماضي واعكف على دراسة أسماء الله الحسنى
, تعرف عليها وافهم مقتضاها واعمل بما تطلبه منك لتعيش فيها حياة روحية عرفانية راقية ....
لتصحيح علاقتك بربك يجب أن تستمر حتى بعد رمضان بقراءة كتابه الكريم وبتقفي آثار نبيه
العظيم صلى الله عليه وسلم وكما تجهز بيتك وتنظفه لاستقبال ضيف ما , جهز قلبك ونظفه
للاحتفال ببركات رمضان .
عاهد ربك على أن لا يعتلي عرش قلبك إلا هو , الله أولا ثم بقية المخلوقين من أهل وأقارب....
استغل هذه الفرصة جيدا لتوغل في مفهوم صفوة التوحيد حيث لا خوف ولا رجاء إلا من الله
, لاأمر ولانهي إلامن الله , لاحب ولاكراهية إلا بالله , لاحلال ولا حرام إلا بأمر من الله , و
هكذا يصبح رمضانك مفتاحا حقيقيا لمباهج القرب من الله بعد أن تعاهده على أن يجدك حيث
أمرك ويفقدك حيث نهاك .
ستتجلى أنوار رمضان على روحك إن صمت عما سوى الله , وإن أصلحت مابينك وبين ربك ,
ثم ما بينك وبين الآخرين , ثم مابينك وبين نفسك , وهكذا شيئا فشيئا تصبح حياتك كلها أنوار.
بقلم أحمد طقش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق