صنف علماء النفس تكوين الانسان من الداخل الى ثلاث شخصيات الأب ,الرجل , الطفل
فالأب هو الشخصية الصارمة التى تريد أن تظهرنا فى بعض المواقف اكثر التزاماً واكثر موضوعية وخصوصا فى المقابلات الهامة فنبدو كأشخاص جادين وصارمين لاننا فى هذا الوضع بنقود من حولنا وبنتعامل على اننا مسئولين

أما عن شخصية الرجل او المرأة التى بداخلنا فهى أقل حدة وأقل صرامة وهى الشخصية التى تظهر فى معظم مواقف الحياة اليومية ,اثناء ركوب المواصلات , والتعامل مع الزملاء فى العمل ومن خلال تعاملاتنا مع الاهل والاصدقاء ولكن شخصية الاب تتجلى لتسيطر على شخصية الرجل عند كثيراً من الناس , حيث يكون الشخص الذى يدعها تسيطر عليه أكثر حدة مع افراد أسرته , على أساس انه بهذه الطريقة يعودهم على حياة الألتزام والنظام , فيكون الابناء فى هذه الحالة مشاعر غاضبة تجاه الاب الذى يتمتع بالشخصية الصارمة وتكون كل تصرفاتهم تتمتع بالالتزام الكامل أمامه ولكن فى غيابه يحدث ما لا يتوقعه الاب الديكتاتور ,اما عن الطفل الذى بداخلنا والذى يعانى من القمع كلما أراد ان يظهر فى حياتنا والذى يجد نفسه مقيد بقيود من جهتين ,من جهة الاب الصارم الذى بداخلنا ومن جهة أخرى من جانب الرجل الذى بداخلنا ايضاً
, فأحياناً يتمرد هذا الطفل على الاوضاع الصارمة وعلى الالتزام والنظام ويريد أن يعيش بحرية كاملة ويتمتع بديمقراطية بلا حدود ولذالك نجد انفسنا بنتصرف تصرفات عشوائية بدون وعى او تحكم منا فى مواقف تثير الطفل بداخلنا وتجعله يظهر رغماً عن الاب والرجل الذى بداخلنا , وفى هذه الحالة نجد تصرفاتنا العشوائية تجذبنا نحو مواقف مضحكة او مخجلة ,فمثلا قد تجد نفسك وانت ترتدى بدلة شيك ورايح أجتماع مرموق مع اشخاص لهم ثقلهم العلمى او التجارى او -------------- الخ بتشوط كرة يلعب بها الاطفال بالشارع بدون ان تدرس هذا التصرف بداخلك او تعمل له حساب , مثال أخر تجد نفسك بتفرقع بلونة لطفل وهو يلعب بها بدون أن تدرك ماذا تفعل او تاكل السيريلاك بتاع اطفالك وانت مستمتع بذالك او تخطف منهم قطعة شيكولاته , وكل ذالك يحدث لانك لم تجعل هذا الطفل البائس اللى جواك يعبر عن نفسه فى كثير من المواقف خوفاً من انتقاد الناس لك , فمثلا رجل أصلع يعمل بأحدى دول الخليج يعانى من السير فى حرارة الشمس الحارقة فى المسافة التى يركن بها سيارته الى مكان العمل فالبرغم من حرارة الشمس الحارقة فى هذه الدول لا يستطيع البعض ان يحمى راسه من الشمس خوفاً من انتقاد البعض ولكن هذا الرجل كان جرىء واحضر كبعة لحماية رأسه فانتقده الزملاء ,كيف ان يرتدى كبعة وهو فى مكانته العالية فرد عليهم قائلا : انا لو ارديت وشاح كنتم هتقولولى انت خلاص بقيت خليجى , ولو ارديت طاقية صلاة هتقولولى ايه يا عم الشيخ , ولو امسكت بمظله هتقولولى ياختى كميلة , وكل ما يرضيكم أن راسى تتحرق فى اشعة الشمس من أجل الشياكة فكان رده صادماً لهم وطلبوا منه ان يشترى لهم كبعات لان معظمهم صلع والشمس تحرق رؤسهم . وكثيراً من المواقف التى تشرح هذه النظرية

فلماذا نقمع الطفل بداخلنا ؟لماذا لا نطلق سراحه فى بعض المواقف التى تتطلب ذالك ؟ لماذا لم نتركه على حريته لبعض الوقت ؟ مما يجعلنا نصل الى حالة من الإكتئاب ومنها الى الانهيار
عزيزى القارىء دع الطفل اللى جواك يتمتع بالحياة فيجعلك سعيداً ولكن بحدود حتى لا تظهر أمام الناس على انك شخص غير طبيعى .
عزيزى القارىء أذكر موقف ظهر فيه الطفل الذى بداخلك وتسبب لك فى مشكلة ما ؟
وذالك بالتعليق اسفل المقال